القصة الشاعرة بين ثقافة الحوار والذوق الرفيع



(قطرات من الموج الساخن)



ظهرت إشكاليات عديدة حول القصيدة النثرية والمسرحية الشعرية، منها أن الأولى تفتقد موسيقى الشعر وتفعيلاته، أما الثانية فتفتقد كثيراً من تقنيات المسرح ، ورغم تطور القصيدة واستفادتها بالفنون الأخرى ولاسيما "الدراما" .. إلا أن هذه الاستفادة تأتي في بعض أجزاء القصيدة مما يجعلها في النهاية لا تمثل إلا قصيدة في حد ذاتها ولا يمكن أن يراها الناقد بعين أخرى ويطلق عليها _ إذا جاز لنا _ قصائد قصصية، وسبق أن كتب البعض قصصاً تأخذ في أسلوب كتابتها شكلاً يشابه الشعر، لكنها تفتقد بعض عناصره مما يجعلها قصة قصيرة وليست قصيدة.

ولذلك كان لابد من صرح يجمع بين أركان القصيدة كلها وأركان القصة القصيرة أيضاً، كنوع من التأليف الإبداعي القائم على ضوابط وأسس، بحيث إذا فحصها الناقد كقصيدة تكون كاملة الأركان، وإذا فحصت على أنها قصة تكون أيضاً صالحة، وإذا كانت زاوية الرؤية النقدية تجمع بين اللونين فسنبصر صرحاً جديداً _ في التصنيف _ يزهو في الساحة الأدبية، ويتميز هذا الصرح بأنه، فضلاً عن السبق في التصنيف وتعدد المواهب، فهو يقف حائلاً أمام السرقات الأدبية ويمتع المتلقي والناقد إذ لا تأتي جمله اعتباطاً إنما هي مموسقة تجعل من الوصف والرمز والإسقاط والتضمين في الشعر بداية للأحداث في القصة ثم تلعب الأقنعة والحركات والألوان وتداخل الشخصيات ودرامية السرد المكثف دوراً في سلسلة من العقد بالجمل المشفرة التي تطبع في الأذن كأنها مأثورة ليجيء الحل برسائل أخرى تعمل على فك الشفرات.

وتقف أعمدة هذا الجنس الأدبي _ كما هو الحال في فن العمارة _ على نقط التماس بين فني القصيدة والقصة حاملة عنوان "قصص شاعرة" وتعالج قضايا مختلفة (مجتمعية، سياسية، اقتصادية، تاريخية، دينية، ...) تسمو بالإنسان والأوطان في إطار من المحافظة على القيم والموروثات منطلقاً من أن الماضي يرسم المستقبل، وعلى اعتبار الثقافة تنمو في جسد لين إذا كان الحوار صريحاً علمياً يبنى على الذوق الرفيع.



وفي النهاية .. هل لنا أن نسأل .. ما هي المفردات التالية ؟


مفردات قراءة خصائص نصوص القصص الشاعرة.

أسباب تأصيل المنهج العلمي للقصص الشاعرة ودوافع اكتشافها.

مفردات قراءة سطح النص، وما وراء النص.