على قلة بضاعتي في الاطلاع على كتب الفقه .. وإن قرأتُ .. فقراءة غير متخصص .. على عجل .. كما أقرأ كتب الأدب!!ومع ذلك .. لا أذكر أنني قرأت نقاشا حول ما يبدو "اجتهادا"لبقية الناس أعني سعيد بن المسيب رحمه الله ..والإشارة عطفا على قول ابن الأثير :(وقيل : إن الحجاج كتب إلى عبد الملك يزين له بيعة الوليد وأوفد في ذلك وفدا،فلما أراد عبد الملك خلع عبد العزيز والبيعة للوليد كتب إلى عبد العزيز إن رأيت أن يصير هذا الأمر لابن أخيك فأبى،فكتب إليه ليجعل الأمر له ويجعله له أيضا من بعده،فكتب إليه عبد العزيز إني أرى في ابني أبي بكر ما ترى في الوليد،فكتب إليه عبد الملك ليحمل إليه خراج مصر،فأجابه عبد العزيز إني وإياك يا أمير المؤمنين قد بلغنا سنا لم يبلغها أحد من أهل بيتك إلا كان بقاؤه قليلا وإنا لا ندري أينا يأتيه الموت أولا فإن رأيت أن لا تفسد علي بقية عمري فافعل فرق له عبد الملك وتركه،وقال للوليد وسليمان : إن يرد الله أن يعطيكما الخلافة لا يقدر أحد من العباد على رد ذلك(..)فلما أتى خبر موته إلى عبد الملك أمر الناس بالبيعة لابنه الوليد وسليمان فبايعوا وكتب بالبعية لهما إلى البلدان،وكان على المدينة هشام بن إسماعيل فدعا الناس إلى البيعة فأجابوا إلا سعيد ابن المسيب فإنه أبى وقال : لا أبايع وعبد الملك حي فضربه هشام ضربا مبرحا وطاف به وهو في تبان شعر حتى بلغ رأس الثنية التي يقتلون ويصلبون عندها ثم ردوه وحبسوه،فقال سعيد : لو ظننت أنهم لا يصلبونني ما لبست مسوحا ولكنني قلت : يصلبونني فيسترني فبلغ عبد الملك الخبر فقال : قبح الله هشاما إنما كان يدعوه إلى البيعة فإن أبى أن يبايع فيضرب عنقه أو يكف عنه،وكتب إليه يلومه ويقول له : إن سعيدا ليس عنده شقاق ولا خلاف ،وقد كان سعيد امتنع من بيعة ابن الزبير وقال : لا أبايع حتى يجتمع الناس فضربه جابر بن الأسود عامل ابن الزبير ستين سوطا فبلغ ذلك ابن الزبير فكتب إلى جابر يلومه ويقول له : ما لنا ولسعيد دعه لا تعرض له){ ص 101 – 102جـ4 ( الكامل في التاريخ ) / ابن الأثير / بيروت / دار الكتاب العربي / الطبعة السادسة 1406هـ - 1986م}. يبدو "بقية الناس"كان له اجتهاده في هذه النقطة .. فهل نظر إلى الأمر على أنه "بيعتين" لرجلين في عنقه؟ثانيا : قول عبد الملك "ضرب عنقه" تحيلنا إلى هذا السؤال :من هوعبد الملك بن مروان؟والجواب عند الدكترو الصاوي :ولد بالمدينة المنورة عام 26هـ حاضرة الخلافة الإسلامية الأولى، وبها تفقه بالدين حتى صار وهو في سن الشباب أحد الفقهاء الأربعة بها مع سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذؤيب وكان شأن أبناء البيوتات أديبا حافظا حتى إن الشعبي يقول ما ذاكرت أحداً إلا وجدت لي الفضل عليه إلا عبدالملك فإني ما ذاكراته حديثاً إلا زادني فيه ولا شعراً إلا زادني فيه){ د.أحمد الصاوي / صحيفة الاتحاد الإماراتية}وفي الإطار نفسه .. ولكن في عهد الموحدين بالمغرب .. سنة 551هـ (في هذه السنة أمر عبد المؤمن بالبيعة لولده محمد بولاية عهده وكان الشرط والقاعدة بين عبد المؤمن وبين عمر أن يلي عمر الأمر بعد عبد المؤمن فلما تمكن عبد المؤمن من الملك وكثر أولاده أحب أن ينقل الملك إليهم فأحضر أمراء العرب من هلال وزغب وعدي وغيرهم إليه ووصلهم وأحسن إليهم ووضع عليهم من يقول لهم ليطلبوا من عبد المؤمن ويقولوا له نريد أن تجعل لنا ولي عهد من ولدك يرجع الناس إليه بعدك ففعلوا ذلك فلم يجبهم إكراما لعمر لعلو منزلته في الموحدين وقال لهم إن الأمر لأبي حفص فلما علم عمر ذلك خاف على نفسه فحضر عند عبد المؤمن وأجاب إلى خلع نفسه فحينئذ بويع لمحمد بولاية العهد وكتب إلى جميع بلاده بذلك وخطب له فيها جميعا فأخرج عبد المؤمن في ذلك اليوم من الأموال كثيرا){ ص 50 جـ 9 ( الكامل في التاريخ ) / ابن الأثير / بيروت / دار الكتاب العربي / الطبعة السادسة 1406هـ - 1986م }.ويكمل "ابن الأثير"الصورة :(في هذه السنة استعمل عبد المؤمن أولاده على البلاد فاستعمل ولده أبا محمد عبد الله على بجاية وأعمالها واستعمل ابنه أبا الحسن عليا على فاس وأعمالها وولى ابنه أبا سعيد سبتة والجزيرة الخضراء ومالقة وكذلك غيرهم ولقد سلك في استعمالهم طريقا عجيبا وذلك أنه قد استعمل على البلاد شيوخ الموحدين المشهورين من أصحب المهدي بن تومرت وكان يتعذر عليه أن يعزلهم فأخذ أولادهم عنده يشتغلون في العلوم فلما تمهروافيها وصاروا يقتدى بهم قال لآبائهم إني أريد أن تكونوا عندي أستعين بكم على ما أنا بصدده ويكون أولادكم في الأعمال لأنهم علماء فقهاء فأجابوا إلى ذلك وهم فرحون مسرورون فولى أولادهم ثم وضع عليهم بعضهم ممن يعتمد عليه فقال إني أرى أمرا عظيما قد فعلتموه فارقتم فيه الحزم والأدب فقالوا ما هو فقال أولادكم في الأعمال و أولاد أمير المؤمنين ليس لهم منها شيء مع ما فيهم من العلم وحسن السياسة وإني أخاف أن ينظر في هذا فتسقط منزلتكم عنده فعلموا صدق القائل فحضروا عند عبد المؤمن وقالوا نحب أن تستعمل على البلاد السادة أولادك فقال لا أفعل فلم يزالوا حتى فعل ذلك لهم بسؤالهم إياه){ ص 50 – 51 جـ 9 ( الكامل في التاريخ ) / ابن الأثير / بيروت / دار الكتاب العربي / الطبعة السادسة 1406هـ - 1986م }إذا كان شيطان الصلاة اسمه"خنزب" كما في الحديث الصحيح .. وشيطان الوضاء اسمه"الولهان"في حديث ضعفه الألباني .. فهل شيطان الكرسي هو"إبليس"نفسه؟أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدنيومضات من"ابن الأثير" : اجتهاد : ابن المسيب