طريقة عمل عقلكم الباطن :
هناك مستويان لعلقكم المستوى الواعي و المستوى اللاواعي ( العقل الباطن ) ، فأنتم تفكرون بعقلكم الواعي ( او اي شيء تفكرون فيه باعتياد ) ، فهذا التفكير المعتاد يغرق في عقلكم الباطن الذي يبدع طبقا لطبيعة أفكاركم ، ان عقلكم الباطن يمثل مركز العواطف و الانفعالات و الابداع
فاذا فكرتم في الخير ، سوف يتدفق الخير في عقلكم الباطن ، و اذا فكرتم في الشر سوف يتدفق الشر في عقلكم الباطن ، اذا هذه هي طريقة عمل عقلكم الباطن
وهناك حقيقة عليكم ان تعرفوها وهي أن عقلكم الباطن يتعامل مع أفكار الخير و الشر على حد المساواة
فمثلما قلنا ، عندما يكون تفكيركم المعتاد بطريقة سلبية فإنه يكون السبب وراء فشلكم و احباطكم و تعاستكم ، ومن ناحية آخرى اذا كان تفكيركم المعتاد بطريقة ايجابية بناءة ، فإنكم ستتمتعون بالصحة الجيد و النجاح و الرفاهية وتحققون سعادتكم
هل تعلمون ماهو قانون عقلكم ؟
قانون عقلكم هو انكم ستحصلون على استجابة او رد فعل من عقلكم الباطن وفقاً لطبيعة الفكرة التي تحتفظون بها في عقلكم الواعي
ااذا يتقبل عقلكم الباطن ما يطبع بداخله او يؤمن به عقلكم الواعي ، انه لا يجادل عقلكم الواعي بل يطبق الاوامر على انها صحيحة وصادقة _ حتى لو كانت عكس ذلك _
ويشير علماء واطباء النفس إلى ان الافكار عندما تنتقل إلى عقلكم الباطن فانها تحدث انطباعات من خلايا المخ ، و بمجرد ان يتقبل عقلكم الباطن اية فكرة فانه يبدأ في الشروع فورا في وضعها موضع التنفيذ ، ويعمل عقلكم الباطن من خلال ربط الافكار باستخدام كل معرفة اكتسبتموها في مراحل حياتكم لتحقيق الغرض المنشود ، ويعتمد عقلكم الباطن على الطاقة و القوة و الحكمة اللامحدودة الكامنة في داخلكم ، و في بعض الاحيان يظهر عقلكم أنه قادر على التوصل لحل فوري لمشاكلكم ، ولكن في اوقات آخرى قد يأخذ الامر أياما و اسابيع او أكثر من ذلك ، فاساليبه تفوق الحصر
** العقل الواعي يقال عنه احيانا بأنه العقل الظاهري ، اي انه يتعامل مع الاشياء الظاهرية و الخارجية ، و يكتسب الادراك و المعرفة للعالم الظاهر ، حيث يتعلم عقلكم الواعي من خلال الملاحظة و التجربة و التعليم ، ووسائل هذا العقل في الملاحظة هي الحواس الخمسة ، اي ان عقلكم الواعي موجه في اتصالكم بالبيئة المحيطة بكم ( البيئة الخارجية ) ، وان اعظم وظيفة لعقلكم الواعي هو التفكير
فمثلا لنفترض ان كل منكم ذهب إلى مكان محبب حيث الطبيعة الخلابة ، و المناظر الجميلة ، والانهار الجارية وما إلى غير ذلك ، ستستنتجون ان هذا المكان جميل بناء على ملاحظتكم لهذه المناظر والحدائق و الانهار فهذا ما توصل إليه عقلكم الواعي ( الظاهري )
** أما عقلكم اللاواعي او الباطن و الذي يسمى ايضا بالعقل الغير ظاهري ، يفهم عن طريق الحدس او البديهة ، وهو مركز للعواطف و الانفعالات و مخزن الذاكرة كما تم توضيحه سابقا ، ويمتلك عقلكم الباطن القدرة على رؤية كل ما هو واقع وراء نطاق البصر وهو ما يطلق عليه الاستبصار او حدة الادراك
فالعقل الباطن هو الذكاء الذي يظهر عندما يكون العقل الواعي في حالة نعاس او نوم او هدوء
