منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    الدعوة لإقامة مؤتمر دولي في ذكرى طرد العرب من الأندلس

    الدعوة لإقامة مؤتمر دولي في ذكرى طرد العرب من الأندلس

    السبت, 26 مايو 2007 01:38


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي طالب مؤرخون وباحثون عرب وأوروبيون بإقامة مؤتمر دولي في السنة 2009 في ذكرى مرور أربعة قرون على طرد العرب من الأندلس يكون محوره "الانعكاسات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية لطرد الموريسكين". جاء هذا في ختام أعمال المؤتمر العالمي الثالث عشر للدراسات الموريسكية الأندلسية الذي عقد في تونس الأسبوع الماضي. والموريسكيون هم المسلمون الذين عاشوا في بلادهم الأندلس بعد سقوطها واضطروا للتظاهر بالنصرانية، وكتبوا القرآن الكريم سراً باللغة العربية مقروناً بشروح وتراجم الالخميادية. و"الألخميادو" أي الأعجمية هي اللغة التي اتخذها الموريسيكيون بعد أن منعوا من استعمال العربية وقد عرفت "بأنها اللغة الرومانية القشتالية تكتب بأحرف عربية".
    والمؤتمر أقامته في تونس مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات واللجنة الدولية للدراسات الموريسكية الأندلسية واستمر ثلاثة أيام، وشارك فيه خمسون باحثاً من اسبانيا وباكستان وبورتو ريكو وتونس والجزائر والشيلي وفرنسا والولايات المتحدة. وكانت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات نظمت في الســنة 1992مؤتمراً تاريخياً دولياً لمنــاســـبة ذكرى مرور خمس مئة ســنة على سقوطغرناطة بمشاركة مائة باحث ومؤرخ من بلدان مختلفة. وعُقدت منذئذ سلسلة منالمؤتمرات الموريسكية التي نشرت المؤسسة أعمالها.
    وذكرت جريدة "الحياة" العالمية ان المؤتمر دار حول محورين رئيسين هما التأثيرات الشرقية في الأدب الألخميادي الموريسكي وتعاطي محاكم التفتيش مع الموريسكيين الأندلسيين في القرنين السادس عشر والسابع عشر في اسبانيا وأميركا اللاتينية.
    وقدمت خلال الجـــلسات العلمية التسع للمؤتمر 24 ورقة بالاسبانية والفرنسية، عرض فيها آخر ما توصلوا اليه الباحثون في أبحاثهم في مجال «الموريسكولوجيا»، معالجين بعض الاشكالات المتـــصلة بالمصطلحات الدينية الإسلامية والمســـيحية في المخطوطات الألخمـــيادية وكذـــلك علم الدلالة والسحـــر فـــي الأدب الأخـــميادي.
    وألقيت خلال المؤتمر أضواء على اللغة العربية لدى الموريسكيين المنفيين، وتوقف باحثون آخرون عند الآثار الباقية للمخطوط ودلالاتها تجاه المطبوع في الأوساط الموريسكية في أراغون، وطرحت أسئلة أخرى حول ما اذا كان الموريسكيون واعين عندما كانوا يكتبون باللغة اللاتينية مع أنها كانت في تلك الأيام لغة الكنيسة ومحاكم التفتيش. . وبدت الإجابة على السؤال عسيرةلأن اللغة العربية أبصرت موتاً افتراضياً وليس موتاً حقيقياً لكونالموريسكيين لم يتخلوا عنها أبداً، وانما حملهم الصراع الديني على تغييرلغتهم.
    ونادى المشاركون في المؤتمر بإنشاء مخبر للبحث يقوم ضمن أعماله بترجمة مئات الأعمال والأطروحات حول الذاكرة الجماعية للموريسكيين الأندلسيين، لكن باحثين آخرين دعوا للكف عن النظر الى الأدب الأخميادي الموريسكي دائماً في جانبه المتعلق بالجدل الديني فقط، وحضوا على تجاوز تلك النظرة المتفق عليها لإعطائه أهدافاً أخرى أساسية في علاقة مع الفعل السياسي.
    كما أثيرت مسائل أخرى حول محاكم التفتيش في اسبانيا وأميركا والمقاومة النسائية والشبابية وحول المدجنين، وهم المسلمون الذين عاشوا معلنين إسلامهم تحت حماية بعض أصحاب النفوذ النصارى في بداية عهد دولتهم، وكذلك حول وضعية الأبحاث والدراسات المعمارية الموريسكية الأندلسية في تونس خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وتزامن المؤتمر مع صدور أعمال المؤتمر الثاني عشر للدراسات الموريسكية بعنوان «الصور الأدبية للموريسكيين وكتاباتهم ولغتهــم في القرن الســادس عشر.
    المصدر: شبكة محيظ + جريدة الحياة (بتصرف بسيط)
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    في ذكرى الخروجأحفاد مسلمي الأندلس يحلمون بالعودةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيحي كالدريريا بغرناطة الذي استعاد أجواءه الموريسكية بفضل الهجرة المغربية (الجزيرة نت)


