أبرزها التوافق الرياضي
وزارة الشباب والرياضة تنهض بأنشطتها وبرامجها رغم الحصار والعدوان وقلة الإمكانات
تنظيم العديد من البطولات الرياضية والمؤتمرات التطويرية
أكثر من 200 مخيم صيفي نوعي للطفولة والشباب

غزة-الرأي:
جسدت أنشطة وبرامج وزارة الشباب والرياضة على مدار الأعوام الأربعة الماضية، مثالاً للصمود والقدرة على مواجهة كل التحديات والصعوبات، فالظروف التي عاشتها الحكومات الفلسطينية المتتالية منذ انتخابات عام 2006، من حصار مالي وخلافات داخلية وإضرابات واستنكاف عن العمل كانت كفيلة بإيقاف جميع الخدمات التي تقدمها الوزارات المختلفة ومن بينها الشباب والرياضة.
ولكن بعزيمة وثبات نهضت كوادر الوزارة من بين أنات الحصار وقسوة العدوان لتسطر بصماتها في البطولات الرياضية والمخيمات الصيفية والدورات التدريبية والمهرجانات والمؤتمرات وورش العمل.
لقد نجحت الوزارة خلال السنوات الأربع الماضية في كسر حواجز الرهبة من التعامل مع دوائر الوزارة، وكسبت ثقة المؤسسات الأهلية التي أصبحت شريكاً في تنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج، ضمن إطار صياغة الشخصية الوطنية الفلسطينية وتعزيز الانتماء الوطني لدى الشباب كونهم بناة المستقبل واستثمار طاقاتهم الكامنة.
العديد من الأنشطة والفعاليات وجهت لقطاعات الرياضة والشباب والطفولة والطلائع والمرأة، وعلى الرغم من استنكاف معظم موظفي الوزارة إلا أن الكوادر التي بقيت على قلتها نجحت في صنع الكثير من الإنجازات ونقلت صورة طيبة لدى كافة الأوساط الرياضية والشبابية وداخل المجتمع بشكل عام، في التقرير التالي سنتعرف على أهم ما أنجزته وزارة الشباب والرياضة خلال الأربع سنوات الماضية، والعقبات التي واجهتها وكيفية استغلال أقل الموارد لتنفيذ أكبر كم من البرامج الهادفة.
النشاط الرياضي
على الصعيد الرياضي مارست الوزارة دورها في الإشراف على النشاط الرياضي وتطوير الكوادر العاملة في هذا المجال، وتنظيم العلاقة مع الأندية والاتحادات الرياضية، ولكن وبسبب الظروف التي تعيشها محافظات غزة وعدم تنظيم البطولات والمسابقات الرسمية، أخذت الوزارة على عاتقها تنفيذ البطولات الرياضية ورعايتها، بهدف تشجيع اللاعبين والأندية على ممارسة الألعاب المختلفة، وعدم الاستسلام للواقع الحالي، وتوفير فرصة مناسبة للاعبين لممارسة هواياتهم، والحفاظ على مستواهم الفني.
لقد نظمت الوزارة بطولة القدس لكرة القدم الأولى والثانية بمشاركة معظم أندية قطاغ غزة، مما ساهم في إحياء ملاعب محافظات غزة بعد توقف النشاط الرياضي لاتحاد اللعبة.
ونظمت أيضاً أكبر تظاهرة رياضية للمرة الأولى في غزة أطلق عليها \"أولمبياد العودة\" تزامناً مع إحياء ذكرى النكبة، تضمنت منافسات في جميع ألعاب القوى والسباحة والننشاكو وتنس الطاولة وكرة الطائرة.
وكان مؤتمر عام الرياضة من أبرز الإنجازات لوضع تصور عن الواقع الرياضي الفلسطيني، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمتخصصين، وتم طرح العديد من المحاور الهامة لإحياء الرياضة الفلسطينية.
وعلى صعيد الأندية تم إعداد اللائحة الداخلية التي تنظم علاقة الأندية بالوزارة، وضبط الإجراءات الانتخابية.
