من يفهم الناس فهو حكيم ومن يفهم نفسه فهو متفتح الذهن
وفاء عبد الكريم الزاغة


من بداية وجودنا على الارض نحن نتبرمج عن طريق الآخرين وسلوكنا وتصرفاتنا مثلهم دون ان نسأل انفسنا هل هذه البرمجة مفيدة هل تساعدنا على النمو والتقدم ؟
قال فيليب زيمباردو في كتابه : ضروريات علم النفس والحياة : نحن نتعلم في صغرنا القواعد العامة للحياة وطرق السلوك من نماذج الكبار المحيطين بنا .
فما هو السلوك . ان السلوك معناه التصرف كيف نتصرف او كيف لانتصرف ؟
هو ما نفعله او ما لانفعله .هو العامل المباشر المتحكم في نجاحنا او فشلنا .
مثال لوكنت في ازمة مرورية تسببت في تاخيرك وخروجك عن اعصابك فربما تحمل نفسك اكثر من طاقتها بدون وعي منك . وتبدا شحناتك السلبية بالتطاير ...
اما لو انتهزت الفرصة وسمعت شريطك التعليمي او شريطك الذي يمنحك الاسترخاء
فإنك تبدأ مع افكارك الايجابية وذاتك الاكثر فعالية .
فالنظرة الذاتية ايضا عامل او سلاح ذو حدين . فالطريقة التي ترى بها نفسك والصورة التي في ذهنك عن نفسك لها اكبر الأثر . قال د . ماكسويل مولتز : ان النظرة الذاتية هي المفتاح لشخصية الانسان وسلوكه فإذا قمت بتغيير النظرة الذاتية فإنك ستغير الشخصية والسلوك . وقال ايضا ان كل تصرفاتك واحساساتك وسلوكك وحتى قدراتك دائما ما تكون طبقا لنظرتك الذاتية .
فاعتقاداتك عن نفسك تؤثر على نتائجك والنتائج تضاف الى اعتقاداتك وتؤثر فيها
وذلك جتى مستقبلا . فربما تمارس رياضة فتفشل بها حتى تصل الى مرحلة من الخوف تبعدك عنها بعكس ممارسة او رياضة اخرى تسوق لك النجاح فتكرر السلوك المرتبط بها .
فالكثير لا يعيشون احلامهم لان فرامل السلوك السلبي تقيدهم . لنشرح بشكل اكثر دلالة:
فهل حدث ان ادرت محرك سيارتك او تشغليها وضغطت على مكان دواسة البنزين لكي
تخرج الى مكان ما ولكن لم تتحرك السيارة فيتملك الغضب ... ثم بعد قليل اكتشفت ان فرامل اليد كانت مرفوعة . هكذا نحن فالكثير لا يعيش احلامه لانه مقيد نفسه بفرامله الخاصة فرامل السلوك السلبي الذاتي او الخارجي .
فالتغيير يبدأ عن طريق تخطي الحدود التي تشعر بالراحة داخلها فتقوم بتوسيع مدارك
وتبدا باصرار الم يحن الوقت لإحول سلوكي السلبي الى الايجابي ؟
الم يحن الوقت لنتوقف عن الحكم على الآخرين ونركز على الطريقة التي من الممكن ان تسعدنا ؟
ألم يحن الوقت حتى نتوقف عن رؤية أنفسنا في صورة سلبية ؟
ألم يحن الوقت ان نحرر انفسنا من ماضي يؤلم او يقيد نحو مشاعر سلبية فاقدامك
خلقت في اتجاه حركتها الى الامام اليس كذلك .
وفي كل مرة ينتابك الشعور بعواطف سلبية عليك ان تسأل نفسك هل هذه العاطفة ضارة ام مفيدة ؟فاذا شعرت بالضيق فعليك بسؤال نفسك لماذا اشعر بالضيق ؟
وبمجرد الوصول للسبب .. اسأل مرة ثانية ما الذي اريد ان اشعر به ؟
وكيف يمكنني تغيي احساسي ؟ وبعد ذلك عليك التحرك في اتجاه الاحاسيس التي تشعرك بالسعادة.
فمن الممكن ان تشعر في يوم بالانبساط ثم تشعر بالانقباض في اليوم التالي مباشرة وما بين الاحاسيس كل متعة تقريبا هي الجنة وكل بؤس هي الجحيم .
يقول ماريان وليامسون : لا يوجد شيء سواك يجعلك متخوفا او محبا لأنه لايوجد شيء يتعداك اي يقصد التحدث مع الذات الداخلي وصوتك مع ذاتك مع نفسك .
يقول ريتشارد باندلر : يظن بعض الناس ان الشعور بالسعادة هو نتيجة للنجاح ولكن العكس صحيح حيث ان النجاح هو نتيجة للشعور بالسعادة .
وكن من الصنف الاول كما قال مارك توين بعض الناس يزينون المكان بحضورهم والبعض الآخر بإنصرافهم .
وهذا يذكرنا بقول بيرسون : نحن نملك ست حواس : البصر والسمع والحس والتذوق والشم وخفة الظل .
واخيرا انت اليوم حيث أوصلتك أفكارك وستكون غدا حيث تأخذك افكارك .
واعيد اذكرك بصوتك الداخلي وما تقول لنفسك . يدعمنا هنا الدكتور هليمستر في كتابه ماذا تقول لنفسك . انه في خلال ال 18 سنة الاولى من عمرنا وعلى افتراض نشأتنا
وسط عائلة ايجابية الى حد معقول فإنك قد قيل لك اكثر من 148000 مرة لا .
او لا تعمل ذلك ... وعدد الرسائل التي وصلتنا من الرسائل الايجابية فقط 400 مرة .
كقصة الشيب في الرأس ربما تشعرك بانقضاء الزمن او الخسارة للشباب ... الخ
فكيف لو فكرت بالشيب هو لون المهارة والخبرة والحكمة فكيف تكزن مشاعرك ونظرتك للذاتك ؟واخيرا الحياة تؤيد عندما تأخذ بمبدأ الانسجام والصحة والسرور والسلام .
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة