الأخت الفاضلة ريمة الحانى
أشكرك كل الشكر بالنيابة عن صديقى الشاعر عبد الناصر حجازى
فهذه القصيدة شكلت نقلة نوعية فى العامية المصرية وبخاصة بعد اتجاه غالبية الشعراء لأتجاهات أبعدتهم عن المتلقى العادى البسيط الذى هو فى النهاية المستقبل الشرعى لما يكتبه الشعراء
والقصيدة العامية فى العقود الثلاثة الماضية ترنحت بين التجديد والحداثة ومحاولات التمرد على المألوف من الجيل الجديد من السرب المحلق فى سماء الكتابة الشعرية إلا أننا نتفق على ان الزمن كفيل بعملية الغربلة وتصفية الوضع على حالة سوف يتم رصدها بمجرد أكتمالها .. فالشعر الشعبى هو ملك للعامة وليس ملكا للخاصة من المثقفين والشعراء والنقاد ، وكثير من الأصوات الشعرية التى ظهرت على الساحة لم تأتى بجديد حتى الأن على أعتبار أننا تلقينا كل أشكال الكتابة من السلف بداية من ( بن عروس ) وقبل نهاية النصف الأول من القرن الماضى برز (العملاق بيرم التونسى) وأدعيه بهذه التسمية لأنه حقه ، وحقه علينا لأن بيرم كتب العديد من أشكال الكتابة العامية وليست الكتابة الزجلية كما يعتقد البعض ( الزجل ــ الرباعية ــ فن الواو ــ الطقطوقة الغنائية ــ الأغنية ــ الفوازير الشعرية ) وبشائر العامية المصرية ، والتى أفضى فى أشكالها ( الشاعر الكبير فؤاد حداد ) ويلازمة فى المرحلة ذاتها ومن بداية النصف الثانى من القرن العشرين (الشاعر الجميل صلاح جاهين ) وهؤلاء بالتحديد تعلمنا منهم وستظل كل الأشكال التى خرجت من بين أيديهم هى القاعدة الأساسية لكل الكتابات واعترف بأن هناك شعراء أيضا كان لهم تفوقهم على الساحة الثقافية والإبداعية كالشاعر الكبير ( عبد الرحمن الأبنودى ) و ( الشاعر سيد حجاب ) فتميزهم يخصهم من حيث ملامحهم المعروفة وصوتهم المميز .. لكن الحقيقة التى لا تغيب عن أحد أنهم رغم براعتهم فيما قدموه إلا أنهم لم يقدموا شكلا جديدا للقصيدة العامية. كحال كل الشعراء المصريين على الساحة الإبداعية وهناك عشرات من الأسماء الكبيرة .. ولكن كما ذكرت لم يخرج من بينهم شكلا جديدا يضاف لأشكال الكتابة بالعامية يضاف للأشكال التى ذكرتها عند بيرم وحداد وجاهين .
وقليل ومع كل هذا الحشد من الشعراء وزخم القصائد التى نتلقاها يومياً أن تخرج قصيدة من عيار ( أنا الجاسوس ) لعبد الناصر حجازى الشاعر المصرى الذى لايمتلك فى ديوان العامية غير مجموعة واحدة صدرت له العام الماضى 2007 بعنوان ( بنعيش بنص روح ) صادرة عن قطاع التقافة الجماهيرية بورزارة الثقافة المصرية ضمن مشروع يعرف باسم النشر الإقليمى التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة .. ولولا أن أتيحت له هذه الفرصة للطباعة ماكان سيقدم على عملية الطبع على نفقته الخاصة وسيكتفى بنشر الجرائد والدوريات الأدبية والمجلات المعنية بتقديم كتاب الأمة للأمة.
أطلت عليكم ( معذرة ) وتقبلوا منى كل الشكر والتقدير
ومرة ثانية أشكرك أخت ريمه الحانى لتفضلك وعرض هذا النص .
دمتم جميعا بكل الخير
الشاعر
محمدأسامة البهائى