تاجر من بورسعيد / عبد الرحيم محمود
الحلقة الأولى / حلف مع الشيطان !
أفاق السيد برعي الموجة من نومه فزعا ، حاول إشعال النور لم يستجب ، فتح النافذة لم يجد شيئا ، عاد لفراشه فسمع ضحكة مكتومة ، حاول إشعال النور مرة أخرى فأضاء بخفوت ، نظر فوجد على الكرسي قرب سريره مسخا مشوها بعين واحدة تلمع بلون أحمر قاتم ، اقشعر جلد الموجة ، ونظر للباب يحاول الخروج فلم تقو رجلاه على حمله ، ، نظر برعب ، فجاءه صوت ذلك الزائر الذي لا يعرف كيف دخل .
- لا تخف يا برعي جئت لأساعدك .
- تمتم مممممن أنننت ؟
- لا تخف سأغير صورتي الآن ، وبلمح البصر تغيرت الصورة لرجل وسيم معطر حليق الذقن .
اشتد ذعر برعي فقال :
- من أنت يا سيدي وما تريد مني ؟
- أريد عقد صفة معك أساعدك فيها .
- ولم تساعدني ومن أنت حتى أتعرف بك ؟
- قهقه الرجل ، وقال أنا الشيطان !
تفككت أوصال البرعي وقال :
- الشيطان ، وما تريد ؟
- اسمع يا برعي : أنا جئت لبورسعيد فتشتها قهوة قهوة وحارة حارة وسوقا سوقا ، وبيتا بيتا لم أجد أنسب ولا أشد خبثا منك أعقد معه اتفاقا وتحالفا .
- تمتم برعي بخوف ونظر داخله فعرف أن جليسه يعرف حقيقته فقال : ماذا تريد مني وما ستعطيني ؟
- قال الشيطان : تعرف أنك من أجهل خلق الله ثقافة ، وأسوأ التجار معاملة وأكثرهم عدم توفيق ، وأشد أهل البلد دمامة وعزوف النساء عن الحديث معه ، لذا ستكون أنت تاجرا ناجحا ، وسأجعلك مسؤولا عن ثقافة البلد ، وأهب لك سحرا يجعل النساء تفك أزرار ...... !!
- صاح برعي يااااااااااه أنت تعرف كل شيء عني ، موافق موافق وأضاف : ما المطلوب مني مقابل ذلك ؟
- لا أريد سوى أن أكون موجهك فقط .
مد الشيطان يده فمد برعي يده وتعاهدا عهد الشيطان للشيطان !!