(((( ملاذ الروح ))))
**** طارق فايز العجاوى ****
أنَا مَجدُكِ الغَابِر وَالآتِي أنَا..
وَقضيِّتي أنَّى يُجَادِلُنِي أنَا..!!
أنَا ابنُ هَذا العِشقِ وَالوَلِه المُقِيمِ عَلى حُدودِكِ يَا سِوَار..
أنَا كُل بَوحٍ أعدِم قَصداً فِي وَضحَ النَّهار..
أنَا خَيالُكِ سَائِرٌ رَسمَ السَّماءَ مَساحَةً رَغمَ الدَّمار..
أنَا كَاتِبٌ لَبِسَ القَضِيَّة وَامتَطَى ظَهرَ الفِكر..
لَكنَّها لَم تَنكَسِر عَزِيمَتِي مُنذُ أن كَانَت بِكر..
صَغِيرَتَي أنتِ التِي أهوَى..فَفيكِ كُل أسرَارِ الهَوى..
فَكلُّ زَرعٍ فِي مُروجِي هَو مِن ثِمَاركِ يا سِوار..
*&*
أنَا مُغرَمٌ بِالوَردِ فَاسمُ حَبيبتِي سَبقَ الثِّمَار
لَا تَسألُونِي مَا اسمُها يَا حُسنُها هِي جُلنَار
نِساءُ الأرضِ أنتِ وَهذَا قَولِي بِاختِصَار
أيقُونَتِي..لَا شَيءَ يُشبِهُ رُوحَكِ
تَمرّدت القُلوبُ إلا قَلبَكِ
أنتِ الأنِيسَةُ وَالحَبيبَةُ وَالعَشِيقَةُ إنِّي التَزمتُ العَهد فَلن أُخلِف قَرار..
*&*
أنَا دَفتَرٌ يَحتَاج للتَرتِيبِ مِن يَدكِ الحَنُونَة
حَتَّى يَهيمُ الشِّعر وَيزِيدُ مِن قَهرِي جُنونَه
أنَا فِي عُبابِ الليل خِلاً للقَمر يَزدَاد نُورَه
أنَا المُطرِّز وَاحَات الجَمالِ فِي فِكرِك أنَا
مَخُطوطَةُ التَّارِيخ مِن ثِمارِك ِوالجَنى
صَغِيرَتِي كُونِي نِقاطَ الحَرفِ يَشرَحُ حَالتِي
إنِّي أجَنُّ بِطِفلَتِي فَإنَّكِ أنَتِ أنَا!
~*~ وَأردَفَ قَائِلاً :
سِنينُكِ لَو تَنقُص فَهاكِ سِنِينيَا
أكرِم بِها يَا أجمَل الخَلقِ رَاضِيا
نَاديتُكَ لَم تُجِب..وَدعَوتُكَ لَم تَسمَع
وَكُنتَ تُجِيبُ الحَبيبَ المُنادِيَا
فَهل أبدَلتكَ العَادِيَاتِ وَما بِها
مِن الظُّلمِ أم لَمَّا يَصِلكَ نِدائِيا
~*~" ما أخفى الكلام ":
سَئمتُ يَراعِكِ إن هَاجَ مَا بِي
جَوىً بَينَ الحَشايَا لَهُ ضِرَامُ
وَيِبُعدِه الهَوى عَن ذِكرِ مَاض
وَماضٍ فِي يَد الذِّكرَى يُضَامُ
يَحمَّلِكِ المُفكر هَمَّ عَصرٍ
كَطفلٍ قَضَّه سَم الفِطَامُ
وَتُخفِينَا بَلاءُ هَواكِ حَتَّى
أشَاعَ السُّهدُ مَا أخفََى الكَلامُ
بِربِّكِ هَل أعَدتِ لِي فُؤادِي
مِن المَاضِي وَهل عَاد الغَرامُ؟
وَكلَّت مِن تَظلُّمِك الخَطايَا
وَأظلَمُ مِن تَفجُّعِكَ الظَّلامُ
&*&*&*&*&*&*&*&*&*&
~*~ قالت هي:
هُو آخِرُ الأصدَاءِ فِي آهَاتِها..هُو ليسَ إلا بَلسَمٌ للدَّاءِ مِن صَرخَاتِهَا..
هُو مِن بَقايَا جُرحِها النَّازِف..هُو كُل ذِكرَى خَالَطت أحَلَامَها..!!
هُو مِن عَبيرِ الشَّوقِ بَينَ ضُلوعِهَا..هُو مِن تَعابِيرِ الكَلامِ بَينَ جِمارِهَا..
هُو كُلُّ عُصفُورٍ شَذى..غَنَّى لَهَا..تَملَّك قَلبَها..عَانَق رُوحَها..وَوَلَّى حِينَ فَاضَت دُموعُهَا..!!
يَا ليتَها يَا قَلبُ لَم تَعرِف فَيحَاء أرضِك..وَلم تَغزُو قُصورَ الليلِ فِي بَلدِك..
يَا ليتَها كَانَت بِخارِجِ سِربِهَا..ضَاعَت...تَوشَّحت بِالغِيَاب يَومَ غِـيَــابِهَا..
لكِنَّها بَقِيت هُنا..غَرسَت جُذورَ دِمائِهَا..وَسقَت بِهَا أطيَافَها..
بَينِي وَبينَ سُكوتِها شَذرَاتُ مَوت..عَانَقت قَيدَ الحَياةِ بِصمتِهَا..
سَلكَت مَسارِبَ عُمرِهَا بَينَ التَّراضِي وَالعِتَاب..!!
سَيلُ المَدامِعِ لَم يَكفِِهَا لِتُطلقَ صَرخَةَ الطَّعنِ المُنَاسِبِ للغِيَاب..
جَلسَت بِمَجلِس فِكرِهَا القَانِي عَلى دُورِ الحَنِينِ تُعلِّمُ قِصَّةً سَقطَت مِنهَا ذَاتَ نَيسَان..
معلومات الموضوع / المقال - المعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية
العنوان ملاذ الروح
الكاتب / الكاتبة طارق فايز العجاوى
رابط المقال ملاذ الروح
المصدر المعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية
حقوق هذا الموضوع / المقال محفوظة مالم يكن الموضوع منقولاً إلى منتديات المعهد العربي