في المحاضرات السابقة عرفنا قانون العقل الباطن و هو ان عقلكم الباطن لا يجري المقارنات ، و لا يستخدم المنطق ولا يعتقد في الاشياء خارج نطاق ذاتيتها
ايضاهناك قانون آخر للعقل الباطن سنضيفه اليوم وهو ان عقلكم الباطن مذعن للايحاء أي سهل الانقياد
قد يتسائل احد منكم : ما هو الايحاء ؟
الايحاء هو عمل او سلوك يستهدف وضع شيء ما في ذهن و عقل احد الاشخاص و هو عملية عقلية يقبل الشخص من خلالها الفكرة التي اوحيت إليه و يضعها موضع التنفيذ
** عندما اتحدث عن الايحاء أكثر سيسهل عليكم فهمه **
القوة الرهيبة الكامنة في الايحاء
إليكم هذا المثال الذي يوضح القوة الرهيبة للايحاء ، لنفترض ان احد طاقم سفينة اقترب من احد ركاب سفينة يبدو عليه القلق و الهلع ، وقال له ( انك تبدو مريضا ، ان وجهك يبدو عليه الشحوب ، انني اشعر بأنك ستصاب بمرض دوار البحر ، دعني اساعدك في الوصول إلى كبينتك ) سيتحول لون وجه الراكب إلى الاصفر ، فهل تعلمون لماذا ؟
لان ايحائه للراكب بأنه سيصاب بمرض دوار البحر ارتبط بمخاوف الراكب ذاته و هواجسه ، و قد قبل الراكب مساعدته له للوصول إلى كبينته وبالتالي اصبح ايحائه له أمرا واقعياً
ولكن تختلف ردود الفعل تجاه نفس الايحاء
في الواقع ان الناس على اختلافهم يظهرون ردود فعل متباينة تجاه نفس الايحاء بسبب حالة العقل الباطن او معتقداته ، فلنفترض ان احد طاقم السفينة ذهب إلى راكب آخر وقال له( انك تبدو مريضا جدا ، الا تشعر بأنك مريض انت تبدو لي أنك ستصاب بدوار البحر) وهنا اما ان يسخر من دعابته او لا يهتم بحديثه ، اذاً احائه للراكب بمرض دوار البحر لم يجد آذاناً صاغية من جانبه لان ايحائه هذا ارتبط في ذهنه بالمناعة ضد هذا المرض و بالتالي لا يسبب هذا الايحاء أي خوف أو قلق و لكنه يحقق الثقة بالنفس
اذا كل انسان لديه مخاوفه الخاصة داخل نفسه ، و لديه معتقداته و آراؤه ، و هذه الافتراضات الداخلية هي التي تحكم و تدير حياتنا ، و هذا الايحاء او الافتراض لا يمتلك القوة في حد ذاته إلا في حالة قبولكم له عقليا ، وهذا يؤدي إلى تدفق قوى عقلكم الباطن بطريقة مكبلة بالقيود ، ووفقا لطبيعة الافتراض أو الايحاء
القوة البناءة و الهادمة للايحاء
كثير ما نصادف في حياتنا ايحاءات من قبل الاخرين و هذه الايحاءات تسمى بالايحاءات المتغايرة اي الايحاءات التي تأتي من شخص آخر ، و قد تكون بناءة و قد تكون هادمة
فقد يستخدم البعض الايحاء في التدريب على الضبط و السيطرة على النفس ، و لكنه للاسف يستغل في قيادة الاخرين الذين لا يعرفون قوانين العقل و السيطرة عليها
واذا استخدم في شكله البناء يعطي شيئا رائعاً ، بينما اذا استخدم في شكله السلبي والهدام يصبح من اكثر العوامل الهدامة لانماط استجابة العقل و ينتج عن هذا الجانب السلبي للايحاء انماط من البؤس و الفشل و المعاناة و المرض
فكثيرا منا ، في مراحل حياته قابل ايحاءات سلبية من قبل الاخرين او من قبل انفسنا قد نقبلها بدون وعي ومن هذه الايحاءات ( انت لا تستطيع ) ( إنك لن تبلغ او تصل إلى اي شيء ) ( انك سوف تفشل ) ( ما الفائدة لا احد يهتم ) ( ان الامور تزداد سوءا ) ( انك لن تستطيع ان تحقق النجاح ) ( ستصبح قريبا مفلساً )
