| السلاجقه وتأثيرهم العسكري |

يعتبر الوزير السلجوقي الشهير نظام الملك الرأس المدبر لتطوير وتدعيم البنية الإدارية في مختلف المجالات، فقد ضمَّن كتابه سياست نامه الكثير من هذه النظم التي قام عليها بناء الإدارة العسكرية عند السلاجقة ، وقد أثر فكره الإداري على قادة عصره ومن جاء بعده حتى نهاية القرن الخامس الهجري....

حتى عّده ريجاردكوك أعظم إداري أنجبته آسيا كلها، وقد تأثرت الدولة الزنكية والأيوبية ودولة المماليك - فيما بعد بالنظم الحربية عند السلاجقة، والأسس الإدارية، والمدارس النظامية وهذا يعطى مفاهيم عميق في النهوض الحضاري للأمة، بأن التأثير في الأجيال يحتاج إلى عقود من الزمن، حتى تجني الأمة ثمار يانعة للجهود التي يبذلها قادتها العسكريون والسياسيون والإداريون والمفكرون والعلماء، وقد أراد الساسة السلاجقة أن تسير الإدارة العسكرية السلجوقية، على أسس واضحة ...
...
فقد تطلع نظام الملك على تثبيت تقسيمات الوظائف الإدارية مدنية كانت أو عسكرية وحذّر من تعدد وتداخل الألقاب بين المدنيين والعسكريين؛ ولذلك تعد وفاته حداً فاصلاً لسيطرة المدنيين على المناصب الإدارية في الدولة، وبداية لتأثير العسكريين في هذه المناصب إضافة إلى مناصبهم العسكرية، فأصبح نفوذهم كبيراً في جميع أنحاء الدولة السلجوقية مما مكنهّم من توجيه الأحداث والتدخل المباشر في الصراعات بين سلاطين السلاجقة وتحديد نتائجها، ومن أهم الأسس التي قامت عليها الإدارة العسكرية السلجوقية

ووصف البيهقي - وهو شاهد عيان - بلاء جفري بك في أرض المعركة بقوله : يا له من فارس مغوار ، وكان ألب أرسلان ، يجيد الرمي بالقوس الذي لم يكن يفارقه في أي مكان ، كما كان ملكشاه : أرمى الناس لم يخطئ قط، وأطعن الناس برمح، وكان يجيد أيضاً استعمال الأسلحة جميعهاً مع مهارة كبيرة في ركوب الخيل . فهذه الروح العسكرية المتوثبة عند أمراء السلاجقة انعكست على قوادهم وجندهم وكانت - بدون شك - وراء النجاحات التي حققها السلاجقة في حروبهم وعكست مهارات عسكرية مكنتهم من قيادة الجيوش في أرض المعارك، وخوض غمارها وتحقيق النصر على الأعداء في عدد من الجبهات..

________________

المصادر :

- دولة السلاجقه وبروز المشروع الاسلامي
-العرب والأتراك ص 74 غرايبة، النظم الحربية ص 48.
- تاريخ البيهقي ص 622.
- أخبار الدولة السلجوقية ص 54.

_________________

الصورة :

رسم لجندي سلجوقي

* ع *

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي