هي حادثة فظيعة فعلا...
كتب الله أن تكون هي موضوع قصتي فكيف رآها الناس فلم يحفلوا بها ولم يأبهوا لها؟أفسدت الأخلاق وضاعت المروءات حتى لا ننكر
الأمر النكر ,وهل نامت الحكومة نومة أهل الكهف حتى ما تدري بالدم يسيل في شارع من أكبر شوارع دمشق؟
لقد سكت الجميع حتى أنسباء القتيل قد ناموا عن دمه, وقعدوا عن الثأر ولم يتقدم أحد منهم شاكيا ولا مدعيا,لأن القاتل كما قالوا,عازم على ذبحهم كلهم إن قدر عليهم,وماضيه حافل بمثل هذه الجرائم.
فما سلا هذا السكوت
لقد علمت السر بعد يا سادة!!
ذلك أن المسكين الشهيد كان خروفا من خرفان الضحية,وأن القاتل كان جزار الحارة وأن الناس شاركوه في جرمه,فأكلوا لحم الذبيح مشويا ومقليا ومطهيا ,وأكلت معهم ,ونيت من طيب اللحم هذا المشهد...
هذه هي الحياة ,يموت المسكين لنستمتع نحن بأكلة طيبة. فكلوا منه أيضا واشربوا هنيئا مريئا بالأكل عن مطالبتي بالقصة ,وكل عام وأنتم بخير
عن كتاب "صور وخواطر " بتصرف ص 70 /علي الطنطاوي