    حسين مجدوبي-غرناطة

    حملت الذكرى المئوية الرابعة لطرد المسلمين العرب (الموريسكيين) من إسبانيا -التي حلت يوم 9 أبريل/نيسان- مجددا أصواتا تطالب برد الاعتبار التاريخي لهم وتمكينهم من العودة إلى الأندلس، وبموازاة ذلك تبدو ثمة آراء أخرى ترى أن إسبانيا بدأت تستعيد تدريجيا أجواءها الموريسكية.

    والموريسكيون باللغة القشتالية هم مسلمو الأندلس الذين أجبروا على الرحيل من بلادهم إلى دول المغرب العربي بعد أن سيطر الإسبان على شبه الجزيرة الأيبيرية، فبدأ طرد العرب من الأندلس اعتبارا من عام 1609م بقرار من الملك الإسباني فيلبي الثالث.

    مؤتمر العودة
    ويبدو حنين العودة ما زال مشتعلا في قلوب أحفاد أولئك الموريسكيين. ويقول أحد أولئك الأحفاد المؤرخ علي الريسوني للجزيرة نت وهو من مدينة شفشاون "المغرب احتضن أكبر جماعة مطرودة من الموريسكيين مقارنة مع باقي مناطق العالم العربي والإسلامي".

    ويضيف "أقام الكثير منهم في مدن وقرى شمال المغرب مثل تطوان وشفشاون، ونظرا للقرب الجغرافي، حيث يمكن رؤية شواطئ الأندلس من الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق فإنهم يتطلعون إلى العودة لديار طردوا منها".

    أما المؤرخ عزوز حكيم من تطوان، فيقول للجزيرة نت "الموريسكيون تعرضوا لظلم تاريخي، وإسبانيا يجب أن تعتذر للمسلمين الموريسكيين وهذا مطلب تاريخي سنتشبث به، وهو ما أكدنا عليه في أول مؤتمر للموريسكيين جرى في مدينة شفشاون في فبراير 2002".

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيعلي الريسوني أحد منظمي مؤتمر الموريسكيين في شفشاون (الجزيرة نت)
    دور إسلامي

    ويؤكد الريسوني على المضي في عقد المؤتمر الثاني فيقول "سننظم المؤتمر الثاني في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل في شفشاون بدعم من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم وجمعية الدعوة العالمية وجمعية الدعوة في شفشاون بمشاركة باحثين من المغرب وإسبانيا والعالم الإسلامي وسنجدد مطالبنا كموريسكيين".

    ويرى بعض المهتمين بالتاريخ الأندلسي أن إعادة الاعتبار للدور الإسلامي والموريسكي بدأ معنويا، ففي الماضي كانت كتب التاريخ تعتبر المسلمين غزاة، ولكن المؤرخ أمريكو كاسترو (1885-1975) شدد على دور المسلمين في صنع الهوية الإسبانية في كتابه "إسبانيا وتاريخها: المسيحيون والمسلمون واليهود" وأسس لمدرسة جديدة في كتابة تاريخ اسبانيا.