كما تم إقرار قانون الرياضة بالقراءة الثانية في المجلس التشريعي، والإعلان عن الوفاق الرياضي لحل كافة الخلافات التي أعاقت النشاط الرياضي في غزة.
وقدمت الوزارة 120 ألف دولار كمساعدات طارئة للأندية والمؤسسات الرياضية التي تضررت من الحرب الإسرائيلية على غزة.
وحرصت الوزارة على تكريم الأندية والمنتخبات بعد كل إنجاز رياضي على صعيد المشاركات الخارجية، ومن بينها تكريم منتخبات رياضة المعاقين التي حققت إنجازات على الصعيد العربي والدولي.
ونظمت الوزارة مهرجاناًً لتكريم شهداء الحركة الرياضية، بحضور كبير من الفعاليات الرياضية والشخصيات الرسمية، وتنظيم العديد من الزيارات لقدامى الرياضيين.
الشباب والمخيمات
وسجلت الوزارة نجاحها وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، في تنظيم المخيمات الصيفية السنوية، بالإضافة لكسب ثقة الحكومة الفلسطينية التي دعمت المخيمات مادياً ومعنوياً بشكل متزايد من عام لآخر.
ولاقت المخيمات إقبالاً غير عادياً من قبل مجموعة مختلفة من الجمعيات والاتحادات والمراكز الشبابية على اختلاف الفئات العمرية ومن كلا الجنسين، والتي شاركت في تنفيذ المخيمات وهو الأمر الذي تطلب جهداً إضافياً وخلق طموحاً أكبر لتوسيع هذه الأنشطة بشكل أكثر تخصصاً، حيث قامت اللجنة العليا للمخيمات الصيفية بتجنيد العديد من الطاقات والكوادر الإدارية والأكاديمية والتربوية والرياضية وغيرها الذين عملوا باجتهاد من أجل إنجاح هذه الأنشطة على أكمل وجه بما يتناسب مع رؤية وسياسات الوزارة والحكومة بقيادة رئيس الوزراء إسماعيل هنية، ففي عام 2008 نفذت الوزارة 76 مخيماً وفي عام 2009 تم تنفيذ 100 مخيم بدعم من الحكومة الفلسطينية بقيمة 200 ألف دولار.
ومن أبرز فعاليات قطاع الشباب في الوزارة تنظيم مؤتمر عام الشباب بمشاركة نخبة من القيادات الشابة والمختصين، وما نتج عن المؤتمر من توصيات لمعالجة بعض احتياجات الشباب الفلسطيني، بمشاركة نخبة من المختصين والكفاءات الشبابية.
وضمن أنشطة قطاع الشباب تم تنظيم الاحتفالات في المناسبات الوطنية ومن بينها إحياء ذكرى يوم الأرض، وإقامة العديد من الدورات التدريبية لإعداد منشطي المخيمات الصيفية، ومسابقة أفضل مؤسسة شبابية، والندوات وورش العمل، ودورات الكشافة.
الطفولة والمرأة
وفي إطار حرصها على قطاع الطفولة يتم الاحتفال بيوم الطفل الفلسطيني سنويا وتنظيم العديد من المهرجانات بمناسبة الأعياد لرسم الفرحة على الأطفال رغم الحصار والعدوان.
كما تم تنفيذ برنامج ضخم يستهدف الأطفال أطلق عليه برنامج بسمة للتأهيل والدعم النفسي، لمساعدة الأطفال على تجاوز الآثار النفسية نتيجة العدوان الإسرائيلي مطلع العام 2009، وشمل البرنامج حوالي 16 ألف طفل وطفلة، إضافة لتنظيم العديد من الدورات في التثقيف الإعلامي وتصميم الألعاب والتوعية بحقوق الطفل، ومسابقات الرسم بمشاركة واسعة من الأطفال.
كما حافظت الوزارة على تنظيم معرض سنوي للمرأة بمناسبة يوم المرأة العالمي، من خلال عرض الإبداعات النسوية، وإظهار صمود المرأة الفلسطينية وصبرها رغم الحصار والعدوان.
