غزو العراق..وبعض الادوار التي ساهمت في احتلاله وتدميره
اعيان القيسي
سياسي مقاوم
انهم خونه وعملاء ولكن تضاربت مصالحهم الشخصيه فاصبحوا ينادون بالوطنيه الفارغه
الحقيقة التي ينبغي ألا تغيب عن الذاكرة، هي أن الدور العربي في العراق ما زال دون المستوى المطلوب، ودون مستوى المخاطر التي تواجه بلاد الرافدين،
أحدثت الحرب وما تبعها من احتلال أميركي للعراق تغييرات إستراتيجية بعيدة المدى، سواء بالنسبة للعالم ككل أو بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، أو لدول الجوار العراقي بصفة خاصة.
مواقف السعودية ومصر فقد اتسمت بالغموض والارتباك والتردد في الاستجابة لضغوط متناقضة من جانب تيارات شعبية قوية رافضة للسياسة الأميركية من ناحية، ونخبة حاكمة ترتبط مصالحها بالولايات المتحدة من ناحية أخرى. ولا جدال في أن تباين هذه المواقف سهل من مهمة الغزو والاحتلال الأميركي للعراق.
ناتي هنا الى ادوار لعبت باحتلال العراق ومنها السعودي..في الفترة الممتدة بين عامي 1991 - 2003 وفيها شاركت القوات السعودية جنباً إلى جنب مع القوات الأميركية في ضرب العراق عام 1991 ثم مشاركتها في فرض الحصار الظالم لمدة (12) عاماً بعد ذلك، وفي عام 2003 لعبت السعودية دوراً كبيراً في احتلال العراق. وهذا ما كشف عنه مسؤولون سعوديون وأميركيون مؤخراً. عندما أكدوا أن الرياض سمحت بتنسيق الهجمات الجوية على العراق من ثلاث قواعد على أراضيها هي: قاعدة الأمير سلطان. وقاعدة تبوك. ومطار عرعر. حيث أشرف الأميركيون من هناك على مركز للقيادة الجوية. وعلى عمليات التزود بالوقود جواً.وإقلاع المقاتلات إف 16 وعلى عمليات جمع معلومات التجسس الجوي. وأضافوا أن ما بين 250-300 طائرة قامت بهجمات مختلفة انطلاقاً من السعودية في فترة ذروة الحرب. فضلاً عن موافقة السعوديين عن انطلاق صواريخ كروز من السفن الأميركية عبر أجواء السعودية، كما كشفوا عن معلومات تتعلق بالهجوم البري. فقالوا على الرغم من أن الهجوم البري الرئيس انطلق من الكويت إلا أن الآلاف الجنود من القوات الخاصة نفذوا عملياتهم داخل الأراضي العراقية انطلاقاً من المملكة.
ان السعودية قدمت عشرات الملايين من الدولارات كدعم للوقود الرخيص للقوات الأميركية، وكان لها دور مهم في الحفاظ على أسعار منخفظة للنفط من خلال زيادة إنتاجها بمليون و(500) ألف برميل يومياً،
وفي الجانب الاستخباري قدمت السعودية معلومات هامة للجانب الأميركي وأمنت حدودها لمنع فرار المسؤولين العراقيين من نظامنا الوطني برئاسة الشهيد صدام حسين.
هذا الموقف السعودي. دفع بالجنرال الأميركي (مايكل موسيلي) القائد العسكري البارز الذي ساهم في التخطيط للعمليات الجوية إلى وصف السعوديين بأنهم شركاء رائعون. وهذه الشراكة (الرائعة!!) دعت أحد الكتاب إلى القول (الجعجعة في السيلية والطحن في قاعدة سلطان) في إشارة إلى أن الأميركيين كانوا يعقدون مؤتمراتهم الصحفية حول تطورات الحرب في قاعدة السيلية في قطر، في الوقت الذي كان فيه مركز قيادة العمليات الجوية يقع في السعودية.
وفي عام2003 م قامت الولايات المتحدة الأمريكية بغزو العراق أو ما يعرف بحرب الخليج الثالثة.فقام النظام السعودي بفتح القواعد و المطارات وقدم إمدادات النفط للقوات الأمريكية الغازية ولم يقف دعم النظام السعودي عند حد تقديم الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية بل وصل إلى حد إرسال قوات عسكرية إلى العراق لدعم ومساندة القوات الأمريكية في العراق.
روبرت جوردان - السفير الأميركي السابق لدى السعودية بمواقف الأخيرة، وقال إنّ السعوديِّين ساعدوا أميركا في غزو العراق، وعرضوا على أميركا من قبل أن يتم إشراكهم فيما يجري في العراق، لكن عروضهم قوبلت بالرفض
وهنا ناتي الىدوراخر لم يتوان الرئيس بوش في الكشف أن الرئيس المصري حسني مبارك أبلغ قائد القيادة المركزية ''سانتكوم'' الجنرال تومي فرانكس، بأن العراق تمتلك أسلحة بيولوجية وان بغداد على استعداد لاستخدامها.
الرئيس جورج بوش الابن الفاعل الرئيسي في عملية اتخاذ القرار في فترة غزو العراق بصفته قائدا للقوات المسلحة أيضا، كتب في مذكراته الصادرة بعنوان ''لحظات القرار'' أن الرئيس المصري حسني مبارك أبلغ تومي فرانكس قائد الحملة الأمريكية أن الرئيس العراقي المرحوم صدام حسين يمتلك أسلحة بيولوجية. وأنه على استعداد لاستهداف المصالح الأمريكية. وقد تم ذلك في سرية قبل الغزو الأمريكي واحتلال العراق.
ولكن يبقى الأخطر فيما جاء في مذكرات بوش الابن، هو الكشف عن الدور العربي الخفي في غزو واحتلال بلد عربي، كان من بين الدول الرئيسية في تحديد موازين القوى في الصراع العربي الإسرائيلي، أي العراق، ولكنه أيضا كان من بين عوامل القلق. فبغض النظر عن المساهمة المصرية في حرب الخليج الأولى عام 1991 بتواجد قواتها في حفر الباطن، فإن القاهرة كانت من بين البلدان المنزعجة من تنامي القوة العراقية والدور العراقي، لكونه يهدد مصالحها سواء على مستوى الملف الفلسطيني أو من حيث اصطفاف المنطقة بين بلدان الرفض والمقاومة والبلدان القريبة والحليفة من واشنطن. فقد غضت مصر الطرف عن مرور البوارج والسفن الأطلسية عبر قناة السويس إلى الخليج حتى تدخل في حرب ضد العراق بهدف احتلاله، وكان من بين مؤشرات ومعالم الدور السلبي المصري خلال مرحلة احتلال العراق إبقاؤها على سفيرها،
وبالتالي كانت القاهرة على غرار دول عربية أخرى داعمة بطريقة أو بأخرى لخيار الحرب، ثم تكريس الاحتلال لدولة عربية عضوة في الجامعة العربية ونظامها شرعي معترف به دوليا. و قام النظام السعودي من اجل إنجاح الاحتلال الأمريكي للعراق و القضاء على الجهاد و مقاومة في العراق بشراء ذمم بعض مشائخ القبائل و العشائر العراقية و العلماء وطلاب العلم و بعض الجماعات الجهادية بل و دفعها إلى المواجهات المسلحة فيما بينها و اشعال الفتنه بين المقاومين