أشكر الأخت زيناء على طرح هذا الموضوع .
الحقيقة إنه موضوع هام , ويحتاج إلى معرفة أسباب هذا التباين في المفاهيم , وأسباب حدّة الخلاف الذي قد يصل إلى البغضاء والقطيعة , وهنا نتسائل :
هل هو تخلف فكري بالرغم من أن الذي يحاورك عالم بالفلسفة أو فقيه بعلم الاجتماع؟ , أم أنه فائض فكري , وبه يريد المتحاور أن يسيطر عليك وعلى أفكارك ليتربع على كرسي المعرفة ومنبر التفوق ؟ .
الأمور تبقى يشوبها الغموض , لأن الحوار ضروري , ولكن ليس في كل الأمور , فهل توجد نتائج إيجابية بين حوار الديانات , أم أن الخلاف والعداوة بينهما ستبقى إلى أن يرث الله الأرض وما عليها ؟
هل الحوار بين مغرور عاقل , وبين متواضع جاهل قد يجدي نفعاً بينهما ؟
لذا فإنني أقول : إن العمق الفكري لأي شخص لا يعني استقامته أو يعني نظافة سريرته , فقد يكون الحقد والكراهية متأصلة في أحشاء قلبه , نتيجة التطورات السياسية والاجتماعية والدينية والطائفية , أو وجود الثأر والانتقام من أحد الأطراف المتنازعة , من غير أن ينظر أحدهم إلى ما يسببه الخلاف والقطيعة من دمار على الممتلكات والأرواح .
هل لأن كونه عربي وقد خاض ويلات الحروب والقتل والتشريد , فلا يثق بأحد , لا بفكره ولا بمعتقداته , ولا بفلسفته , ولا بحدود دولته , ولا بجنسيته , ولا بقوميته , ولا بانتمائه الديني أو الوطني , قد يكون هذا هو السبب ,
فترى الواحد منا , يتكلم عن أدب الحوار , ويتكلم بلفسفة التصالح بين المتخاصمين , وتراه ألد الخصام , وترى العيب بنفسه قبل أن يلتصق العيب بغيره , هذه مصيبتنا نحن , ونرجو من الله العفو والعافية .