نهارٌ به الشمس ُ فوق السحاب
ويمضي النهار ُ ويأتي الشَفَقْ
فيزحف ليلُ المساء عليه
ويمضي بنا الوقت نحو الغَسَقْ
كذاك الحياة وحال الممات
فكم من سؤالٍ حواهُ الورقْ
سألت المرايا ألا تعرفين
جواباً يُريحُ عيون الأرقْ
فقالت دع العقل كي تستريح
فتلك الغمائم لن تُختَرقْ
فكم من بلادٍ طوتها الصحارى
وكم من سفينٍ طواها الغرقْ
وقد أتعب العقلُ أهلَ النُهى
وما أورث الفكرُ غير القلقْ
سألت المرايا عن العابرين
بدرب الحياة الغريب العجيبِ
عن الشمس تشرقُ في صُبحها
وتذوى من الأُفْق عند الغروبِ
وعن ثورةٍ في أوان الصبا
وعن آهةٍ في أوان المشيبِ
وعن سطوة البين كم فرَّقت
حبيبين مرَّا بدرب الخطوبِ
فقالت تحيَّرتُ يا سائلي
فما ذاك إلا بسِفْر الغيوبِ