وم الأخيـــــر في حياتهـــــم .. مايكوفسكي..وزورق الحب المحــــطم
ثقافةولد فلاديمير مايكوفسكي في السابع من تموز عام 1893 في «بغدادي» وهي قرية في جيورجيا، وتحدر من عائلة أحد حراس الأحراج، فهو ابن الأشجار الضخمة وجبال القوقاز الوقورة، ولمامات والده نزحت أسرته إلى موسكو حيث عاشت في أجواء الفقر والحرمان والقهر.
الخميس 24-6-2010م
هاني الخير
وتروي عنه الأديبة الفرنسية (إيلزاتريولي) زوجة الشاعر الفرنسي الكبير (أراغون ) فيما بعد، التي عرفته في حداثة سنه، أنه انضم وهو مازال طالباً في مدرسة الفنون الجميلة،إلى جماعة الشعراء المستقبليين.
وكانت جماعته تشيع عنه أنه شاعر موهوب قبل أن يبدأ بنظم الشعر، ثم بدأ يطلق شعره، وحصل على مكافأة عن أول قصيدة نظمها، وأطلق عليها «ثورة الأشياء». فحسن ملبسه المزري وأخذت له صورة كتب عليها بقلمه: «مايكوفسكي المستقبلي».
وكان شعره جديداً يسبح ضد التيار، ومليئاً بالتهجم على النمطية الاجتماعية والأدبية والفكرية. وطالما طاف أرجاء الاتحاد السوفييتي بعد قيام ثورة 1917، ليلقي شعره على الجموع المبهورة بشعره وجمال صوته. ومن الطريف أنه أخذ ينظم الشعر إعلانا عن المشروعات الحكومية وخطط التصنيع، والقرارات الوزارية، شأنه شأن الشاعر المصري الكبير صلاح جاهين وزميله الفنان عبد الحليم حافظ، حيث قاما بتوثيق منجزات ثورة 23 يوليو، من خلال الأغاني الوطنية والأناشيد الحماسية التي أداها الراحل عبد الحليم بصوته الشجي. ومع ذلك فقد كان لمايكوفسكي أعداء يصعب حصرهم بعد أن شكلوا جبهة متحدة ضده، فلا هو أرضى اليمين ولا هو أرضى اليسار. أما المحافظون فقد حنقوا عليه لأنه كتب الأدب الروسي على غير طريقة بوشكين وتولستوي. وفي الوقت نفسه فإن المتطرفين اليساريين هاجموه لأنه لايزال ينظم الغنائيات في الشوق والغرام والوجدانيات، وهي موضوعات لا نفع فيها للطبقة العاملة التي كان مايكوفسكي مفتوناً بها، وهو القائل:
كلها لكم، كل أشعاري الجبارة المدوية لكم أيها العمال، أيتها الطبقة الزاحفة.
ونتيجة شعوره بالظلم وسوء المعاملة، وحرمانه من السفر إلى باريس من قبل القيادة السياسية القديمة، في زمن ستالين،فإن مايكوفسكي يسكب في جوفه عدة كؤوس من شراب «الفودكا» ، ويوجه فوهة مسدسه إلى مكان الخافق المعذب: قلبه.
ويطلق رصاصة واحدة.. وكان ذلك في الساعة الثامنة من صباح 14 نيسان عام 1930، عن 37 سنة، تاركاً بجوار جثته رسالة كتبها في ليلة الانتحار جاء فيها: « إلى الجميع هأنذا أموت الآن.. لا تتهموا أحداً، ولا تثرثروا فأنا أكره الثرثرة. يا أمي ، يا إخوتي ، يا رفاقي، يا حكومتي ، أطلب عفوكم. إنها ليست طريقة للخلاص تناسب أحداً إلا أنا، فلست أوصي غيري أن يسلكها.. الحادث أصبح منتهياً وزورق الحب.. تحطم على صخور الحياة.. عيشوا سعداء».
http://thawra.alwehda.gov.sy/_archiv...20100623215511