رسالة إلي اليهود العقلاء في العالم

حول القدس والهيكل

نود في هذا السريع أن نثبت الدراسات الأثرية وما انتهت إليه :

1 – أن لا وجود لمدينة القدس قبل القرن السابع قبل الميلاد أثرياً . المرجع : " مرجريت شنايدر Margreet Steiner " في مقالتها التي نشرت في [ Biblical Archaeology] في عدد تموز 1998 . وهذا يتناقض مع الفكر الصهيوني والتوراتي أن " سليمان " ( صاحب الهيكل ) كان في عام 960 ق. م , أي حين وجود " سليمان " لم تكن القدس موجودة , وإن الهيكل ( أن صح ) فهو في مكان آخر سوي القدس .

2 – أن الاسم القديم للقدس هو " القدس " وليس " أورشليم " . المرجع : هيرودوت, حين يذكر في القرن الخامس قبل الميلاد أن فلسطين مدينة كبيرة اسمها " قديتوس " ولم يأت علي ذكر " أورشليم " نهائياً لا من قريب ولا من بعيد .

3 – ابحثوا عن " أورشليم " في مكان آخر سوي القدس , حيث يقول " يوسيفيوس" اليهودي في القرن الأول الميلادي أننا كنا نري " أورشليم " من " القدس " مما يعني أن " أورشليم " خلاف " القدس " .

4 – لقد ضيعكم وضيعنا معكم بعض الآثاريين المستشرقين ذوي الفكر التوراتي . فمثلاًَ :

أ – ذكروا أن أسم " أورشليم " ورد في نصوص اللعن المصرية في القرن التاسع عشر قبل الميلاد . وعندما أعدنا قراءة النص فوجدناها ( أشام أم ) , فإن كانت " أورشليم " فأين الراء وأين اللام , ولا سيما أنه لا وجود للقدس قبل القرن السابع قبل الميلاد .

ب- قالوا أن اسم " إسرائيل " موجود علي نقش الفرعون مرنبتاح ( 1224 – 1214 ق . م ) في المتحف المصري . وعندما أعدنا قراءة الأسماء التسعة ( التاسوع ) فوجدناها ثمانية بأسم " اسرائيل " المزعومة , ثم إن قراءة الاسم حرفياً هو " يازير يار " وليس " إسرائيل " فاما " يازير " فهي " يازور " الفلسطينة , واما " يار " فهي " يارين " البلدة اللبنانية الحدودية مع فلسطين . وأن اسم " إسرائيل " لم يرد في مكان آخر كما يدعون . اما اسم " يازور " فقد ورد في النقوش المصرية أكثر من مرة باسم " يازير " و " هازور " .

ج- اسم " اورشليم الذي يدعي أنه ورد في كتابات العمارنة المسمارية ( 1367 – 1350 ق . م ) , رجعنا إلي النقش فوجدنا الاسم ( مهشم وغير واضح ) ولا يمكن الركون إلي قراءته " أورشليم " . ثم كيف يرد اسم أورشليم المزعومة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد و " أورشليم " ( القدس ) لم يكن لها وجود حتي القرن السابع الميلادي حسب الكشوفات الأثرية ؟.

د- هناك مدينة علي الفرات تسمي " أور شمو " ( وبهذا قد يكون الأمر اختلط عليهم ) .

هـ- في فقه اللغة لم نجد كلمة " أور " فهي كلمة أكادية تعني ( مدينة ) , لم نجد هذا التعبير في الحيز الجغرافي لسوريا ولبنان وفلسطين , بل هذا الاسم نجده فيما بين النهرين وعلي ضفاف الفرات تحديداً , وهو اسم غريب عن اللهجات الأخري في المنطقة الكنعانية والآرامية .

و- إن كان الاسم موجود في فلسطين المحتلة , فمن المحتمل أن يكون هذا الاسم قد أتي إلي فلسطين إبان الحكم الفارسي الإخميني للمنطقة ( 539 – 333 ق . م ) بعد رجوع بعض اليهود إلي فلسطين .

ز- وأخيراً , اعلموا جميعاً أن من حدد مكان الهيكل بأنه مكان المسجد الأقصي هو " اسحق نيوتن " صاحب نظرية الجاذبية الأرضية , وكان ذلك عام 1725 م وليس قبل ذلك . ولم نجد ذلك في الأدبيات اليهودية السابقة . ومن التزوير أن تضعوا الهيكل مكان المسجد الأقصي كما ورطكم " اسحق نيوتن " .

ح- أما الآثار التي تحت المسجد الأقصي , فتعلمون جميعاً أنها آثار رومانية إسلامية , أي ما بعد عام 64 ق . م .

أخيراً أيها اليهود العقلاء أمثال :

- نعوم تشومسكي .

- وجمعية ناطوري قرتا .

كلامكم أهم من كلامنا , ونحن نبين الحقائق بتجرد علمي كامل .

لكم تحياتنا .

اما الصهاينة الشوفينيين المتعصبين , فإنا نحذركم ويلات شعوبنا , هذه مساجدنا وكنائسنا فإياكم ثم إياكم .

المنسق العام للأتحاد العام للآثاريين العرب

أ . د . محمد بهجت قبيسي