ان هذه الايحاءات تهدم الانسان و تحطمه فاحذروا اعزائي ، لا تطلقوا هذه العبارات على النفسكم ، فكل انسان لديه قوة و طاقة و موهبة سيتطيع ان يصل إلى ما يريد ، ويمكنكم رفض الايحاءات السلبية التي يطلقها الاخرين اتجاهكم ، فانتم لستم مضطرين بأن تتأثروا بايحاءات هدامة من الغير
انظروا حولكم اعزائي ستجدون ان الاصدقاء و الاقارب و الاخوة كل منهم يسهم في حملة من الايحاءات السلبية ، و سوف تجدون الاكثير من هذه الايحاءات غرضها ان تجعلكم تفكرون و تشعرون وتتصرفون مثلما يريد الاخرون و بالوسائل التي تحقق مصلحتهم و للاسف ، فلا تسمحوا لهذه الايحاءات بهدمكم
سأحكي لكم قصة حدثت معي متعلقة في الموضوع
** عندما كنت في الثالثة عشرة من العمر ، كانت لدي مدرسة لا تحب احدا ، دائما تحبط الاخرين ، الكل كان يجتنبها ، في كل مرة عندما اشارك معها في الفصل و اجيب على اسألتها التعجيزية كنت اشعر بالنصر ، و لكنها بدل ان تشجعني كانت تحبطي ، كانت تقول لي كثيرا من الكلمات السلبية ( هل تعتقدين انك صنعت صاروخا ؟ هذا سؤال سهل ) ( لن تستطيعي الاجابة على السؤال لانك فاشلة ) وعبارات أخرى هادمة ، رغم اني كنت متفوقة ، بعد فترة اصبت بالاحباط و تدنى مستواي الدراسي ، لاني سمحت لهذه الايحاءات بدخولها لعقلي الباطن ، ولكن انقذتني مدرسة رائعة ، الكل يحبها و يشهد باخلاقها العالية و حبها للاخرين ، وكانت تقول لي دائما ( انك رائعة ) ( انا متيقنة بنجاحك ) ( لديك مواهب لا يملكها الكثيرين فاستغليها ) ومن هذه العبارات التي اعادت ثقتي بنفسي و عدت مرة آخرى من المتفوقات فجازاها الله خيرا مدرستي الفاضلة التي لن انسى صنيعها ابدا ، اذاً هنا طرد عقلي الباطن العبارات السلبية واستبدلها بالعبارات الايجابية
كم هو جميل ان نساعد انسان في اعادة بناء نفسه واعادة الثقة إليها ، بدل من هدمه ، فلماذا لا نبدأ نحن اولا في انفسنا لنشعر بالسلام و السعادة ثم ننشر هذه السعادة في الاخرين
قدرة عقلكم الباطن على المعجزات
عليكم ان تدركوا ان عقلكم الباطن و عقلكم الواعي يتفاعلان ويتداخلان بين بعضهما البعض و يعملان معاً باتفاق و انسجام و سلام ومع الوقت سوف تحصلون على السعادة و السلام و البهجة و لن يكون هناك مرض او اضطراب عندما يعمل عقلكم الباطن و الواعي بانسجام و هدوء ، فلذلك اجعلوا افكاركم بناءة ، ايجابية ، صادقة لتحققوا هذا الهدوء والانسجام
ان عقلكم الباطن يسيطر على كل الوظائف الحيوية في جسمكم ، فمثلا عندما يحدث اضطراب ذهني ( قلق ، خوف ، ضيق ، ...الخ) فان دقات القلب قد تتسارع ، الجلد قد يفرز كميات من العرق ، الرئتان قد يصعب عليها التنفس وهكذا ، و افضل اجراء لمواجهة ذلك هو الاسترخاء و التحدث لعقلكم الباطن و اخباره يضطلع بسؤولية التنظيم بطريقة هادئة بها انسجام و في تلك الحالة ستجدون ان جميع وظائف جسمكم تعود لطبيعتها ، تأكدوا إنكم تتحدثون لعقلكم الباطن بصيغة المسؤول و بالاقناع و سوف يستجيب لاوامركم
هل تعلمون ان كل منكم لدى عقله الباطن قوة شفاء ، و لكن يحتاج لاطلاق كوامن هذه القوة ليحقق النتيجة التي يريدها ، فالشفاء الذاتي يظل أكبر دليل على قوة الشفاء لدى العقل الباطن
