مرثيةٌ لنفسي






أجلٌ تجلّت حوله الأسرارُ
و الموتُ حقٌّ ، كلّها أعمارُ



سبحان مَنْ خلق الوجودَ بأمره
و لأمرهِ قد شاءتِ الأقدارُ
::::
ما غاب مَنْ يلقى المنيّة راضياً
والصبرُ شريانٌ لخير حياةِ



تلقى الأمانةُ ربّهاً ، و بعطْرها
تتنزلُ الرحماتُ فوق دعاةِ



::::




هنا الوجدانُ كم ينساب فكْرا
تلاقحتِ الفنونُ ، فتقت بِكْرَا

و منْ رحم الطهارة جئتَ حياًّ
فكان الموتُ للأحياء ذكرى

جمعتَ فسيفساءَ النورِ بَوحاًً
كأشجارٍ جعلتَ النبضَ وَكْرا

و دُرْتَ مع العناقيد ارتواءً
مفاعلتُنْ ، و لم تستفْتِ مَكْرا

و مابين المدائن و الصحاري
توالتْ أمسياتُ الأرضِ أكْرا

كأنّ النونَ إبداعاً تُصلي
و تُرثي ناصف التنوين سَكْرى

وَ كمْ شهدتْ حروفٌ من جمانٍ
و كم أبهرْتَ بالترميزِ بَكْرا

رسمْتَ الشعر و النقدَ احتفاءً
كشفْتَ السَّرْدَ تفعيلاً و ذِكْرا

و ما الأهواء أنْستكَ ابتهالاً
و ما عَرفَ البيانُ عليكَ نُكْرا

و هذي بعضُ مرثيتي لنفسي
فما غابتْ حروف الشمس ذكرى

مع الفردوسِ يجمعنا سلامٌ
و تسبيحٌ جَرَى حمداً و شُكْرا