كتب ماهر حسن ١٧/ ١٢/ ٢٠١٠ كان ناصر السعيد أول معارض لنظام الحكم فى السعودية منذ نشأتها عام ١٩٣٢، وهو مولود فى مدينة حائل شمال وسط الجزيرة العربية عام ١٩٢٣ (أى بعد سقوط حائل بيد عبدالعزيز آل سعود بعام واحد)، ثم انتقل إلى الظهران عام ١٩٤٧، للعمل فى مجال البترول مع شركة أرامكو، وعاش مع بقية العمال السعوديين ظروفاً معيشية صعبة، فقاد مع زملائه هناك سلسلة من الإضرابات للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية والسكنية، ورضخت الشركة لمطالبهم، وفى عام ١٩٥٣ قاد ناصر انتفاضة العمال، للمطالبة بدعم فلسطين، وتم اعتقاله وأودع سجن العبيد فى الإحساء، وأفرج عنه لاحقاً، وبعد وفاة الملك عبدالعزيز أقيم حفل استقبال للملك الجديد (سعود) فى مدينة حائل، وكان ناصر قيد الإقامة الجبرية لكنه شارك فى الاحتفال بإلقاء خطاب كان ذلك فى ١١ ديسمبر ١٩٥٣، وكان هذا الخطاب أشبه بعريضة معارضة للنظام السعودى آنذاك، ومما طالب به ناصر فى خطابه إعلان دستور للبلاد، وإصلاح وتنظيم الموارد المالية للدولة وحماية الحقوق السياسية وحقوق حرية التعبير للمواطنين،

وفى عام ١٩٥٦ غادر ناصر حائل إلى مصر بعدما وصلته معلومات عن صدور أمر بالقبض عليه، ومن مصر بعث ناصر رسالة إلى الملك سعود فى ١ يوليو ١٩٥٨ شرح فيها مطالبه تفصيلا، مرتكزا على خطابه الذى ألقاه فى حائل، ومما جاء فى الرسالة من مطالب: إقامة مجلس شعبى (برلمان) حر ينتخب الشعب أعضاءه، ويقوم بتمثيل أبناء الشعب كافة، وأن يضع مجلس الشعب بعد انتخابه دستوراً مستمداً من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وروح العدل، التى دعا إليها الرسل على أن يكون دستوراً عصرياً يتضمن حقوق الشعب، ويحدد مهام السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، والتأكيد على حرية الصحافة وحرية العقيدة وحرية المبدأ والتعبير والاجتماع، فضلا عما ورد فى الخطاب برعاية الفلاحين والعمال، والحفاظ على حقوقهم، وفرض التعليم الإجبارى على كل ذكر وأنثى، وإصدار قانون يفرض التجنيد الإجبارى على كل فرد، وإطلاق سراح السجناء السياسيين وتعويضهم.

وفى مصر أيضا قام ناصر السعيد بالإشراف على برامج إذاعية معارضة للحكم السعودى فى إذاعة صوت العرب فى مصر، ثم انتقل إلى اليمن الجنوبى عام ١٩٦٣، وأنشأ مكتبا للمعارضة هناك وانتقل بعدها إلى دمشق، ثم إلى بيروت، وهناك تم اختطافه فى مثل هذا اليوم ١٧ ديسمبر ١٩٧٩.


ما زالت تنتظر عودته بعد ثلاثين عاما على اختفائه الغامض في بيروت
المعارض السعودي ناصر السعيد حملت الحكومة السعودية مسؤولية مصيره
صحيفة القدس العربي - 17 / 12 / 2009م - 2:19 م



لندن 'القدس العربي':اتهمت زوجة المعارض السعودي المختفي ناصر السعيد المملكة السعودية بالمسؤولية عن مصيره بعد ثلاثين عاما من غيابه في ظروف غامضة في العاصمة اللبنانية عام 1979. وروت السيدة أم جهاد قصة اختفائه في فيلم وثائقي تذيعه قناة 'الحوار' اليوم، كما تنقل روايات سمعتها من رفاق زوجها في النشاط السياسي الناقد للحكم في المملكة العربية السعودية ومن بعض معارفه وأصدقائه في بيروت ودمشق.
وتؤكد ام جهاد أن الذي أزعج السلطات السعودية فيما يبدو هو انتقاد ناصر السعيد للطريقة التي تعامل من خلالها النظام مع مجموعة جهيمان العتيبي الذي قاد تمرداً في اليوم الأول من شهر محرم عام 1400 للهجرة الموافق للرابع من كانون الأول/ديسمبر 1979 للميلاد داخل الحرم المكي معقتداً بأن المهدي المنتظر عبد الله القحطاني ظهر وتوجب على المسلمين مبايعته.
ورغم أن المرجح أنه تمت تصفية المعارض السعودي بعد اختطافه مباشرة، إلا أن أم جهاد لا تزال تنتظر عودة زوجها وأبي أولادها. ويبدأ الفيلم بتسجيل صوتي لمذيع في البي بي سي وهو ينقل عن ناطق باسم جماعة سعودية معارضة توجيهها أصابع الاتهام إلى النظام السعودي في قضية السعيد.
ويبرز الفيلم شخصية ناصر السعيد الثائرة، وهو الشاب المنحدر من قبيلة شمر في منطقة حائل، الذي نشأ على كراهية الظلم والاستبداد، وشهد كثيراً من مظاهره تلك بنفسه بل تعرض لها حينما سجن مع جدته وهو فتى. كغيره من شباب الجزيرة العربية في الخمسينيات من القرن الماضي، توجه ناصر السعيد إلى المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية حيث الصناعة النفطية بحثاً عن فرصة عمل. وفي أرامكو، الشركة النفطية الأهم والأكثر نفوذاً، قاد ناصر السعيد مع مجموعة من زملائه حملة لتنظيم العمال في شركة أرامكو للمطالبة بحقوقهم ورفع الظلم عنهم، وكان ذلك بمثابة وضع اللبنة الأولى للعمل النقابي في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي دفع أرامكو إلى الاستعانة بالسلطات السعودية لفض التنظيم واعتقال القائمين عليه، مما ألجأ السعيد إلى دمشق حيث مارس نشاطه السياسي المعارض من هناك، وتنقل خلال الستينيات بين القاهرة وعدن وبيروت التي كانت آخر مكان يزوره قبل اختطافه.
ومن الروايات التي تواترت بين الناس حول اختفاء السعيد الزعم بأن قياديين في حركة فتح، قبضا مالغ طائلة من المملكة العربية السعودية مقابل اختطاف السعيد وتسليمه للسفارة السعودية في بيروت التي نقلته بدورها مخدراً إلى مطار بيروت حيث وضع في طائرة خاصة ونقل إلى السعودية.
من الجدير بالذكر أن قضية ناصر السعيد عادت إلى الأضواء بعد عقود من الصمت والتكتم، وذلك بسبب ما ورد على لسان العقيد سعيد موسى مراغة (أبو موسى)، أمين سر فتح الانتفاضة من أن أبا إياد برر ذهابه إلى تونس وتغيير رأيه بأن إصلاح الثورة يحتاج إلى مال، فكان رد أبي موسى 'وأين الملايين التي قبضتها أنت وأبو الزعيم من السعودية مقابل تسليم المعارض السعودي'. بعد ثلاثين عاماً، يظل مصير ناصر السعيد مجهولاً. وتبث القناة
http://elw3yalarabi.org/modules.php?...ticle&sid=9100