    وعمليا، فمعظم كتب التاريخ الحالية تشير إلى حقبة المسلمين في إسبانيا على أنها "حقبة الثقافات الثلاث" وهو إقرار بأن الديانات والثقافات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية عاشت في أجواء من التسامح والحوار وقتها، تحت عباءة الحضارة العربية الإسلامية قبل أن تأتي محاكم التفتيش الكاثوليكية بعد سقوط الأندلس.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي مئات السياح ينظرون إلى غروب الشمس قبالة قصر الحمراء (الجزيرة نت)
    قانون جديد

    ولعل أبرز منعطف سياسي في ملف الموريسكيين هو قانون الحكم الذاتي الجديد الخاص بمنطقة الأندلس الذي يحوي بنودا تعترف بالحضارة الأندلسية بوصفها مكونا لهوية المنطقة، ويجعل من السياسي بلاس إنفانتي الذي اغتيل سنة 1936 إبان بداية الحرب الأهلية الإسبانية "الأب الروحي لوطن أندلسيا".

    وإنفانتي هو سياسي كان قد اعتنق الإسلام ونادى بعودة الموريسكيين. وأعلنت حكومة الأندلس مؤخرا أنها ستخصص احتفالات كبرى لمرور ألف سنة على تأسيس مملكة غرناطة، وهو حدث سيصادف عام 2013.

    ويرى عزيز الديش الباحث في علم الاجتماع من جامعة غرناطة أن جزءا من الموريسكيين قد عاد إلى إسبانيا فعلا. ويوضح في حديث للجزيرة نت أن الجالية المغربية تتجاوز سبعمائة ألف حيث إن عشرات الآلاف قدموا من مدن ذات طابع موريسكي مثل تطوان وشفشاون وفاس وسلا، ويعتبرون من أحفاد الموريسكيين "وعليه فهي عودة غير مباشرة للموريسكيين إلى هذا البلد الأوروبي الذي طردوا منه".

    ومن جهته يرى محمد المودن الباحث من جامعة أشبيلية أن الأهم هو الوعي الإسباني بأهمية حقبة الأندلس، ويوضح أن هناك عشرات الكتب التاريخية التي تصدر سنويا تعترف بفضل هذه الحضارة.
    المصدر:الجزيرة
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    مسرحية "من أجل بياتريس" لعلي اللواتي: مأساة الموريسكيين النازفة على مرّ (...)
    مسرحية "من أجل بياتريس" لعلي اللواتي: مأساة الموريسكيين النازفة على مرّ التاريخ