المديريات والمناطق
أما المديريات التابعة للوزارة فمارست دورها في تنفيذ البرنامج العام للإدارات العامة للوزارة، واستضافة المخيمات الصيفية، والبطولات في كرة القدم وكرة الطائرة وغيرها من المسابقات، عدا عن تنظيم المديريات لبطولة الياسين لخماسيات كرة القدم وعلى مدار عامين متتاليين، بمشاركة أكثر من 100 فريق رياضي، كما نظمت الوزارة بطولة خماسيات كرة القدم للوزارات.
وحرصت الوزارة ورغم قلة إمكانياتها المادية على تأهيل وصيانة الملاعب والصالات الرياضية، ومن بينها ملعب فلسطين، وصالة سعد صايل، وتم افتتاح ملعب الفروسية المعشب شمال قطاع غزة.
واستضافت ملاعب وصالات الوزارة العديد من البطولات والاحتفالات، حيث جرت على ملعب فلسطين منافسات بطولة الوحدة الرياضية وبطولة حوار وتسامح وبطولة أمل المستقبل لكرة القدم، بينما استضافت صالتي سعد صايل وأبو يوسف النجار بطولة الكأس والدوري العام لكرة الطائرة، والعديد من البطولات التنشيطية وفرق المؤسسات والوزارات.
ونفذ قطاع الطلائع العديد من الأنشطة والفعاليات، من خلال الدورات وورش العمل والزيارات والرحلات، عدا عن الدور الكبير الذي لعبته الإدارة في إنجاح المخيمات الصيفية، والمشاركة في مسيرات فك الحصار ودورات اكتشاف المواهب وتنمية القدرات.
نجاح رغم المعيقات
شكل الحصار والعدوان من قبل الاحتلال الإسرائيلي أهم العراقيل في عملية التنمية والتواصل في عمل الوزارة على مختلف الأصعدة، بالإضافة لاستنكاف عدد كبير من موظفي الوزارة عن العمل والاعتماد على عدد قليل من الموظفين.
عدا عن عدم القدرة على إنشاء صالات وملاعب جديدة نتيجة الحصار الإسرائيلي، وحرمان العديد من الكوادر الرياضية من المشاركة في دورات تدريب خارج الوطن نتيجة إغلاق المعابر.
ويقول مدير عام ديوان وزير الشباب والرياضة جمال العقيلي أن التجربة الفريدة التي قادتها الوزارة خلال الأربع سنوات الماضية رغم الصعوبات التي واجهتها، مشيراً إلى تحقيق العديد من الإنجازات رغم قلة الموازنات والحصار والاجتياحات الإسرائيلية المتكررة، وحرب الفرقان.
وقال العقيلي:\" نفذنا العديد من الأنشطة والبرامج تضمنت دورات وورش عمل وندوات، وبطولات رياضية، ضمن سياسة الوزارة في بناء الإنسان فكرياً وجسدياً، وتعزيز القيم الوطنية والثوابت، بشكل واعي\".
وأضاف:\" سعينا لتحقيق الوفاق الرياضي وإبعاد الرياضة عن التجاذبات السياسية، وتوجيه الجهود نحو الوحدة والشراكة، وهو ما تحقق أخيراً بالإعلان عن الوفاق الرياضي الفلسطيني\".
وعلى صعيد المنشآت أوضح العقيلي أن الوزارة ورغم معاناتها من قلة الموارد والحصار، فإنها نجحت في افتتاح ملعب الفروسية المعشب شمال غزة، وإضافة ملعب مساند لملعب فلسطين، وإجراء صيانة شاملة لصالة سعد صايل. وإعادة تأهيل مرافق الوزارة التي تعرضت للدمار جراء معركة الفرقان، وتعويض الأندية المتضررة بمساعدات طارئة.
وأشار أيضاً إلى أن أنشطة الوزارة ضمن خطة إستراتيجية للعمل ضمن رؤية واضحة، وخطى ثابتة، أثمرت في النهاية وبعد جهود مضنية عن إقرار قانون الرياضة في المجلس التشريعي بالقراءة الثانية، لتنظيم عمل الهيئات الرياضية، مضيفاً أن الجهود تنصب الآن على إقرار قانون الشباب.


الرابط على الموقع
http://www.gmo.ps/ar/?page=news_det&id=4403