المقابلة المرتعشة..
قبل عدة سنوات كنت عضوا في لجنة لاختيار موظفين. وأتذكر جيدا أنني أشفقت على أحد المتقدمين خلال المقابلة الوظيفية، فقد كان أداؤه مهزوزا ويتعرق وغير واثق من نفسه، لا يستطيع أن يكمل كلمة، كاد أن يسقط كوب الشاي الورقي من يده إثر ارتعاشه وخوفه.
كانت كل المؤشرات تؤكد أن هذا المتقدم غير مناسب لشغل الوظيفة التي يتطلع للحصول عليها. وأثناء الاستراحة قررنا أعضاء لجنة المقابلات الوظيفية أن نكتب في تقريرنا أنه غير مناسب بعد شرح الأسباب وملء الخانات المطلوبة في الاستمارة الخاصة بمقابلته.
اتفقنا على أنه من الصعب أن نوصي بضم شخص مثله في جهاز يتطلب ثقة وقدرة على المواجهة ومهارات تواصل تساعده على تأدية المهام المنوطة به على أكمل وجه.
لكن أحببت قبل أن نختم مقابلتنا معه أن أشيد بتقرير كتبه سابقا في إحدى الصحف وأرفقه مع وثائقه لأتركه مع انطباع إيجابي قبل مغادرتنا، لم أكمل مجاملتي له إلا وخرج شخص آخر من جسده، شخص مليء بالثقة والموهبة.
ظل يتحدث عن تجاربه الصحافية بزهو. أخذنا في جولة على رحلاته العملية السابقة باحترافية.
تكلم عن علاقته العاطفية بالكتابة وكيف صنعت له شخصية مميزة وسط زملائه.
تحدث عن الخطوات التي سيتبناها لو عمل معنا.
التفتنا أعضاء اللجنة نحو بعضنا بعضا في وقت واحد وعيوننا تقول،
“علينا أن نغير النتيجة.
إنه مناسب بل مناسب جدا للوظيفة”.
انضم هذا الموهوب إلى فريقنا.
الحكمة:
تعلمنا جميعا أن الكلمة الطيبة تخرج أفضل ما فينا، وفي المقابل الكلمة السلبية تخرج أسوأ ما فينا.
يقول الدكتور أندرو نيويورك( دكتوراه في علم النفس):
إن الكلمات الإيجابية تعزز الأداء الإدراكي في الدماغ، تحفزه وتجعله أكثر فعالية وانطلاقا.
وقبل ذلك كله
يقول الله تعالى في محكم تنزيله (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء).
إن الكلمة الطيبة صدقة، تصدقوا على من حولكم فهم أولى الناس بكلماتكم الطيبة وصدقاتكم، ستسعدونهم وتخرجون أجمل ما فيهم. ستجعلون حياتهم أجمل، كما أنهم سيظفرون بفرص أكبر وأكثر..