سأذكر لكم قصة حدثت بمنطقة لوردز الفرنسية ، وهي حالة امرأة اسمها بييري ، هذه المرأة اصيبت بالعمى ضمرت الاعصاب البصرية و أصبحت عديمة الجدوى ، ذكرت احدى المجلات الفرنسية عن هذا الموضوع ( فقالت ) استطاعت تلك السيدة التي اصيب العصب البصري لديها بضمور استعادة بصرها بشكل لا يصدق و استعاد العصب البصري عمله و فائدته كما اقر بذلك العديد من الاطباء بعد فحصها عدة مرات و بعد مرور شهر و خلال اعادة فحص عين السيدة وجد ان آلية الرؤية إليها عادت إلى طبيعتها بعد ان كانت لا ترى فيهما
وعرف ان السيدة بييري كان لدى لديها الثقة العظيمة بنفسها و قوة عقلها الباطن و وأمتلأ قلبها بالايمان انها ستشفى ووفقا لهذا الاعتقاد استجاب عقلها الباطن و أطلق سراح جميع قوى الشفاء الكامنة في داخلها
وهنا علينا ان نعرف ما هو مبدأ الشفاء ؟
ان عملية الشفاء تتم بقوة الايمان و الثقة التامة بقدرة هذا العقل الباطن ، اذاً عملية الشفاء التي تمثل المعجزات ترجع للايمان الصادق و الثقة التي تعمل في عقلكم الباطن و تطلق العنوان لقوة الشفاء
***ويمكن ايضا استخدام عقلك الباطن في مساعدة شفاء الاخرين ( بإذن الله ) وهذا ما يسمى بالعلاج الغائب اللاموجود
إليكم هذه الحادثة و التي حدثت معي شخصياً ( توضح لكم كيفية استخدام عقلكم الباطن في شفاء الاخرين ) في احدى المرات حدث لصديقتي حادث قوي أدى إلى اصابتها بشلل نصفي وقال الاطباء ستكون هكذا بقية حياتها، ( وقتها كنت قد قرأت عن قدرة عقلي الباطن في شفاء الاخرين ) كان الجميع يدعو لها بالشفاء ، ثم اتفقت مع مجموعة من الصديقات ان نستخدم قوة عقولنا الباطنة في ارسال افكارنا الايجابية إليها لعلنا ننجح في هذه التجربة ، و فعلا في كل يوم كنا ندعو لها في كل وقت و خصوصا في سجودنا و نفكر بأنها ستمشي من جديد ، وانها ستشفى بإذن الله ، لم نحزن حتى لا نرسل هذه الافكار السلبية إليها فنفشل في استخدام عقلنا الباطن ، وبعد شهر حدث شي لم يتوقعه الجميع ، مشت ثلاث خطوات ، وبعد ثلاثة اشهر شفيت وبدأت تمشي وها هي بيننا اليوم تمشي بعد ان كانت مقعدة
*** تعلموا استخدام عقلكم الباطن في مساعدة شفاء الاخرين ( بإذن الله ) فالشفاء بيد الله وحده ولكن هناك طاقات في الانسان امده الله بها ليستغلها
عندما تدعون لمريض و تفكرون به عليكم تهدئوا و بعدها ابعثوا بأفكاركم الايجابية عن الصحة و الحيوية في عقلكم الباطن إلى العقل الباطن لمرضاكم
عندما افكر في قدرة هذا العقل الباطن و في الانسان وما اعطاه الله من قدرات ازيد ايماناً ، وتسبيحاً لله عز وجل ، فسبحان الله جلت قدرته ، لو كل شخص منا عرف ذاته و ما اعطاه الله من نعم لما ترك اليأس و الحزن يتخلخل داخله
طرق عملية في الشفاء عن طريق العقل الباطن
إن عقلكم لديه طريقة في ادارة و سيطرة و توجيه حياتكم ، مثل المهندس الذي لديه طريقة لبناء بيت او جسر ، عليكم ان تدركوا ان تلك الطرق و الوسائل هي امور اولية اساسية
فهناك طرق ووسائل تتحقق من آخلال آمالكم و رغباتكم ، و اذا تحققت فهناك وسيلة قد استخدمت لتحقيقها ، وهذه الوسيلة المستخدمة هي وسيلة علمية
سوف اتحدث عن طرق علمية تنمي و تغذي حياتكم ، و يمكنك استخدامها للوصول إلى النتيجة المطلوبة