استراحات أدبية على الإنترنت ... كتب قديمة من التراث العالمي لمن يريد القراءة
بيروت – زكي محفوض الحياة - 30/04/06//
هناك مواقع «ويب» تقدّم قراءة الكتب مجاناً. كتب، نفدت صلاحية حقوق نشرها مع مرور الزمن، موجودة في الإنترنت. ولا فرق، في هذا المجال، بين المواقع الأجنبية وتلك العربية، إلاّ في الأسلوب والأهداف.
والأعمال المقدّمة التي لا يزال معظمنا يقرأها أو يعيد قراءتها أو يبدأ بها مشواره مع الأدب والفكر، تتوافر الآن لمن يريد منّا استعادتها، إذا كان فقدها، أو يلفت إليها انتباه صديق أو مريد أو ولد.
مؤلفوها أعلام عرب وعجم في الأدب والشعر والفكر: ابن سينا، إميل زولا، كارول لويس، إخوان الصفا، أنطون تشيخوف، أبو حيان التوحيدي، سوفوكليس، ابن حزم الأندلسي، ابن تيمية، فولتير، أوسكار وايلد، الشهرستاني، رويارد كيبلينغ، الغزالي، أغاثا كريستي، ابن بطوطة، دوستويفسكي... وغيرهم كثيرون.
مجرّد اختلاط هذه الأسماء يبدو غريباً، مع أنها تعود الى «زملاء» في القلم... شاخت أعمالهم فصارت «مجاناً».
وحدها الإنترنت تنتج هذا الخليط، علماً أن مكوّناته أتت من مواقع مختلفة: العربي منها من مواقع «الورّاق» www.alwaraq.net ، والأجنبي من موقع «ريد برينت» (أي اقرأ و/أو اطبع) www.readprint.com ، وموقع «لا بوز» (أي الاستراحة) www.pause.pquebec.com .
موقع «ريد برينت» (كتب بالإنكليزية) مباشر وصريح، يبدأ بالأعمال التي أضيفت حديثاً، تليها لائحة أبجدية بأسماء أدباء وشعراء عالميين. وفيه باب خاص لكل أعمال الإنكليزي ويليام شكسبير ومسرحياته.
عند الضغط على اسم كاتب معيّن، يأخذك الموقع إلى نبذة عن حياة الكاتب، وتوجد فوقها أداة للبحث عن كل ما يتعلّق به وبنتاجه، وإلى اليسار لائحة بأعماله المتوافرة في الموقع. ويكفي الضغط على عنوان الكتاب ليظهر جدول محتوياته وفصوله... ومن هناك يمكن القراءة على الشبكة أو طباعة الفصل أو كل الكتاب. ويقدّم الموقع دراسات أكاديمية جاهزة ومتخصصة حول الأعمال المتوافرة لديه وموضوعات أخرى، ولكن هذه ليست بالمجان.
موقع «لا بوز» (كتب بالفرنسية) يقارب القراءة من زاوية مختلفة. مظهره يوحي فعلاً باستراحة في مقهى: جدار من طوب مخفف في الخلفية، «علّقت» عليه التعليمات والتسالي والروابط إلى أقسام ومواقع أخرى... وقبل كل ذلك معلومة سريعة عن أي شيء أو شخصية أو حمية أو فاكهة، وغير ذلك. وفي باب الآداب، أعمال لأدباء فرنسيين. هذا فضلاًَ عن أبواب حول موسيقيين ورسامين، إضافة إلى الأنباء اليومية... يعني أن الموقع - الاستراحة هذا يشبه إلى حد بعيد مقهى للمثقفين والطلبة على غرار «ستارباكس». واللافت في الأمر أنه موقع شخصي، يزوره صاحبه، كل صباح، «للاطلاع على آخر المستجدات ثم حلّ الكلمات المتقاطعة»، وهو مفتوح للجميع.
موقع «الورّاق» العربي هدفه « نشر التراث العربي والإسلامي باستخدام تكنولوجيا المعلومات وما يتضمن ذلك من إعادة تحقيق وتوثيق لبعض مصادره وإعادة صوغ بعضها الآخر»، على ما يعرّف به القيّمون عليه. وهم مجموعة مثقفين وباحثين من الإمارات العربية المتحدة. وصاحب فكرة «الوراق» والمشرف عليه هو الشاعر الإماراتي محمد السويدي.
