الدكتور علي الزبيدي /الاستاذ محفوظ فرج

أستاذنا الدكتور العالم الجليل علي الزبيدي من الأعلام الذين يشار لهم بالبنان في اختصاصهم وهو على معرفتي انه من المختصين بالأدب العباسي وكانت دراسته في فرنسا حيث نال الدكتوراه من هناك
ومعرفتي بأستاذي الجليل كانت حين بدأت بتقديم ورقتي للماجستير شعر العتاب والاعتذار في القرنين الثالث والرابع الهجريين الذي اختاره لي أستاذنا المرحوم الدكتور يونس احمد السامرائي وقد أخذت اسأل عمن يفيدني في هذا الموضوع فالتقيت بأستاذي الدكتور فاضل صالح السامرائي وقال لي عليك بالدكتور علي الزبيدي وقد ذكرت ذلك لأصدقائي فقالوا من الصعب اللقاء به
ولكنني صممت على أن التقي به كان ذلك سنة 1987 م وقد رحب بي أجمل ترحيب دون أن يعرفني قلت له دكتور لدي موضوع رسالة الماجستير وهو شعر العتاب والاعتذار وقد كتبت عنه وأود أن أطلعك على ما كتبت قال أهلا بك أنا عصرا في المعهد الفرنسي وبعدها تجدني في مقهى في الاعظمية
ولكني لم أزره في هذه الأماكن وإنما ذهبت إلى بيته في اليرموك
وذكرت له ما كتبت وقد أبدى لي بعض ملاحظاته في الأغراض الشعرية منها قلت له إن ألصولي حين جمع دواوين الشعراء العباسين قسمها على أغراض والعتاب والاعتذار من ضمن هذه الأغراض فأجابني إن ذلك اعتراف بالفعل لا بالقول بان هذين الغرضين أخذا طريقهما في الرواج
وأطلعني على محاضراته في الأدب العباسي وكلها دراسات قيمة من أوثق وأدق ما كتب في الأدب العباسي
لم أطبعها ولكن طلابي الناكرين للجميل سرقوها وأصبحت من مؤلفاتهم بصورة غير مباشرة أي سطوا عليها من خلال عنوانات أخرى
وقد وجدته غير مكترث لذلك
ولندرة ما كتب عن هذا العالم الجليل وجدت أن لابد من الإشارة إلى عميق المعرفة لديه والى نقائه وصفائه
ومن الجدير بالذكر ان معلوماتي عن مؤلفاته قليلة ولكن الذي اعرفه منها هو
كتابه عن الزهد في شعر أبي نؤاس الحسن بن هاني
وكتاب الانتحال في العصر العباسي وهو من الكتب المهمة
وللأمانة العلمية أنني كنت قد ذكرت موضوعين في رسالتي هما عتاب المحبين واعتذار المحبين
وقد صحح الدكتور علي ذلك لي وقال قل العتاب الغرامي والاعتذار الغرامي
ومن خلال حديثي القصير عن الدكتور علي الزبيدي أدعو طلابه الذين هم كثر في الجامعات الكتابة عنه وإضافة معلومات جديدة تنتفع منها الأجيال
من الأمثلة على تواضع الدكتور علي الزبيدي أنني ذكرت في مصادري اعتمادي على مخطوطة من محاضراته وكتبت د. علي الزبيدي وقد ناقشني الدكتور محمد حسن علي مجيد 1988م وقال كيف تذكر دكتور علي بدون ال التعريف وعلي الزبيدي هو من هو فأجابه الأستاذ الجليل علي الزبيدي بدلا عني
وقال أنا لا أريد سوى اسمي وهو علي ولست بحاجة إلى الألقاب
ومهما تحدثت عنه فإنني لم أجد خلال دراستي مثله مخلصا لطلبته ومتعاونا معهم ولكنه حين تشوب البحث بعض الهفوات يكون حديا ويصحح الخطأ
ومن إشاراته التي احتفظ بها ذكرت في رسالتي المعتقد الشعبي عند العرب وهو بيت عبد الله ابن المعتز
يا رب غير كل شئ سوى رأي أبي العباس فاتركه لي
عين أصابت وده لا رأت عين حبيب أبدا مقبل


وأنا أشير الى المعتقد الشعبي الإصابة بالعين
فأجابني أن هذا المعتقد قديم قبل هذه المدة
فقد قرأت كتابا حديثا في الفرنسية عن البابليين أنهم كانوا يشعلون الشموع في نهر دجلة
ولا تزال هذه العادة موجودة عند العراقيين متوارثة حيث أشار إلى أن أكثر المعتقدات الشعبية في العراق هي قديمة متوارثة منذ العهد السومري