شعر : مصطفى حسين السنجاري
لكَ الحمد يا ربّ هذي الحناجرْ
بحمدِكَ تشدو وهذي المحاجرْ
فلا الطيرُ يبقى رهين اغترابٍ
ولا رهْنَ منفاه يبقى المُهاجِرْ
ولا العشبُ يخلَد تحت الصخورِ
ولا الشعبُ يبقى بضاعةَ تاجرْ
نبارك في الشامِ صحوةَ شعبٍ
فما جنتِ المشتهى كفُّ خائرْ
ينالُ صمودُ الشعوب خلودا
ولكنّ مكرَ الطواغيتِ بائرْ
ليعلمَ كلّ الطغاة بأنّ
على الظالمين تدور الدوائرْ
فمَن مبلغٌ ذلك الألعبانَ
بأنَّ الذي ينطحُ الطّودَ خاسرْ
إذا شدَّ حرّ حزامَ الطموحِ
فصوتُ الرصاص كعزف القياثرْ
هلا تسأل النفسَ ساعةَ وعيِ
لعلّكَ تدركُ أينَ القياصرْ
كما قد أتيتَ وغيرُكَ ماضٍ
سيأتي سواكَ وأنتَ تُغادرْ
سترحلً أنت وغيرُك آتٍ
وتبقى الشعوبُ تخطُّ المآثرْ
كدأبِ النهور تروح مياهٌ
وتأتي مياهٌ .. وتبقى السواترْ
فلا باركَ اللهُ مكرَ الحقودِ
ولا هنَّأَ اللهُ مُهجةَ غادرْ
ومَنْ يزْرعِ الخيرَ ملءَ الحقولِ
سيجنِ من الخيرِ ملء البيادرْ
عجبتُ إذا ما توثَّبَ شعبٌ
وبعضُ الطواغيتِ بالغيّ سادرْ
تُحمحم مثلَ النهور خطاهُ
هو النهرُ بل مثلُه النهرُ هادرْ
فنقلُ الجبال من المستحيلِ
ولكن إذا شاءَ شعبٌ فقادرْ
بل المستحيلُ بقاءُ الطغاة
وشاهدةٌ أمهات المصادرْ
فلا صادرٌ عند واردِه
ولا واردٌ حين يصبح صادرْ
وحقّ الشعوب مباحٌ مشاعٌ
له الويلُ إمّا شقيّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ٌّّّّّّّّّ يُصادرْ
وكم ظالمٍ رامَ سحقَ الشعوبِ
فداستهُ أقدامُها بالـ(قنادرْ)
وصارَ لمن يرعوي عبرَةً
تحلّي المجالس مثل النوادرْ
فبادرْ إلى السلمِ حيث الملاذُ
وشرّ الطواغيتِ مَن لم يبادرْ