الذكر في القرآن
الأول : الذكر يعني به العمل الصالح قوله تعالى في سورة البقرة " فاذكروني أذكركم " يعني اذكروني بالطاعة أي أطيعوني.
الثاني : الذكر باللسان قوله تعالى في سورة النساء " فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله " يعني باللسان " قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم " وكقوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة " فاذكروا الله كذكركم آباءكم " يعني الذكر باللسان كقوله تعالى في سورة الأحزاب " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً " يعني باللسان .
الثالث : الذكر بالقلب قوله تعالى في سورة آل عمران " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا " يعني ذكروا الله في أنفسهم .
الرابع : الذكر بمعنى اذكر أمري عند فلان قوله عز وجل في سورة يوسف " وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) " يقول اذكر أمري عند الملك وقوله تعالى في سورة مريم : "
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41)
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51)
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54)
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) "
يقول يا محمد اذكر لأهل مكة أمر إبراهيم وكذلك أمر موسى ومريم وإسماعيل وإدريس.
الخامس : الذكر بمعنى الحفظ قوله تعالى في سورة البقرة " خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه " يعني واحفظوا نظيرها في سورة الأعراف.
السادس : الذكر بمعنى العظة قوله تعالى في سورة الأنعام " فلما نسوا ما ذكروا به " أي ما وعظوا به نظيرها في سورة الأعراف كقوله تعالى في سورة يس " قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) " يعني وعظتم وكقوله عز وجل في سورة ق " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد " يعني عظ بالقرآن كقوله سبحانه في سورة الغاشية " فذكر إنما أنت مذكر " يعني عظ إنما أنت واعظ.
السابع : الذكر بمعنى الشرف قوله تعالى في سورة الزخرف " وإنه لذكر لك ولقومك " وكقوله تبارك وتعالى في سورة المؤمنين " بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون " يعني بل أتيناهم بشرفهم كقوله تعالى في سورة الأنبياء " لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم " يعني شرفكم .
الثامن : الذكر بمعنى الخبر قوله تعالى في سورة الأنبياء " هذا ذكر من معي وذكر من قبلي " يعني هذا خبر من معي وخبر من قبلي كقوله سبحانه في سورة الصافات " لو أن عندنا ذكراً من الأولين" يريد خبراً كقوله تعالى في سورة الكهف " قل سأتلو عليكم منه ذكراً " أي خبراً.
التاسع : الذكر بمعنى الوحي قوله تعالى في سورة القمر : " أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) " يعني الوحي كقوله سبحانه في سورة الصافات " فالتاليات ذكراً " يعني الوحي وقوله سبحانه في سورة الحجر " يا أيها الذي نزل عليه الذكر " يعني الوحي كقوله جلت قدرته في سورة المرسلات " فالملقيات ذكراً " يعني وحياً.
العاشر : الذكر يعني القرآن قوله تعالى في سورة الحجر " إنا نحن نزلنا الذكر " وقوله تعالى في سورة الأنبياء " وهذا ذكر مبارك أنزلناه " يعني القرآن كقوله تعالى في سورة الزخرف " أفنضرب عنكم الذكر صفحاً " يعني القرآن .
الحادي عشر : الذكر يعني التوراة قوله تعالى في سورة الأنبياء " فاسألوا أهل الذكر " يعني أهل التوراة : عبد الله بن سلام وأصحابه.
الثاني عشر : الذكر اللوح المحفوظ قوله تعالى في سورة الأنبياء " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر " يعني اللوح المحفوظ.
الثالث عشر : الذكر يعني البيان قوله عز وجل في سورة ( ص ) " والقرآن ذي الذكر " يعني ذا البيان كقوله تعالى في سورة الأنبياء " هذا ذكر من معي وذكر من قبلي " يعني بيانه .
الرابع عشر : الذكر التفكر قوله تعالى في سورة ص " إن هو إلا ذكر للعالمين " يعني تفكراً مثلها في سورة يس "وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69)".
الخامس عشر : الذكر يعني الصلوات الخمس قوله عز وجل في سورة البقرة " فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون " يعني الصلوات الخمس كقوله جل اسمه في سورة النور " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله " يعني عن الصلوات الخمس.
السادس عشر : الذكر يعني الصلاة الواحدة قوله تعالى في سورة الجمعة " فاسعوا إلى ذكر الله " يعني صلاة الجمعة كقوله سبحانه في سورة ص " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " يعني عن صلاة العصر وحدها .
السابع عشر : الذكر التوحيد قوله جل اسمه في سورة طه " ومن أعرض عن ذكري " يعني توحيدي نظيره في سورة الزخرف " ومن يعش عن ذكر الرحمن " .
الثامن عشر : الذكر الرسول قوله تعالى في سورة الطلاق " قد أنزل الله إليكم ذكراً رسولاً يتلو عليكم آيات الله مبينات " كقوله تعالى سبحانه في سورة الأنبياء " ما يأتيهم من ذكر من ربهم " يعني من رسول .
أنظر كتاب قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم - الحسين بن محمد الدامغاني