ما هي توقعاتكم لتطور الأوضاع في العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية المحتلة من المدن العراقية نهاية شهر حزيران الحالي ؟
الباحث الدكتور عبدالوهاب محمد الجبوري
بدا الحديث يتزايد هذه الأيام في الشارع العراقي عن قرب موعد انسحاب القوات الأمريكية المحتلة من المدن العراقية إلى مواقع ومقرات عسكرية تقع خارج هذه المدن – ولكن ليس بعيدا عنها - واحتمالات تطور الأوضاع الأمنية والعسكرية والاقتصادية والعامة في البلاد بعد هذا الانسحاب ؟ وكيف ستؤول إليه الأمور في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية المأساوية التي لازالت تعصف بالعراقيين مما تسبب بهجرة الملايين منهم إلى خارج العراق ونزوح ملايين أخرى إلى مناطق داخل البلاد يتصورون أنها أكثر أمنا ، وذلك بسبب السياسة الطائفية والقتل على الهوية والمصير المجهول الذي يترصد وجودهم وحياتهم وثرواتهم ومستقبلهم مع ترافق ذلك مع صمت عربي ودولي وتدخل خارجي خطير في شؤونهم الداخلية ؟ وهل يتوقع ظهور ضوء في نهاية النفق بعد هذا الانسحاب أم أن الأوضاع ستزداد سوءا ، وهناك أسئلة أخرى غيرها تدور في أوساط الشارع العراقي والعربي والعالم نظرا لخطورة المرحلة القادمة وتطوراتها المحتملة في هذا البلد المبتلى وانعكاساتها على الأوضاع العربية والإقليمية والدولية ؟
ومن خلال استقراء الأحداث والتحاور مع عدد من السياسيين والمتابعين للشأن العراقي ، تبين أن الآراء قد تباينت حول هذا الموضوع ، فهناك من يعتقد أن الأوضاع العامة ستتحسن في البلاد ويدعم اصطحاب هذا الرأي وجهة نظرهم بان القوات العراقية جاهزة لتولي المسؤولية الأمنية بعد هذا الانسحاب وهناك من يرى عكس ذلك ويعتقد أصحابه أن الأوضاع ستزداد سوءا ويستندون في هذا أن القوات العراقية لم تكمل استعداداتها العسكرية والفنية والتسليحية والتدريبية والجاهزية بعد ، كي تتولى المسؤولية في عموم العراق ، وهناك من يرى المشهد العراقي من زاوية ثالثة وهي احتمال زيادة التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية وتأثيراته الخطيرة على مجمل الأوضاع في ضوء سياسة الاستقطاب الطائفي والمصلحة الحزبية الضيقة لبعض الأطراف الحاكمة وارتباطات البعض منها بقوى إقليمية لها دور كبير في مجريات الأحداث والتطورات على الساحة العراقية ....
هكذا تتباين الآراء والاحتمالات والرؤى حول صورة المشهد العراقي المحتملة بعد الثلاثين من حزيران القادم ، لكن المؤكد الذي نعتقده أن معاناة العراقيين ستستمر حتى بعد هذا الموعد ، ذلك لان هذا المشهد يتحكم فيه مشروعان رئيسيان متناقضان ، الأول مشروع الاحتلال الأمريكي والمؤيدين له من القوى المحلية والأجنبية والثاني المشروع الوطني والمؤيدين له ومنهم المقاومة العراقية الوطنية ..
في هذا الحوار لا أريد الخوض في تفاصيل هذه الآراء والمشاريع ، وسأترك ذلك لتحليلاتكم ووجهات نظركم
مع خالص الشكر والتقدير ..