مَتى قَدِمتُ لِتقدُمْني التَّرانيمُ
مَتى قَدِمتُ لِتَقْدُمني التَّرانيمُ = لَكَمْ تمنَّيتُ ألاَّ يَفزَعَ الرِّيمُ
خَريدةٌ صانَها اللهُ و حَصَّنها = من الحنيفِ هُداهُ و التَّعاليمُ
فلا تَخفُّ إلى سُوقٍ بزينتِها = و لا تَحومُ حَوالَيْها الأضاميمُ
تُضيئُ صَفحةَ أشواقي رسائلُها = كَما السَّحابُ أضاءتهُ التَّهازيمُ
لا تَحرِمي طَرفيَ المَجدودَ فرحتَهُ = إذا غَفَوتُ فقلبي منكِ مَحرومُ
و لا تَلوميهِ مُحتالاً لوصلكمو = فإنَّما سِنَةُ المَحزونِ تَهْويمُ
لعلَّ رئمَ التِّلالِ الخُضرِ ظَنَّ بنا = ما تَأملُ الأُسدُ أوْ ما تَسألُ الهِيمُ
فما لَدَينا سوى الحُبِّ الذي عَذُبتْ = به فَواصلُ عزفي و التَّقاسيمُ
كَمْ عرَّف البَدرُ ما الهالاتُ مِنْ وَهجي = و ما النُّجومُ و دُرِّي فيهِ مَنظومُ
تجيئُ بالقبلةِ البيضاءِ قافيتي = و يحملُ الوردَ قلبي و هو مكلومُ
لكِ السَّلامةُ إنَّ القلبَ مُنصَدعٌ = و لا أراهُ ستُجديهِ التَّراميمُ
لِتَصفَحُوا أمراءَ الشِّعرِ عن قَلمي = فَلَنْ يَجيئَ كما تُملي التَّعاميمُ
على سَجيَّةِ طبعي لا يُغيِّرُني = لَومُ المُخلِّ و فَهْمٌ مِنْهُ مأزومُ
إذا تبصَّرَهُ الفهمُ السَّليمُ أتى = كما تَليقُ على الخُودِ التَّصاميمُ
لئنْ هَتَفنا بأنَّا لا جِراءَ لنا = إلاَّ تَقَهْقَرَ عنَّا و هو مهزومُ
فأينَ ذلك من هَمٍّ يُوحِّدُنا = تَضيقُ منهُ و تَنْشَقُّ الحَيازيمُ
و كيفَ نَبرأُ من ذُلٍّ و ما أنِفَتْ = منهُ الرَّعاعُ ولا تلك الخَراطيمُ
فما رَمَتنا إلى الهيجاءِ صَاهلةٌ = و لا نَمَتْنا إلى المَجدِ الهَماهِيمُ
و لا العَزائمُ تُمْضى يا بَوادرَنا = و لا بِأخلاقِنا تُرجى الخَواتيمُ
لَنْ نَبلغَ المجدَ بالْعَشواءِ ناكِبَةً = عن الصِّراطِ أضَلَّتْها الدَّياميمُ
فلا تُذيعُوا هُراءً عن شُمُوخِكمُو = فَلَم تَذِلَّ بِما ثَرْثَرْتُمُ الرُّومُ
شعر
زياد بنجر
ـــــــــــــــــــــــــــ
المفردات
الأضاميم : الجماعات
التَّهازيم : من هزيم الرعد أي صوته و لا يكون الرعد إلا و البرق معه
التهويم : النوم القليل
الخُود : الحسناوات
الحيازيم : الصدور
الهماهيم : من همهمة الجيش أي صوته
الدياميم : جمع ديمومة و هي الفلاة الواسعة من الأرض