و «الورّاق» موقع غني جداً، يقدّم كتباً تراثية عربية. ويتفوّق على الموقعين السابقين بأنه يتيح مناقشة الكتب وطرح موضوعات ومسائل جديدة على النقاش. ولكننا لا نعرف ماذا يحلّ بكل هذه الموضوعات ونتائج نقاشها. فهل يصار إلى الاستفادة منها ومعالجتها وتحليلها ونشرها؟
ولا يكفي الثناء على الجهد المبذول في «الورّاق»، وحسن تبويبه، ففيه ما يدعو إلى الانخراط في التجربة. وفي حين لا يجد روّاد الموقعين السابقين أي ذكر لملكيتهما وأهدافهما، وهما فعلاً موقعان خفيفان، على رغم ثقل محتواهما الأدبي، ومفتوحان كلياً للقراء، نجد في تحديد رؤية «الوراق»: « إن أمتنا العربية والإسلامية تواجه تحدياً حضارياً شاملاً، وأن مواجهة هذا التحدي تبدأ من إعادة قراءة تراثنا الثقافي والفكري ونفض الغبار الذي علق به بعد قرون من التخلف والجهل، مسلحين بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات ومستفيدين من التطور الهائل في وسائل الاتصال، لتمكين الباحثين والدارسين والمثقفين والمهتمين من الوصول إلى مجموعة من أهم المصادر التراثية العربية». وفي هذا مقدار كبير من الزعم في مسألة مرجعية التراث الأدبي (بالطريقة التي يقدّمها «الوراق»)، وإلاّ لما كان كتاب «ألف ليلة وليلة» هو الأكثر قراءة، مسجّلاً 760 ألف جلسة قراءة، ومتفوّقاً على الكتاب الثاني «الفتوحات المكية» (470 ألف)... وبما لا يقاس على المرجع «لسان العرب» (35 ألف).
قراءة الكتب عبر الإنترنت للتسلية، و«ألف ليلة وليلة» تثبت ذلك، بدليل أن جلسات النقاش حولها التي يعقدها بعض القراء عبر الانترنت لم تبلغ سوى 200 جلسة فقط.
</table>هناك مواقع «ويب» تقدّم قراءة الكتب مجاناً. كتب، نفدت صلاحية حقوق نشرها مع مرور الزمن، موجودة في الإنترنت. ولا فرق، في هذا المجال، بين المواقع الأجنبية وتلك العربية، إلاّ في الأسلوب والأهداف.</p>
<p>والأعمال المقدّمة التي لا يزال معظمنا يقرأها أو يعيد قراءتها أو يبدأ بها مشواره مع الأدب والفكر، تتوافر الآن لمن يريد منّا استعادتها، إذا كان فقدها، أو يلفت إليها انتباه صديق أو مريد أو ولد.</p>
<p>مؤلفوها أعلام عرب وعجم في الأدب والشعر والفكر: ابن سينا، إميل زولا، كارول لويس، إخوان الصفا، أنطون تشيخوف، أبو حيان التوحيدي، سوفوكليس، ابن حزم الأندلسي، ابن تيمية، فولتير، أوسكار وايلد، الشهرستاني، رويارد كيبلينغ، الغزالي، أغاثا كريستي، ابن بطوطة، دوستويفسكي... وغيرهم كثيرون.</p>
<p>مجرّد اختلاط هذه الأسماء يبدو غريباً، مع أنها تعود الى «زملاء» في القلم... شاخت أعمالهم فصارت «مجاناً».</p>
<p>وحدها الإنترنت تنتج هذا الخليط، علماً أن مكوّناته أتت من مواقع مختلفة: العربي منها من مواقع «الورّاق» <a href="http://www.alwaraq.net/">www.alwaraq.net</a> ، والأجنبي من موقع «ريد برينت» (أي اقرأ و/أو اطبع) <a href="http://www.readprint.com/">www.readprint.com</a> ، وموقع «لا بوز» (أي الاستراحة) <a href="http://www.pause.pquebec.com/">www.pause.pquebec.com</a> .</p>
<p>موقع «ريد برينت» (كتب بالإنكليزية) مباشر وصريح، يبدأ بالأعمال التي أضيفت حديثاً، تليها لائحة أبجدية بأسماء أدباء وشعراء عالميين. وفيه باب خاص لكل أعمال الإنكليزي ويليام شكسبير ومسرحياته.</p>
