امرأة من هناك
عندما اكتشفت أن في عينيك قاموسا من غير كلمات – وأنك اتخذت من المرجان موطنا لك – وأن جميع رسامي العالم احتاروا برسم تضاريسك – وأن كل ملحني الموسيقى سرقوا من همس لحنك – وأن قلوب العشاق تعلمت النبض من تامور قلبك – تمنيت لو كنت نجمة ألمع على صدرك – وأنام ببهاء .
عندما علمت انك لا تتقنين فن الغباء – ولا تعرفين قراءة الحروف سوى طلاسم كف اليد – ولا تصفقين إلا بقدميك كالغجر – ولا ترتاحين بالنوم إلا على أعشاب الأرض مغطاة بنجوم السماء – وأن البحر دليلك للنجاة – أقسمت ألا أنام إلا في الصوامع وأتكىء على حجارة الزمن وأحلم بإسطورة الخلود .
وعندما سمعت أنك تستعدين لامتلاك كفنا من بياض الثلوج – لتريه قبل الرحيل – أعلنت وصيتي وكانت البلابل هي الشهود – أني سأكون السراب الدائم لظلك مهما كانت الكتابات على شواهد القبور .
نشأت حداد