أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل :
Boudkhil Atbi
▬▬▬▬▬▬▬▬

سؤال :◄
1 ــ فى سوره الإسراء آيه ( 32 )
• ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً )
توسطت آستين تتكلم عن القتل ؟
وهذا مالم يرد فى سوره الأنعام ؟
2 ــ ما الفرق بين كلمة (بطونه) في آية سورة النحل
و (بطونها) في آية سورة المؤمنون ؟

جواب :◄
في سورة الإسراء ←
• ( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم )
• الأهل ليسوا فقراء أصلاً
• وعندهم ما يكفيهم ولا يخشون الفقر
• ولكنهم يخشون الفقر في المستقبل إذا أنجبوا
• بأن يأخذ المولود جزءاً من رزقهم
• ويصبح الرزق لا يكفيهم هم وأولادهمويصبحوا فقراء
• فخاطبهم الله تعالى بقوله تعالى ← ( نحن نرزقهم وإياكم )
• ليطمئنهم على رزقهم أولاً ثم رزق أولادهم
• ولهذا قدّم الله تعالى رزقهم على اياكم
• لأنه تعالى يرزق المولود غير رزق الأهل ولا يأخذ أحد من رزق الآخر
• وأن الأولاد لن يشاركونهم في رزقهم وإنما رزقهم معهم..

أما في سوره الأنعام ←
• ( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ )
• فهم فقراء في الأصل وهمّهم أن يبحثوا عن طعامهم أولاً
• ثم طعام من سيأتيهم من أولاد
• فالله تعالى يطمئن الأهل
• أنه سيرزقهم هم أولاً ثم يرزق أولادهم
• أن الأهل لهم رزقهم والأولاد لهم رزفهم أيضاً

إذاً :◄
فى الإسراء ← لم يقع الفقر .
فى الأنعام ← الفقر فعلاً حاصل .

لاحظ :◄
1ــ الله تعالى فى سوره الإسراء أمر بالجود ونهى عن البخل
• ( وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ
فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا )
• ولما كان سبب البخل خوف الفقر ..
• ولما توّهم الإنسان أن البسط محبه المعطى
• بيّن سبحانه أن ذلك هو تربيه للعباد
• لا لهوان بالمضيق عليه ولا إكرام للموسع عليه
• بيّن أن قبض الرزق وبسطه منه هو سبحانه ← وهذا هو الأصل
• ولما كانوا يقتلون أولادهم ( خشيه ) الفقر فنهاهم عن ذلك

خشيه فقر متوقع لم يقع بعد
• ثم وصل مباشره أنه هو سبحانه الذى يرزق
• وضع السياق هنا بخلاف آيه الأنعام
• ( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ
• فإن سياقها يدل على أن الإملاق حاصل بالفعل عند القتل
• والقتل للعجز عن الإنفاق

ولما كان قتل الأولاد حظ من البخل
• و فعل الزنا داع من الإسراف
• أتبعه بقوله تعالى
• ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً

الآن ← القتل تسبب فى إزهاق نفس بالباطل
• والزنا ← فيه معنى قتل الولد بتضييع نسبه
• أو فيه تسبب فى إيجاد نفس بالباطل
• فعبر عنه بقوله ( لاتقربوا ) ← لِما فيه من المفاسد
• الجاره إلى الفتن بالقتل وغيره

إذاً :◄ الأمرين متحدين فى :◄
1 ــ وصف الفحش
2 ــ وفى السبب فى إهلاك الولد
• سواء بتضييع النسب أو بالقتل
• ثم أتبع الآيات بمطلق القتل
• ( وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ
• أىّ :◄ إلا بحقها

الآيات فى الأنعام ← السياق فى إبطال أصولهم وفروعهم فى التحريم
• وبيان فساده بالدلائل وإبطال ماقالوا به سواء بالنقل أو بالعقل ..
• فأتى بالآيات مفصّله محكمه مبيّنه فى صوره ( وصيه )
• ليكون ذلك ( الحِل والحُرمه ) آكد فى القول وأدعى بالقبول

لاحظ كيف الآيات أتت فى صيغه وصيه
1. قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ " ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ " لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
2. وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ " ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ " لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
3. وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ " ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ " لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
• ولما كانت الوصيه نوع من العهد ← أمَر بالوفاء به فى سوره الإسراء
• وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً
•ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ•

♦ السؤال الثانى
▬▬▬▬▬▬
1. وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ
النحل ( 66 ) قال بطونه
2. وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
المؤمنون (21) قال بطونها
3. وفى النحل (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
النحل ( 69)

♣ ما الفرق بين كلمة (بطونه) في آية سورة النحل و (بطونها) في آية سورة المؤمنون ؟
قال تعالى :◄
• (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ
مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ(66)) .
وقال تعالى :◄
• ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا
وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُون) (المؤمنون:21) .
• آية النحل ← تتحدث عن إسقاء اللبن من بطون الأنعام
• و اللبن لا يخرج من جميع الأنعام
• بل يخرج من قسم من الإناث.
• أما آية المؤمنون ← فالكلام فيها على منافع الأنعام
• مِن لبن و غيره وهي منافع عامة تعم جميع الأنعام
• ذكورها وإناثها صغارها وكبارها .
• فجاء بضمير القلة وهو ضمير الذكور
• للأنعام التي يستخلص منها اللبن
• وهي أقل من عموم الأنعام
• وجاء بضمير الكثرة وهو ضمير الإناث
• لعموم الأنعام
• وهذا جار وفق قاعدة التعبير في العربية
• التي تفيد :◄ أن المؤنث يؤتى به للدلالة على الكثرة
• بخلاف المذكر وذلك في مواطن عدة كالضمير واسم الإشارة وغيرها
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده .

♣ مرفق فيديو بشرح أ.د فاضل السامرائى للسؤال الثانى .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




LikeLike · · Share