    الاربعاء 12 كانون الأول (ديسمبر) 2007، بقلم حسن بن عثمان

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ثمة فنون من الكتابة لا تنهض بأعباء تحقّقها بمفردها وتظل دائما في حاجة لمن يكمّلها لكي تكون، مثل الكلمات للأغنية أو السيناريو للسينما أو المسرحية للركح والعرض الفرجوي، وفي قلة من الأحيان ترتقي مثل تلك الفنون غير المكتملة بطبيعتها إلى منزلة النصوص الإبداعية المكتفية بذاتها، ومنها هذا النص المسرحي الذي نحن بصدده: "من أجل بياتريس"، وهو مسرحية في خمسة فصول لكاتبها علي اللواتي، الذي لا ينفك يخوض بجدارة وتفوّق غمار فنون إبداعية شتّى دون تشتّت ولا إخلال. رسّام وناقد للفن التشكيلي، شاعر وله ترجمات مرجعية من اللغة الفرنسية وكاتب كلمات للعديد من الأغاني التونسية، سيناريست أثرى التلفزيون التونسي بمسلسلات ممتازة لاقت ترحيبا ونجاحا لم يسبق أن حظي بمثلهما كاتب قبله، وكانت له في سنة 2005 تجربة مسرحية مع المخرج محمد إدريس بعنوان "المتشعبطون"… يباشر علي اللواتي مختلف هذه الفنون مشحونا بكل مواهبه وسعة ثقافته وحسّه الإنساني الجمالي الرفيع.
    من أجل بياتريس حوارية مسرحية متصلة يتنامى سردها من فكرة محورية نوجزها فيما تعرض له ما تبقى من المسلمين على أرض الأندلس من تنكيل وشقاء بعد قرار طردهم سنة 1609م خلال تلك الحقبة التاريخية التي شهدت ديوان التحقيق، أو محاكم التفتيش ذائعة الصيت، بعنفها ووحشتها وفظاعاتها وإبادتها الدموية لكل من يشتبه في إسلامه أو في أصوله الإسلامية والعربية. ولا نخال علي اللواتي إلاّ من سلالة بعيدة لمسلمين أندلسيين أطردوا أو فرّوا من وطنهم في موجات متلاحقة بداية من سقوط غرناطة عام 1492 وظلّوا أكثر من قرن وربع في تيه وضياع تنكر لهم فيه الدهر وانعدمت أمامهم سبل الرجاء، وذلك فصل من الحضارة الإنسانية شديد السواد والقتامة دالت فيه الدول وتطاحنت الأديان والمعتقدات لتسحق الإنسان وتهرس لحمه وتذرو للريح طحين عظامه.
    بشجن في اللغة وألم نبيل لا تأوّه فيه، وبمواقف كئيبة مضمّخة بالمفارقة والسخرية، وبحوار لا ثرثرة فيه ولا احتداد ولا صراخ، بما يجعل الوجع مبثوثا في التفاصيل غير المرئية، بل الموحى بها. من هناك تتقلّد الشخصيات المسرحية أدوارها اللغوية وتنهمك في تفاعلاتها القاسية التي تتستّر عليها وتلوذ بالتلميح والهمس والمخاتلة والخلسة، في معادل فني موضوعي لواقع تاريخي يحتّم الخفاء والتقيّة ومداهنة الإكراهات والظروف المليئة بالتهديد. إنها شخصيات معذبة تتحايل على بقاء يتهدده الترويع والتنكيل والفناء في كل حين.
    يهدي علي اللواتي مسرحيته إلى "الشعب الذي ألغى وجوده التاريخ فولّى كأمس الدّابر ولم يبق من ماضيه غير آثار متلاشية وأخبار في بطون الكتب ينقّب عنها الباحثون ويجتمعون لها بين الحين والحين في المجامع الأكاديمية لتدارسها ببرود أدوات العقل وحياد مناهجه، كما يُتدارس انقراض حيوانات بائدة… إلى الذين ذاقوا فرادى وجماعات أبشع أساليب التنكيل وأبعده شذوذا عن الفطرة الإنسانية على يد مؤسسة قامعة تستند إلى سلطة سياسية عنصرية وتزعم أن من الحبّ المسيحي إزهاق الأرواح والعبث بالأجساد… إلى الأمة الموريسكية من أهل الأندلس وإلى جميع ضحايا ديوان التفتيش من بني الإنسان، عسى تبقى الذّكرى حيّة في وجدان الإنسانية ويظل الجرح نازفا في ذاكرتها الشقيّة".
    ولعلّ فضل هذه المسرحية، إضافة إلى قيمتها الفنية العالية، محاولتها التذكير بذلك الجرح النازف في الذاكرة الشقية، الذي سيكون مدار هذا التقديم، بعد الإشارة المكثفة لما تنطوي عليه هذه من أحداث وملابسات وحيل فنية.
    يتخذ المؤلف من لعبة الأقنعة تخطيطا لعمله. أقنعة الأدوار والوظائف والأمكنة والأسماء. مكان المسرحية هو خان "الماتامور الأحمر" للمسافرين، يقع على طريق جبلي منعزل يربط بين طريف ومدينة قادش بجنوب إسبانيا. أما الزمان فهو سنة 1634 في عهد "صاحب الجلالة فيليبي الرابع دي هابسبورغ" صاحب ممالك إسبانيا والمكسيك والبيرو وغيرها. شخصيات المسرحية الحاضرة على ركح الكتاب ثلاث عشرة شخصية، الثلاث الأولى هي الأكثر محورية: البنت بياتريس واسمها الأصلي زهراء، والأم إيزابيلا واسمها الأندلسي فاطمة، والأب أندرس واسم مولده أحمد بن محمد بن محمد ابن أبي بكر بن أبي القاسم البطليوسي ويتصل نسبه بالعرب القيسية… ثلاث شخصيات موريسكية لا تفضي بهوياتها دفعة واحدة لكنها تخلع أقنعتها الواحد إثر الآخر، نجدها تدير خانا تمتلكه وتقدم فيه المأكولات والمشروبات من خمور ونبيذ وما يتناسب معه من ترفيه للزبائن، وتعمل أثناء ذلك تلك الشخصيات ما في وسعها لإخفاء أصولها الإسلامية وطمس معالم هويتها الدينية. من ثمة تتفاعل الأحداث في المسرحية ويصل تطوّرها الدرامي إلى مثول هذه الشخصيات، مع شخصيات أخرى، أمام محكمة تفتيش افتراضية يرأسها "قاضي الأوبيريت" في ضرب من التمثيل المضاعف، حيث يؤدي الممثل دوره في المسرحية بصفته ممثلا لا بصفته يقوم بدور شخصية من الشخصيات، وهذه الحبكة الرشيقة في الفصول الأخيرة من المسرحية أضفت على النص عمقا ونأت به عن المحاكاة في أطوارها المعهودة.
    يقول أحد شخصيات المسرحية مخاطبا قاضي التفتيش: "أنا ألفارو غنزاليس يا قاضي الأوبيريت!… ألا تكفي شناعة المأساة في الواقع حتى تطنب وتتفنّن في تمثيلها؟!" (…) يجيبه قاضي التفتيش: "آه يا صديق قلبي لقد ولجت عوالم غريبة فنسيت نفسي ووقفت على حقائق إنسانية مذهلة وأنا أستمع إلى هؤلاء النّاس وأحاورهم… ما أروع الفنّ!… سأكتب هذه المأساة في يوم ما وأرجو أن تطوف بمسارح العالم!" وحين يزيح الإسكيم الذي يغطي وجه القاضي فيظهر رأسه بلحية وشعر طويل يقول ألفارو غنزاليس: " (هذا) دييقو دي هينيستوزا ممثّل عظيم وأحد شعرائنا المسرحيين ولكن ديوان التفتيش ما يفتأ يلاحقه لأن مسرحياته متأثرة بمذهب إيراسموس الإنساني… لقد ترك الفن للاشتغال معنا في التهريب… إنه من رجالي الذين أعوّل على فنّهم لتضليل الجمارك بين إشبيلية وقادش"…
    من المعلوم أن كل تلخيص لعمل ما هو انتهاك له وتشويه، والأمر يكون أفدح مع الأعمال الفنية. لكن من المفيد إزاء هذه المسرحية أن نحيطها ببعض المعطيات والمعلومات التي تضعها في سياقها التاريخي ومعناها الإنساني، للمساعدة في استعادة بعض ملامح عملية وحشية لم يشهد التاريخ البشري مثيلا لها من حيث الإكراه على العقيدة والتنصير العنيف لآلاف من أهل الأندلس المهزومين، المسلمون منهم واليهود، على قلة نسبتهم مقارنة بالمسلمين.
    ألمحنا آنفا أننا لا نخال علي اللواتي كاتب هذه المسرحية إلاّ من أصول أندلسية بالنظر إلى أن تونس قد استقبلت مائة ألف موريسكي أوائل القرن السابع عشر الميلادي. ومائة ألف رقم كبير بمقاييس ذلك الزمن وبمقاييس وقتنا الحالي، سيورث لا محالة ذاكرته الدامية من الأسلاف للأخلاف عبر تعاقب الأجيال والسنين، ولعلّ علي اللواتي حفيد بعيد للموريسكيين شاء له الحظ أن يغمس ريشته في جرح أسلافه النازف ليصوغ مسرحية متوهجة بألوان لها حرارة الأرواح المستغيثة تنبعث من أجسام وقع التنكيل بها بلا شفقة ولا رحمة ولا مروءة.
    نقرأ في موقع الأندلس للأخبار: " سقطت غرناطة –آخر قلاع المسلمين في إسبانيا- سنة 897هـ=1492م، وكان ذلك نذيرًا بسقوط صرح الأمة الأندلسية الديني والاجتماعي، وتبدد تراثها الفكري والأدبي، وكانت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ؛ حيث شهدت تلك الفترة أعمالاً بربرية وحشية ارتكبتها محاكم التفتيش؛ لتطهير إسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين، وإبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون من الزمان. وهاجر كثير من مسلمي الأندلس إلى الشمال الإفريقي بعد سقوط مملكتهم؛ فرارًا بدينهم وحريتهم من اضطهاد النصارى الإسبان لهم، وعادت إسبانيا إلى دينها القديم، أما من بقي من المسلمين فقد أجبر على التنصر أو الرحيل، وأفضت هذه الروح النصرانية المتعصبة إلى مطاردة وظلم وترويع المسلمين العزل، انتهى بتنفيذ حكم الإعدام ضد أمة ودين على أرض إسبانيا. ونشط ديوان التحقيق أو الديوان المقدس الذي يدعمه العرش والكنيسة في ارتكاب الفظائع ضد الموريسكيين المسلمين المتنصرين، وصدرت عشرات القرارات التي تحول بين هؤلاء المسلمين ودينهم ولغتهم وعاداتهم وثقافتهم، فقد أحرق الكردينال خمينس عشرات الآلاف من كتب الدين والشريعة الإسلامية، وصدر أمر ملكي يوم 22 ربيع أول 917هـ=20 يونيو 1511 يلزم جميع السكان الذي تنصروا حديثًا أن يسلموا سائر الكتب العربية التي لديهم، ثم تتابعت المراسيم والأوامر الملكية التي منعت التخاطب باللغة العربية وانتهت بفرض التنصير الإجباري على المسلمين، فحمل التعلق بالأرض وخوف الفقر كثيرًا من المسلمين على قبول التنصر ملاذًا للنجاة، ورأى آخرون أن الموت خير ألف مرة من أن يصبح الوطن العزيز مهدًا للكفر، وفر آخرون بدينهم، وكتبت نهايات متعددة لمأساة واحدة هي رحيل الإسلام عن الأندلس".
    ولمزيد التوسّع والاستزادة حول المأساة الشاذة التي عاشها المريسكيون يمكن تصفح الكثير من المواقع على النت بمجرد كتابة اسمهم. ويهمنا هنا أن نصغي إلى تصريح لأكبر مختص عربي في تاريخ الموريسكيين الأستاذ المتميز عبد الجليل التميمي: "كنت أول باحث عربي يصل إلى الوثائق التركية في استانبول منذ 1965 وحيث تعلمت التركية واكتشفت في أرشيف تركيا أرصدة هائلة من المعلومات الأساسية التي تتناول تاريخ الإيالات العربية أثناء العصر العثماني، كما عثرت على وثائق كثيرة تهتم بالأندلس، ولا سيما منذ سقوط غرناطة عام 1492 وبقاء المسلمين 120 سنة إلى أن تم طردهم عام 1609.
    وقد بينت هذه الوثائق الترابط السياسي بين الدولة العثمانية والموريسكيين، لذا قمنا بتوظيف هذه المعلومات ونظمنا 13 مؤتمرا حول هذا الملف الغائب تماما من العالم العربي والإسلامي، واهتممنا بفترة أواخر العرب المسلمين في الأندلس.. لأن المأساة التي عاشوها جديرة بأن يعرفها كل عربي ومسلم، وأعتقد أن ما عاناه هؤلاء الموريسكيون الأندلسيون، لم يشهد التاريخ البشري مثيلا له على الإطلاق، وقد حافظنا على الذاكرة الجماعية الموريسكية من خلال دعوة أهم الباحثين والخبراء الدوليين في هذا الاختصاص. ونحن نعمل على أساس أن هذا التراث الأندلسي هو تراثنا وحضارتنا. فقد خصصت مؤسسة التميمي أكثر من 600 دراسة أكاديمية جديدة حول هذا الموضوع ونشرت بالإسبانية والفرنسية، وقليل بالعربية".
