هذا المساء وفي كل مساء منذ اربع سنين ..
البرد يحكم في المدينة..
يفرض الهدوءُ علينا الخوفَ و تفادي الخروج من المنازل..
يخيم الليل المعتم الكئيب..
لا نجوم تلألئ.. ولا قمراً ينير .. ولا سيارات تملأ الشوارع بالحياة..

منذ اربع سنوات تغير النظام في المدينة..
أصبحت المحال تفتح في الصباح متأخرة.. و تغلق أبوابها مساءاً باكراًً..
و أخيراً.........
لم نعد نرى الزحام إلا على الأرصفة المجاورة للمخابز و موزعين "الغاز"..
لم تعد صرخات باعة الغاز المتجولين في الشوارع و ضرباتهم على الجرار تزعجنا, ولم يعد مزمار بائع المازوت تؤذي مسامعنا.. لم تعد مواكب الأعراس تطرشنا في أوقات متأخرة من الليل.. ولم تعد العراضات الشامية تسبب لنا أي صداع عند افتتاج محل جديد أو عند نزول العريس ممسكا بيده عروسه المتألقة جمالاً و فرحاً..
أصبحت أيامنا هادئة.. إلا من أصوات بعض المدافع و راجمات الصوارخ و الرشاشات و طائرات الـ "ميغ"..
أصبحنا ننام باكرا جداً معتقدين أننا تجاوزنا منتصف الليل بالسهر..
تغيرت أنظمة حياتنا في هذا البلد العظيم..
ونحن كنا نشتكي من الكثير سابقاً.. و ها قد حصل التغيير.. لكننا لا نشعر بالسعادة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي