مابين ذبحنا .....و ذبحهم
....
أكثر من 35% من لحم الديك الرومي المذبوح في عيد الشكر في أمريكا ينتهي به الحال في سلة القمامة! .. وهذا رقم مرعب خاصة عندما تعلم أن عدد الديوك التي يتم ذبحها تقترب من 50 مليون سنوياً!
على النقيض في عيد الأضحى فإن كل شيء في الذبيحة يتم استغلاله حتى الصوف والجلود والقرون!
عيد الشكر لا يقدم فيه اللحم للفقراء مثل عيد الأضحى الذي يحدث فيه أكبر إطعام للفقراء يعرفه العالم سنوياً.
ومع هذا.. تجد المتنطعين يحاولون التشنيع على شعيرة الذبح عندنا بسبب أخطاء يقوم بها بعض الناس في عملية الذبح..
هل الدين يقبل بهذه الأخطاء؟.. أم أنه على العكس تماماً يوجه الناس بإحسان عملية الذبح لدرجة إخفاء السكين عن الحيوان المذبوح حتى لا يتم ترويعه.
إذن التوجيه يجب أن يكون بِحَثِّ الناس على الالتزام بتعاليم الدين في عملية الذبح وليس التشنيع على الشعيرة كلها ووصف يوم العيد بأوصاف لا تليق ممن يعتبرون أنفسهم مسلمين!
وعلى ذكر الخراف والعجول.. يذكرني هذا الأمر بالنسويين والليبراليين الذين يعتبرون أنفسهم "مسلمين"..
فتجد نسوية تقول أنها تؤمن أن الإسلام أنصف المرأة لكن المسلمين ظلموها.. إذن لماذا لا تدعين هؤلاء المسلمين للالتزام بالإسلام بدلاً من اعتناق فكر غربي معظم معتقداته تصادم الدين تماماً ؟!
كذلك اليساري والليبرالي المسلم الذي يقول أن مبادئ اليسارية أو الليبرالية لا تخالف تعاليم الإسلام.. إذن لماذا لا تكتفِ بوصف نفسك بالمسلم.. لماذا تعتبر نفسك يساري وليبرالي ومعظم حديثك من أفكار غير المسلمين أصلا؟!
أنا أفهم تماماً الحاجة للاستفادة من الآليات والأدوات التي وصلت إليها الحضارة الغربية.. وهذا ما تفعله كل حضارة ناشئة مع الحضارات القائمة.. لكن الآليات والأدوات شيء.. والمبادئ والمعتقدات شيء آخر تماما.
إن أخذت منهم المبادئ والمعتقدات فأنت لا تنشئ حضارتك الخاصة.. أنت مجرد امتداد لحضارتهم!
عيد أضحى مبارك علينا وعليكم
علي محمد علي