مدفع رمضان تقليد يتمسك به السوريون ويجهلون أصله
سيريا نيوز
21 ضربة مدفع تخبر سكان دمشق كل عام عن ابتداء شهر رمضان، وطلقتين لإعلان موعد السحور والإفطار كل يوم..
لكن سامع الصوت لا يعرف حقيقة المدفع الذي لا يمت بصلة لما نتخيله، فالصوت ناتج عن تفجير مفرقعات نارية من العيار الثقيل يطلقها شرطي من قسم مجلس محافظة دمشق في حديقة الأندلس بالميدان.
وتتكون هذه المفرقعات من فتيل وعلبة بلاستيكية وبارود، لتمثل صوت مدفع رمضان، وهذا التقليد الذي طالب الكثير الحفاظ عليه لكن ليس بالطريقة التي يتم بها في حديقة الأندلس حرصا على عدم تحول فرحة الإعلان عن شهر رمضان والإفطار إلى حزن لإصابة أحد ما.
ويقول محمد أبو الزينات "كل عام أشاهد كيفية ضرب المدفع إذا استطعنا تسميته بهذا الاسم, والمشكلة أن تقنيات الأمان لا تتغير فما زالت الطريقة تتم وسط حديقة عامة ليصل عدد المتفرجين إلى العشرات معظمهم من الأطفال بمعنى أي خطأ ممكن أن يتسبب بمشكلة".
بدوره, دعا هشام الجابري إلى ضرب المدفع للإعلان عن بداية شهر رمضان ومواعيد الإفطار والسحور في جبل قاسيون بمنأى عن الأطفال وتجنبا للأخطار".
لكن أبو معن الذي كان شاهدا لضرب المفرقعات النارية لم يجد الأمر بهذه الخطورة, لافتا إلى ان "ما شاهده هو مجرد صوت، وهذه السنة الثلاثين التي يشاهد فيها هذا الحدث ولم يصب أحد بمكروه".
بالمقابل, قال مصدر من وزارة الداخلية فضل عدم الكشف عن اسمه لسيريانيوز إن "شرطة قسم محافظة دمشق تحيط مكان إطلاق البارود بشكل جيد مع التنبيه أنه لا يوجد خطر من إطلاق هذه المفرقعة".
وأضاف المصدر ان "الغرض من هذا الصوت هو الإعلان عن العيد وبعث البهجة في نفوس المارة، ويفقد هذا الحدث هدفه في حال حدث في جبل قاسيون".
تقليد يعشقه الشارع السوري إلاا انه يجهل أصله
تباينت الحكايات والأقاويل حول أصل تقليد تفجير المفرقعات في شهر رمضان, إلا ان الجميع يجمع على عدم التخلي عن التقليد ووجوب التمسك به.
وتقول منى راتب حول أصل هذه التقليد إنها لا تعرف بالضبط أصل مدفع رمضان, لكنها أعربت عن اعتقادها أن دمشق لها دور بشكل أو بآخر بانتشاره في الوطن العربي".
بدوره, قال عمر إن "ضربة المدفع كانت تستخدم للتنبيه عن الأحداث الهامة في البلاد, وبما أن شهر رمضان على قدر كبير من الأهمية, لذلك أعلن عنه عن طريق ضرب المدافع واستمر هذا الأمر إلى الآن ".
إلا ان المصادر التاريخية تشير إلى ان العاصمة المصرية القاهرة كانت أول مدينة أطلق بها مدفع رمضان فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865هـ أراد السلطان المملوكي "خشقدم" أن يجرب مدفعا جديدا وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع في هذا الوقت بالذات، فخرجت جموع الأهالي تشكر السلطان على هذه اللفتة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى خشقدم سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانا بالإفطار.
سلاف ابراهيم- سيريانيوز