منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: العلبة الطائرة

  1. #1

    العلبة الطائرة

    العلبة الطائرة

    قبل عقود، لم تكن العلب والمعلبات منتشرة بهذا الشكل المنتشرة به اليوم. فقد كانت العبوات التي يتناقلها أبناء الريف مكونة من قش (سلال) أو خيش (أكياس) أو جلد (شكوة، زق، قربة، جود) أو من الخشب، أو الفخار (جرة، بقسة، شربة) الخ. ونادرا ما كانت العبوات المنتشرة مصنوعة من المعادن.


    وعندما ظهرت العبوات المعدنية، كان من يحصل على واحدة منها يُنظر إليه بعين الحسد، وكان هو يبالغ في استعراضها، فقد كان يحفظ بداخلها القهوة أو السكر أو الشاي، وعندما يأتي إليه بعض الزوار، كان يُعد الشاي أو القهوة أمام زواره، وعندما يحين استخدام ما بداخل تلك العلبة، يرفعها أمامهم بين يديه كما يرفع رئيس لجنة انتخابات صندوق الاقتراع لتتأكد اللجنة من خلوه من أوراق انتخابية مزورة، ثم يستخرج ما يريد من العلبة بعد أن تأكد أن زواره قد حفظوا شكلها جيدا. وتدور في رؤوسهم تساؤلات عن الكيفية التي حصل صاحبهم بها على تلك العلبة، وما هي محتوياتها الأصلية من حلوى قبل أن تحال لوظيفتها الجديدة.

    كانت النسوة عندما تلد إحداهن، تأخذ زائراتها بأيديهن بعض البيض أو أفراخ دجاج أو حمام مطهوة، وكانت تلك الهدايا لها فائدة ووظيفة اجتماعية باعتبار أن المرأة (في حالة النفاس) لا تستطيع القيام بأعمال المنزل بشكل طبيعي.

    بعد ثورة المعلبات الهائلة، وما رافقها من ثورة مناسبات، فمن تطهر ابنها ومن تُخطب ابنتها ومن تصبغ بيتها ومن تشتري تلفزيونا ملوناً، ومن ترجع من (زعلها) لزوجها، كلها مناسبات أصبحت جديرة بوقوف الصاحبات والقريبات بجانبها.

    ونظرا لاختفاء الديوك والدجاج البياض من البيوت، ونظرا لتكاسل النسوة في إعداد الطعام في تلك المناسبات الكثيرة، وجدت النسوة ضالتهن في (علب) الحلوى التي غزت الأسواق.

    لم يكن من الضروري، التهام محتويات العلبة، من قبل أفراد الأسرة التي تتلقى مثل تلك الهدايا، فكان بعضهن يحتفظن بتلك العلب لرد زيارات المجاملة للأخريات، وتحرص الواحدة منهن ألا تعيد نفس العلبة الى من أحضرتها.

    ذات يوم فقد أحدهم جواز سفره، وبعد معاناة المسائلة الطويلة من الدوائر الأمنية، راجعه أحدهم وكان يقيم في بلدة تبعد أكثر من ثلاثمائة كيلومترا، أنه وجد جوازه في علبة (حلوى) مع بعض الوثائق.. لقد سافر جواز سفره في علبة طائرة من بيت الى بيت ومن مدينة الى أخرى!

  2. #2
    مفارقة مضحكة وسهم من جعبة استاذنا الكبير عبد الغفور حتى البشر غدت ادمغتهم وعواطفهم كعلب الكونسروة لاطعم لها ولارائحة
    شكرا لك
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    أنا ويا الزمــن نـــــــاوي
    أكون الجــرح ومــــداوى
    أشيل الصعب فوق راسي
    وتبقى شغلــتى حــــــاوي

  4. #4
    الأستاذة الفاضلة ريمه الخاني
    الأستاذة الفاضلة ندى إمام عبد الواحد

    أشكر تفضلكما بالمرور الكريم

المواضيع المتشابهه

  1. المقاطعة الطائرة
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-28-2015, 01:03 PM
  2. العثور على الطائرة الماليزية
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-11-2014, 10:01 AM
  3. حادث الطائرة السودانية
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-22-2012, 02:54 AM
  4. الطائرة
    بواسطة حسن لشهب في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 02-06-2010, 06:45 AM
  5. طائرات ورق (الطائرة الثانية)
    بواسطة يعقوب احمد يعقوب في المنتدى - فرسان أدب الأطفال
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-24-2008, 06:07 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •