رثاء البروفسور نجم الدين أربكان رئيس وزراء تركيا الأسبق رحمه الله تعالى رحمة واسعة الذي توفي يوم الأحد 24 ربيع أول 1432 هـ الموافق 27 فبراير 2011 م
***

نَجْمٌ هَوَى
***
شعر
صبري الصبري
***

(نجمٌ) هوى من بعد طول جهادِ =بمدار صَدِّ أقارب وأعادي
شنوا على وجه الخلافة هجمة = مسمومة البهتان والأحقادِ
واستمرءوا هتكا لماضي عزها= وتعمدوا فتكا بها بعنادِ
يا للحبيبة قاومت بشموخها= وأد الفخار بهامة الأمجادِ
وترفَّعت بصمودها وبصبرها= عما أرادوا من هوى وفسادِ
نورا أرادت رغم ظلمة فكرهم = وبرغم حلكة عصبة الإفسادِ
بحجابها تبدو حبيبتنا أَبَتْ= خلع الحجاب ولوثةَ الأجسادِ
وتطهرت بوضوئها .. بيقينها= بزكاتها بصلاتها كعمادِ
للدين عَمَّ حياتها فبروحها= إسلامها من سالف الأجدادِ
من آل (عثمان) الكرام وقبلهم= من فاتح بشجاعة لبلادِ
تلك الحبيبة أشرقت أنوارها= عبر القرون وطيلة الآمادِ
لا شيء يسبيها وضاءتها التي= ستظل منهج حكمة وسدادِ
مهما استبد المفسدون وغيَّروا= دستورها بدسائس (الروَّادِ) !
رواد تركية الحديثة أمعنوا= في طمس وجه للحبيبة نادي
وتجاسر الصنم المقيت بغيِّّه= وبفسقه بسفاهة المتمادي
في سلب أزهار الربيع نضارها= بالغل يسعى بالعَمى وينادي
إني أنا (الأستاذ) باعث نهضة= فيكم تعالوا كلكم أولادي !
بتلوّن الحرباء كان فساده= في الأرض يحكمها بويل عوداي
ما بين هدم للمبادئ بالهوى= والزيغ كان على الدوام الحادي !
حتى تألق (نجمنا) بضيائه= وبطهره في حنكة ورشادِ
رَبَّى وَعَلَّم باصطبار فؤاده= أجيال نشء طاهر الأورادِ
تحفيظ قرآن كريم نوره= يزهو لنا في حسنه الوقَّادِ
تدريس سنة حكمة وهداية= للمصطفى طه الحبيب الهادي
تمحيص أخلاق الأنام بمنهج= عذب الموارد طيبِ الزوَّادِ
تدريب أفراد بنافع صنعة= بدءوب عزم راسخ الأوتادِ
تعويد شابات جُلِبْنَ كمتعة= عادات خير في طهور الزَّادِ
تحسين أحوال التعامل خدمة= للناس تعشق حكمة الإرشادِ
حتى ترأس للوزارة رأسها= يرعى مصالح عيشة لعبادِ
ويرد عصبة عسكر بتربص= يا ويح عسكر مدفع وزنادِ !
سهروا على الطغيان .. بئس حراسة= كانت لوجه الكفر والأضدادِ
بالرفق ساسهمُ وأبطل كيدهم= بالوعي يمضي في أجل مرادِ
دستور تركية الجديد بحسنه= وجماله ببشائر الميلادِ
قد كان سمحا (أربكان) بقلبه= حب لدين الله ذي الإمدادِ
يرجو اتحاد المسلمين بوحدة= فيها انطلاق حواضر وبوادي
للخير للتعمير بالعلم الذي= فيه الوثوب بنهضة الآسادِ
إني لأذكر سيرة محمودة= للنجم (نجم الدين) باسترشادِ
بشريعة الإسلام نهجا ساطعا= بعموم ما للمرء من إسعادِ
واللهَ أسأل أن يكون بجنة= قدسية بأطايب الإرغاد
وينال فيها الطيبات وما بها= من فضل ربي الواحد الجوَّادِ
صلى الإله على النبي وآله= طه الشفيع بموقف الميعادِ !!