رد على سؤال: هل تأكيد المناصفة بين الرجل وزوجته فيما يملك بنص قانوني إلزامي أمر مقبول؟هذا موضوع فيه اختلاف بين اتجاهات عدّة فكرية وسياسية ودينية واجتماعية في عالمنا العربي والإسلامي المعاصر، مرتبط بالتراث العلمي والفكري العربي الإسلامي وبالديانات السائدة عندنا الإسلام والمسيحية ومرتبط بالعصر، قيّم الحداثة والعولمة وسائر التطورات المتتالية التي والمتسارعة وهي في أغلبها إن لم نقل في كلّها ليست من إنتاجنا لأننا في مركز ضعف وهوان.
وفي مسألة المناصفة بين الزوجين في ما يملك الزوج نجد عدّة أراء واتجاهات مثلما الحال في بقية المسائل الخلافية، فالاتجاه التراثي المحافظ يعارض المطلب موضوع النقاش بحجج من التراث مؤيدة بالعقل، والاتجاه المتجرّد من التراث المؤيد للحداثة الغربية والعصرنة والمؤيد لكل في الغرب ويعرف بالتيار التغريبي لدى معارضيه يؤيد المطلب ويدافع عنه بحجج تاريخية وواقعية يستمدها من العصر وبأخرى عقلية منطقية، ويوجد اتجاه آخر يعمل على التوفيق والتركيب بين النظرتين وفي هذا الجو تتعدد الأراء الشخصية وتتباين في الموضوع كل يدافع من الزاوية أو الزوايا التي يراها تنسجم مع مواقفه المرتبطة بتكوينه وقناعاته ووراء القناعات مرجعيات كما هو معروف.
منطق المساواة مبني على التفاوت الطبيعي والاجتماعي "ما يقدمه الإنسان" يعني منطق المساواة مؤسس على اللامساواة، ومنطق العدل وفقه الإنصاف مبني على المساواة بين ما يقدم وما يؤخذ، والمناصفة بنص قانوني بين الرجل وزوجته فيما يملك لا تنسجم مع منطق العدل والإنضاف الذي يتأسس على التفاوت في الملكية وفي التصرف فيها، لأن الزوجة تأخذ حقّ غيرها وهو الزوج وهو حق ليس لها ليس لها ولم تحصل عليه بالعمل أو الإرث وعندها يقع الظلم على الزوج سلب منه حقه وحق التمتع به والتصرف فيه ولم يُراع مصير الملكيةالمأخوذة من غير رضى الزوج مع مصير الزواجعند الطلاق أو الخلع، ولضمان المساواة المطلقة وهي مستحيلة ففي المقابل ضروري مناصفة الرجل بنص قانوني في ما تملكه زوجته، وهذا لم يرد في الشرع الإسلامي الذي يتأسس على المنطق والعقل ويراعي كافة المصالح من جهة.
ومن جهة أخرى لإحقاق الحق وإقامة والعدل والإنصاف حق التصرف في الملكية ومن الجور والظلم جبر المالك رجلا أو امرأة على منح نصف ما يملك لشريكه في الحياة لأن الحق كل الحق له في التصرف فيما يملك وإلاّ يختل منطق العدل والإنصاف فالأمر ليس سهلا والحكم ليس يسيرا يتطلب مناقشة واسعة وعميقة لأن الأطراف والمرجعيات والخلفيات التي ينمّ عنها الموضوع كثيرة ومتنوعة ومتداخلة مع احترامي لكل الأراء...