<p>عند الضغط على اسم كاتب معيّن، يأخذك الموقع إلى نبذة عن حياة الكاتب، وتوجد فوقها أداة للبحث عن كل ما يتعلّق به وبنتاجه، وإلى اليسار لائحة بأعماله المتوافرة في الموقع. ويكفي الضغط على عنوان الكتاب ليظهر جدول محتوياته وفصوله... ومن هناك يمكن القراءة على الشبكة أو طباعة الفصل أو كل الكتاب. ويقدّم الموقع دراسات أكاديمية جاهزة ومتخصصة حول الأعمال المتوافرة لديه وموضوعات أخرى، ولكن هذه ليست بالمجان.</p>
<p>موقع «لا بوز» (كتب بالفرنسية) يقارب القراءة من زاوية مختلفة. مظهره يوحي فعلاً باستراحة في مقهى: جدار من طوب مخفف في الخلفية، «علّقت» عليه التعليمات والتسالي والروابط إلى أقسام ومواقع أخرى... وقبل كل ذلك معلومة سريعة عن أي شيء أو شخصية أو حمية أو فاكهة، وغير ذلك. وفي باب الآداب، أعمال لأدباء فرنسيين. هذا فضلاًَ عن أبواب حول موسيقيين ورسامين، إضافة إلى الأنباء اليومية... يعني أن الموقع - الاستراحة هذا يشبه إلى حد بعيد مقهى للمثقفين والطلبة على غرار «ستارباكس». واللافت في الأمر أنه موقع شخصي، يزوره صاحبه، كل صباح، «للاطلاع على آخر المستجدات ثم حلّ الكلمات المتقاطعة»، وهو مفتوح للجميع.</p>
<p>موقع «الورّاق» العربي هدفه « نشر التراث العربي والإسلامي باستخدام تكنولوجيا المعلومات وما يتضمن ذلك من إعادة تحقيق وتوثيق لبعض مصادره وإعادة صوغ بعضها الآخر»، على ما يعرّف به القيّمون عليه. وهم مجموعة مثقفين وباحثين من الإمارات العربية المتحدة. وصاحب فكرة «الوراق» والمشرف عليه هو الشاعر الإماراتي محمد السويدي.</p>
و «الورّاق» موقع غني جداً، يقدّم كتباً تراثية عربية. ويتفوّق على الموقعين السابقين بأنه يتيح مناقشة الكتب وطرح موضوعات ومسائل جديدة على النقاش. ولكننا لا نعرف ماذا يحلّ بكل هذه الموضوعات ونتائج نقاشها. فهل يصار إلى الاستفادة منها ومعالجتها وتحليلها ونشرها؟</p>
ولا يكفي الثناء على الجهد المبذول في «الورّاق»، وحسن تبويبه، ففيه ما يدعو إلى الانخراط في التجربة. وفي حين لا يجد روّاد الموقعين السابقين أي ذكر لملكيتهما وأهدافهما، وهما فعلاً موقعان خفيفان، على رغم ثقل محتواهما الأدبي، ومفتوحان كلياً للقراء، نجد في تحديد رؤية «الوراق»: « إن أمتنا العربية والإسلامية تواجه تحدياً حضارياً شاملاً، وأن مواجهة هذا التحدي تبدأ من إعادة قراءة تراثنا الثقافي والفكري ونفض الغبار الذي علق به بعد قرون من التخلف والجهل، مسلحين بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات ومستفيدين من التطور الهائل في وسائل الاتصال، لتمكين الباحثين والدارسين والمثقفين والمهتمين من الوصول إلى مجموعة من أهم المصادر التراثية العربية». وفي هذا مقدار كبير من الزعم في مسألة مرجعية التراث الأدبي (بالطريقة التي يقدّمها «الوراق»)، وإلاّ لما كان كتاب «ألف ليلة وليلة» هو الأكثر قراءة، مسجّلاً 760 ألف جلسة قراءة، ومتفوّقاً على الكتاب الثاني «الفتوحات المكية» (470 ألف)... وبما لا يقاس على المرجع «لسان العرب» (35 ألف).
<p>قراءة الكتب عبر الإنترنت للتسلية، و«ألف ليلة وليلة» تثبت ذلك، بدليل أن جلسات النقاش حولها التي يعقدها بعض القراء عبر الانترنت لم تبلغ سوى 200 جلسة فقط