القدس المحتلة / سما / يبدو أنّ الدولة العبريّة على مختلف مشاربها تتجنّد من أجل شيطنة العرب والمسلمين، ولا يتورّع قادة دولة الاحتلال من استغلال مواقع التواصل الاجتماعيّ لنفث سمومهم ضدّ أمّة الناطقين بالضاد، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، تبينّ لـ”رأي اليوم” أنّ رئيس هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، الجنرال بيني غانتس، افتتح صفحة باللغة العربيّة على موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك) لتمرير الرسائل إلى الوطن العربيّ.
وكتب على صفحته الشخصيّة في الفيسبوك باللغة العربيّة ما يلي: يُعلن كلاً من الشعب الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية دعمها للثورة السورية لإسقاط النظام في سوريّة، ولن ننسى من سقط شهيداً للحرية.
على الثوار السوريين أنْ يعرفون أننا خلفهم ونساندهم مثلما وقفنا معهم وساندناهم في البداية، وأتمنى من الإخوة العرب ألا ينكرون فضلنا وواجبنا الذي أديناه على أكمل وجه”.
وفي نفس السياق نشر الجنرال غانتس على صفحته، ما يلي، وهذا اقتباس حرفيّ: “هل تعلمون يا معشر العرب أننا مسيطرون عليكم من كل الاتجاهات والنواحي؟ إننا مشددين قبضتنا الحديدية حول بلادكم ابتداء من نهر الفرات في العراق ونهر النيل في مصر والسودان، فقبل مده سيطرنا على دول العرب بعملية الربيع العربي فأسقطنا كل الأنظمة العربية وأولها تونس ثم مصر التي كنا نخشاها ونخشى جيشها لكنها اليوم لا تملك جيش وكذلك ليبيا وسوريا وضربنا مخزن الأسلحة الذي في السودان ولم يتجرأ حاكم عربي بأن يرد ولو بكلمه أين جيش محمد الذين تتكلمون عنه وتتوعدون دولة إسرائيل العظمى به ؟ الشعب الإسرائيلي سيحكم العالم في يوم من الأيام وسوف ترون يا عرب يا إرهابيين”، على حدّ تعبيره.
علاوة على ذلك، ومن خلال التصفح في صفحته الشخصية، نشر الجنرال غانتس أيضًا ما يلي: قام رئيس هيئة الأركان العامة, الجنرال بني غانتس باستعراض سلسلة طويلة من المسائل الإستراتيجية التي توجد على جدول أعمال جيش الدفاع الإسرائيلي خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية حيث أكد هذه المسائل: إيران تسعى نحو حيازة السلاح النووي، بحيث أنها لم تتخذ القرار بشأن تخطي الحد المسموح به من اعتباراتها الإستراتيجية. تهديد عسكري وضغط دولي- من شأنهما أن يؤديان إلى إيقاف إيران.
وأضاف الجنرال الإسرائيليّ: نحن نرى تدخلات كبيرة من جانب إيران وحزب الله في سوريا، جيش الدفاع يلاحظ حالة عدم استقرار متزايد في هضبة الجولان، جراء الأحداث الدائرة في سوريا، بما في ذلك ارتفاع عدد الأحداث في المناطق القريبة من الجدار ولكنه لم تصل الأوضاع إلى درجة النشاطات التخريبية المعادية، وخلص رئيس هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال إلى القول إنّ نظام الأسد سيسقط في نهاية الأمر، وسقوطه سيحدث شرخاً في المحور المتطرف ولكن حتى سقوط نظام الأسد، ستكون المنطقة مليئة بعدم الاستقرار وبالنشاطات على طول الجدار، بما في ذلك عمليات التهريب، على حدّ وصفه.
وتطرق الجنرال غانتس إلى التحديات الميدانية التي يواجهها الجيش الإسرائيليّ على كافة الأصعدة وأوضح: نحن مستعدون لأيّ احتمال. كما حذّر حزب الله: لا أنصحهم بتجربة قوتنا. واللافت أنّ الصفحة في الفيسبوك تمنح المتصفح الفرصة إلى التوجه لموقع وزارة الأمن الإسرائيليّة للاطلاع على النص الكامل لحديث غانتس، وفي هذا السياق جاء، نقلاً عن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال: نحن مستعدون أكثر من الماضي، أفضل من السابق وسنقوم بتنفيذ كل ما تقرره الهيئة السياسية بعد انتهاء هذا الحوار. إيران كدولة نووية هو ليس مسألة قدرات بل قرار. هذه مُشكلة عالمية. في نهاية الأمر من سيقرر التنازل عن الذرة هو إيران.
وأشار إلى أنّ إيران هي أمة كبيرة مع عشرات الملايين من السكان، جامعات، قدرات اقتصادية وعلمية، لا يُمكن أخذ كل هذا منهم. أنا أعتقد أن الحديث يدور عن ثقافة غنية جداً عليها أن تقرر في نهاية المطاف، أن هذا ليس بالأمر الجيد بالنسبة لهم. ووفقًا لأقوال غانتس: أنا أعتقد أنه في نهاية الأمر, ستصل إيران إلى القرار بأنّ الثمن الذي تقوم بدفعه مقابل تمسكها بهذه الخطة سيكلفها ثمناً لا تقدر أن تدفعه. كما تطرق الجنرال غانتس إلى الجبهة الشماليّة وعرّف الوضع في سوريا على أنه حاد.
ووفقاً لأقواله: فإنّ النظام المركزيّ آخذ بالضعف, وهو يفقد السيطرة، مشيرًا إلى أنّه من الصعب رسم كيف ستبدو سوريّة في المستقبل. نحن نتابع التطورات عن كثب ومستعدون لأية إمكانية هجومية ستأتي من ذلك الاتجاه. كما تطرق إلى احتمال انتقال الأسلحة الكيماوية من سوريّة إلى منظمة حزب الله، وقال إنّ خطر فقدان السيطرة هو خطر كبير، لكنني أريد أن أبقى هادئًا في هذه المسألة. يمكن العمل بصورة موضعية ويمكن العمل بطريقة إستراتيجية مُعقدة، لكنها بسيطة ميدانيًا، والعمل في كلّ سوريّة، على حدّ تعبيره. جيش الدفاع الإسرائيليّ مستعد اليوم أكثر مما مضى وبإمكانه العمل بصورة هجومية على كافة قطاعات والجبهات ضد حزب الله”، كما حذّر: لا أنصحهم بتجربة قوتنا.
كما تطرق إلى الساحة المصرية وقال إن “هذه دولة لها معنا اتفاقية سلام وأن كافة النشاطات التي يقوم بها المصريون في سيناء تتم من خلال التنسيق معنا. من الخطأ التسرع بإنهاء اتفاقية السلام والتنازل عنا. فالسلام كنز استراتيجي للدولتين. وبخصوص التعامل مع حماس في قطاع غزة، لم يستبعد أيّ إمكانية للعمل الهجومي في القطاع للحد ممّا نعته بالإرهاب وإطلاق الصواريخ. “أعتقد أنّه ستكون هناك عملية هجومية مرة أخرى في غزة،
وأضاف: فقد قررت دولة إسرائيل الانفصال عن غزة وعدم البقاء هُناك، لكن هذا لا يعني انه لا يتوجب علينا العودة وزيارتها مرة أخرى- إذا ما كانت هناك حاجة لذلك، على حدّ قوله.