من سلسلة الحزن
الصيفُ لولا ضَيَّعَتْ لبنَ الوعود
لأقسمت بخطاك
هدهدة يمارسها اللهيبُ
بما توفَّر من حريقٍ
واصطليتَ بنار بيتٍ
من قصيدتك الجديرة
بالهدى
وقلادة تختال ما بين الأصابع والعقيقِ
وخضت تبحث
عن إياب تاه في طرقاته عزمُ الطريقْ
وأتيتَ تحزم دفتر الأحزان
تنشر ما به
يوم التقى في هامش الأوراق
ما تخفيه من تعب أتاك وتحته قلق
به الشكوى تضيق
ولصرت للنزف الجديد محطةً،
أو هكذا ظني يشق البال في جرح رماديٍّ
يطوف بعمقه الألمُ العتيقْ
ويداك تسترقان أمنية
تعهدها البكاء بشق منديل
عليه عفا الأمان ،تعيده
بكرَ الأناملِ للشروقْ
****
لو كنت تدرك غيمة مصلوبة المطر العفيف
على شبابيك الغروب
وما يرافق حبلها الأسري
من ظلم لذي العتبى
لأوصدت الشروق عن الشفاه المتعبات
وجئت تجهش بالمساء
وأنت بالقربى لصيق
قد كنت في حقل المشاعر
تلهب القلم الذي أمن العبور إلى الغواية
بالقديم من الخطايا
بعد كراس عريق
فلم استعرت الصبر ؟
هل نفدت يداك من البكاء
وقمت ترسف بالرجاءِ
وأنت تحترف الدعاءَ...
ولا تطيق.؟
هل نام في عينيك ميعاد الغد الصيفي
والعنقود أدلى للضباب
بآخر الأهداب للحلم الأنيق؟
لم تسعف الجسد المرقع
من شتات الريح
بالأمل السمين ولا الهزيل إذ اعتراه الغم
في حقل من الأحلام يمشي وحده ،
وهناك منه الطير تأكل
ما تيسر من أصابع حول متكأ تعطر
بالبراءة حينما انطلق الشهيق
ما زلت تنزف كرمة الذكرى وتلعق كأسها ،
أو هكذا تمتص أدخنة الغروب
وفي يديك
حلاوة الضحكات حين تصافحت عبر الأثير مع الرحيق
الحظ أبعد من
فوانيس القرابة عن يتامى حول مأدبة اللئام
ولم تحالفهم من الأيدي شطيرة موقف
ينسل من بين الأنامل لمسة تهب الأمان
بكل أمنية تراوح
أو تكاد تعود بالرمق السحيقْ
الويل سلسال على صدر الدهور
تحالفت حلقاته القصوى
مع النكبات
حين تشابكت قدماك بالندم المغلف بالقوابل
حين فاجأك الخروج إلى مواجهة المضيق
ويداك أول فرحة للحزن والبسماتُ بينهما هَبَاءْ
فلم النداءُ ......
وقد دخلت البئر من كُمِّ الشقيق؟؟؟
هيهات تدرك في يقينك آية الشعراء
ترشف وقفة كبرى على كأسٍ تشاء .
ولذا تعلمك العزوف عن المدينة
خيبة صفراء
تلهث في أزقتها مرايا جائعات الظل
في ليل عبوس لا ينام
على رميم الأمس بالحلم الطليق
قد لا تؤهلك المرايا للدخول إلى ضميرك
مرة أخرى فحاول أن تعود لوجهك القروي
بالوقت الرشيق.
ماذا دهاك؟
ألست من أمن الضباب
وكل أوزار الصباح أتتك في عز الطريق؟
من ذا يشاطرني الإياب إليَّ/ك
غيرك يا هدى ويمد لي
صوتا ولحنا منهما صوتي
يفيق؟
ـــــ
الكويت:19/3/2010