يُنْبِيكَ الوَشْمُ عَنّي..
أحمد زكارنة
هَا أنَا مِنْ عُمْقِ المَسَافَةِ
مِنْ سُبَاتِ البَوْحِ
عُدْتُ إلى نَفْسِي
عُدْتُ إليكَ
مُمْتَطِياً حِصَانَ الرِّيحِ
أسْتَبِقُ الطّرِيقَ
تُلاحِقُنِي أنفَاسِي
شَوْقًا إليكَ
كَأنِّي أُبَارِكُ خُطْوَاتِي السّاعِيَةَ
بَيْنَ الصّفَا والمَرْوَة
وَارْتِعَاشَاتٍ يَلُفُّهَا الحَنِينُ
تُصْدِرُ إيقاعَ قَلْبٍ
سَبَّحَ بِاسْمِ اللهِ
أحِبُّكَ نَبْضًا لا يَسْتَكِينُ
أنتَ الرّوح
وَأنْتَ الحَيَاة
وَأنْتَ الحَقِيقَةُ
فِي لَحْظَةِ التّكْوِين
***
عُدْتُ إليكَ
مِنْ رَحِمِ الصّمتِ
أغتَرِفُ الوُجُودَ
أتَوَسَّلُ وَجْهَ الكَوْنِ
حَيْثُ شُعَاعُ الصُّوَرِ..
وَبَرِيقُ الذّكْرَيَاتِ
وَلَمَّةُ الأصدِقَاءِ
نَمْتَشِقُ الخَطْوَ الأمْلَسَ
وَالبَسْمَةَ بِجِوارِ البَسْمَةِ
تَحِيكُ ثِيابَ الفَرْحَةِ
لِتُنْبِيكَ يا حَبِيبِي
أنَّ التّفكيرَ
في غيرِ اللهِ وغيرِكَ
رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشّيطانِ
حَرَامٌ .. حَرَام
*****
أيَا ذَاكَ الوَشْمَ الذي
لا يَمَّحِي إلا بِالمَوْتِ
يُنْبِيكَ عَنِّي
كنتُ أجثُو على كَتِفِ الفَضَاءِ قَمَرًا
يَصْبُو إليكَ نَجْمًا يَنْتَشِي بالعِشْقِ نُورًا
يُدَاوِي القُلُوبَ مِنْ ذَاكَ القَلَقِ العَبُوسِ
يَبْتَهِلُ إلى اللهِ بِكَفِّ ضَارِعَةٍ
قَبْلَ الوِلادةِ وأثناءَ الوِلادةِ
أيَا وَشْمِيَ البَاقِي بَقَاءَ الدَّهْرِ
أُنِبْيكَ
أنِّي تَسَلَّقْتُ حَبْلِيَ السُّرِّيَّ
لأتْلُوَ بَعْضًا مِنْ أحاجِيَ الحُبِّ
وَأَسْتَهِلَّ تَعَلُّمَ الأبْجَدِيَّةِ
بَحُرُوفِ اسْمِكَ
المَنْقُوشِ عَلى صَدْرِ الذَّاكِرَةِ
حَيثُ لا ذَاكِرَةَ إلاكَ
أرسُمُ بِالطُّبْشُورِ
دَوَائِرَ الشَّوْقِ
حِكَايَةَ حُبٍّ
كَتَبَتْهَا حُرُوفٌ قُدْسِيَّةٌ
تُعَانِقُ البِدَايَاتِ
كُلَّ حِينٍ
أو بَعْضَ حِينٍ
أفلاكٌ لا تَعْتَرِفُ بالأصْفَادِ
يَرْوِيهَا الرُّوَّاةُ
بعدَ الحَصَادِ
حِكَايَةُ مَاضٍ
فِي لَحْظَةِ مَخَاضٍ
لِزَمَنٍ آت
__________________