    سبق لمؤسسة التميمي البحثية الخاصة أن نظمت مؤتمرا حول الذكرى 500 لسقوط غرناطة في عام 1992 وستعمل هذه المؤسسة المجتهدة لعقد مؤتمر عالمي في سنة 2009 بمناسبة مرور 400 سنة على طرد العرب المسلمين، وسيكون من أهداف المؤتمر المطالبة برد الاعتبار للحضارة الإسلامية التي عمّرت إسبانية طيلة ثمانية قرون. وعن ذلك يقول الأستاذ التميمي "قدمت إسبانيا اعتذارا لليهود على طردهم ولم تقدم اعتذارا للعرب المسلمين الذين خلفوا حضارة فكرية ومعمارية خالدة ولا مثيل لها، وساهمت بشكل غير مباشر في تجديد النهضة الغربية.. والآن هناك 50 مليون سائح يأتون إلى إسبانيا بفضل هذا التراث المعماري الأندلسي. والسبب الآخر هو العمل على تضافر الجهود من أجل إبراز الجوانب الحضارية والإيجابية للوجود العربي في الأندلس ومطالبة السلط الإسبانية العليا تقديم اعتذار حضاري للمأساة التي ألحقت بالموريسكيين الأندلسيين، على غرار ما قام به رئيس جمهورية البرتغال. ولعل السبب في عدم تقديم اعتذار منذ مطالبتي بذلك من 16 سنة، هو أن العالم العربي والإسلامي، لا يهتم بهاته الإشكالية الحضارية الأساسية".
    إنها دعوة تمثّل شفاء ممكنا لجروح حضارية يتعيّن أن تكفّ عن النزيف، وينبغي تعميمها (الدعوة) ومؤازرتها في سبيل تصفية التاريخ من أحقاده وضغائنه ليصفو الحاضر ويستوي المستقبل خاليا من العداوات الدينية والضمائر المحتقنة الممزقة.
    ختاما، جدير أن لا ننسى الاستهلال في الصفحة الأولى من مسرحية "من أجل بياتريس" لعلي اللواتي، كونتراست للنشر، سوسة ـ تونس/ الطبعة الأولى أفريل 2007، الذي جاء على لسان ملك فرنسا فيليب لوبيل (1268ـ1314) متحدثا عن إسبان تلك الحقبة السوداء: "لقد أقدموا على اقتراف أعمال آثمة وغير إنسانية متستّرين بالتّقوى…"
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    "لقد أقدموا على اقتراف أعمال آثمة وغير إنسانية متستّرين بالتّقوى…"


    و كثيراً نخشى من الوقوع في بئر هذه الجملة مرة ثانية ،
    لننهض ، قبل السقوط ، فالآبار أكثر ،


    و سبحانه وتعالى القائل في كتابه الكريم
    "وكان حقاً علينا ننجِ المؤمنين"
    "وكان حقاً علينا نصرالمؤمنين"

المواضيع المتشابهه

  1. مؤتمر دولي إشكالية مناهج البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-25-2018, 05:15 AM
  2. مؤتمر دولي في نواكشوط بعنوان : فقه المرحلة واقع وآفاق
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-10-2012, 03:43 AM
  3. هل يطلب المسلمون الإذن من الغرب لإقامة دولتهم؟! للدكتور راغب السرجاني
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان الفلاشات والصوتيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-20-2011, 12:45 PM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-25-2010, 06:17 PM
  5. معرض لإحياء ذكرى خروج العرب والمسلمين من غرناطة
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-27-2009, 01:50 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •