|
خامِس الفُصُول !!
..
كُلُّ الشُّهُورِ بِقافِياتِي " مارِسُ "=وَ أَنا رَبِيعُ الشِّعرِ , فَصلٌ خامِسُ
وَ السِّينِياتُ المُوحِشاتُ تَراقَصَتْ=وَ كَأَنَّهُنَّ عَلَى يَدَيَّ أَوانِسُ
فَقُدُودُهُنَّ الخَيزُرانُ بِأَحرُفِي=مَيَّاسَةٌ , وَ عُيُونُهُنَّ نَواعِسُ
وَ الماءُ دَفَّاقٌ بِصَدرِ عَرُوضِها=وَ الضَّربُ دَسَّاسُ الغَوايَةِ , حابِسُ
وَ لَقَدْ لَمَستُ الحَرفَ حَتَّى قامَ مِنْ=لَحدِ الشُّعُورِ مُرَدِّدًا : ( يا لامِسُ )
وَ لَقَدْ طَرَقتُ جَماجِمَ الإِحساسِ تَحـ=ـتَ مَطارِقِي , فاهتَزَّ مِنها الآيِسُ
أَنا باعِثُ المَعنَى , وَ غَيرِي عابِثٌ=بَدرٌ أَنا , وَ الآخَرُونَ كَوانِسُ
لَكَأَنَّ أُفْقَ الشِّعرِ - دُونَ قَصائِدي=فِي ظُلمَةِ الشُّعَّارِ - لَيلٌ دامِسُ
وَ كَأَنَّنِي - وَ الضَّوءُ يَقبِسُ مِنْ فَمِي=أُنشُودَةَ الأَنوارِ - رَبٌّ حارِسُ
أَمشِي عَلَى شَفراتِ حَرفِي , وَ الدُّنى=نَوَّامُ حَرفٍ فِي الكَرَى ؛ أَو جالِسُ
وَ إِذا اقتَحَمتُ الحَربَ كُنتُ وَجِيبَها=لَكِنَّنِي فِي السِّلمِ ثَغرٌ هامِسُ
غازَلتُ حَتَّى قِيلَ عَنِّي : ( صابِئٌ )=وَ رَثَيتُ حَتَّى قِيلَ عَنِّي : ( بائِسُ )
وَ رُؤِيتُ لِلعُذَّالِ رَأيَ طَرِيدَةٍ=وَ هُمُو لَدَيَّ طَرائِدٌ وَ فَرائِسُ
وَ أَنا هِزَبرُ الشِّعرِ دُونِي مَنْ عَوَى=وَ أَنا إِذا حُمَّ المَطِيُّ الفارِسُ
رُدُّوا إِلَيَّ القافِياتِ , فَقَدْ ذَوَتْ=بَعدِي , كَأَنَّ الشِّعرَ عُودٌ يابِسُ
رُدُّوا , فَقَدْ أَزرَى الهَجِيرُ بِرُوحِها=بَعدِي , وَ طالَ الزَّمهَرِيرُ القارِسُ
|
|