الليل وسراب المدينة
مدينتي أصبحت دمى ،وأنا إحدى دماها، والصمت المتجذر استحال إلى امرأة حبلى تنتظر الخلاص.
أنا القاتل نعم أيها السادة أنا القاتل .قولوا ما شئتم
فأنا أول قاتل يقر بجريمته . استحال البرغل والعدس والشاي إلى دائرة زمنية متواترة أنا أسيرها
وثمن جسد العاهرات تحول إلى أرصدة في البنوك وسيارات تسير في الشوارع وأنا تحولت إلى قاتل .
مدينتي تأخذ أبعاد خرافية في ذاتي ، ثم تلفظني على أرصفتها وكذلك أنا ، المدينة تنزف من كل الأطراف
رجالا ونساء ،وأنا أنزف ذاتي بذاتي .............آه يا قريتي
هذه المدينة عارية من كل الجوانب فهي تفضح عري
وتستر عري العاهرات ما أجمل السفر في همهمة المنجل وهو يعانق السنابل .! والنظر إلى الأولاد الذين تشققت
جلابياتهم إلى تحت الأبط وانغرست أرجلهم الحافية في التراب . هذه الهواجس استحالت إلى طرق اسفلتيه
ومحلات تجارية هذا شارع الملوك وذاك شارع الأمراء
لقد استخسرت على الأشقياء أسم شارع لهم .
لقد طعنته في صدره وفي الجهة اليسره تماماً
لم ينبس ببنت شفه بل خر من طوله بعد أن نظر إلي
وكأنه يقول العفو عند المقدرة
صورته ترتسم على جدران الزنزانة التي تحولت إلى لون أسود كأيامي
لجأت إلى المطلق بصمت ورحت أترقب الخروج منه
تعب الجلاد من ضربي وشعرت أننا تبادلنا الأدوار لقد
أفسدت عليه متعة تعذيبي.........................
كتب التاريخ في مكتبتي كلها بيضاء ماعدا بقعة صغيرة سوداء . بدأت أهذي أو أنا خارج الزمان والمكان واشتعلت حرب البسوس في رأسي من جديد
وسوق عكاظ تحول إلى سوق نخاسة
الكتب تتحول إلى أشخاص ثم تتلاشى
وأمي تدور حولي وتتمتم بأدعية وآيات قرآنية
وخالد يقف إلى جانبي أين أنت يا خالد لقد تحولت سيوفنا إلى خشب هرب الجلاد وتحول إلى جرذ
لوحة كبيرة كتب عليها(ولكم في القصاص حياة)
تحتها تماما كان يجلس القاضي
خاطبني قائلا : لماذا قتلت الرجل ويتمت أطفاله أنا ما عدت أنا وجحافل المفردات تحولت إلى تأتأه متقطعة.
أي رجل يا سيدي أنا لم أقتل بكل معنى الكلمة
لقد قتلت حلمي وحلم أهلي بأن أصبح .............
عاد القاضي إلى داخلي ورحت أترقب خيول قادمة
لنزع البقعة السوداء من مكتبتي