(ليش .. هو بس أنا؟)
في مدينة عربية ما، كان هناك تنظيمٌ سياسي ممنوعاً من العمل العلني، وكان هذا التنظيم يصدر بطاقات ذات لون (أصفر) لمنتسبيه، وكان أحد (المهابيل) يحب لقاءات خلايا ذلك التنظيم، فألح على بعضهم أن يصرف له بطاقة من بطاقات التنظيم، فصُرف واحدة له خِلسة، فحملها ذلك الشخص، الذي لم يكن (أهبلاً) كثيرا، بل كانت نصف تصرفاته توحي بأنه أهبل، ونصفها الآخر توحي بأنه سويٌ. كان يحمل البطاقة باستمرار ويبرز طرفها من أعلى جيب سترته.
اختلف ذلك الرجل مع أهل بيته، فضرب بعضهم، فبادر أحد أفراد الأسرة للشكوى منه الى مركز أمني، فجاءه رجال الدرك، ولمحوا طرف البطاقة الصفراء في جيبه، فعادوا الى المركز، الذي ضاعف القوة التي تهاجم البيت، فأشهروا سلاحهم، فخاطبهم من خلف الباب أن ينصرفوا، وإلا فإن (رأسمال دولتهم كلها سيكون بالبيان رقم 1).
اغتاظ أفراد الدرك واقتحموا البيت ولم يجدوا منه مقاومة، فاقتادوه الى المركز، وهناك لم يسألوه عن ضرب أفراد عائلته، بل سألوه عن البطاقة التي في جيبه، فحاول التمنع، فلطمه أحد الدرك على وجهه بقوة، فإذا به يقول: (ليش هو بس أنا .. وفلان وفلان وفلان فعدد أفراد التنظيم الذين يعرفهم كلهم.
ذكرني بتلك الواقعة التي حدثت بالقرن الماضي في أواسط الخمسينات منه، سلوك السيد محمود عباس، عندما حاول تبرير موقف سلطته من تقرير (جولدستون) المتعلق بإدانة الكيان الصهيوني، عندما قال: (ليش .. هو بس أنا؟) مشيرا الى اشتراك أكثر من دولة عربية وإسلامية معه في رغبته التي أثارت سخط الجميع.