منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13
  1. #1
    محاضر في جامعة الشلف الجزائر
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    419

    بين فلسفة العلم ونظرية المعرفة



    د. بوبكر جيلاليفلسفة العلم مشهورة في الفكر الفلسفي المعاصر والحديث بالابستمولوجيا، روادها فلاسفة القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين، من المثاليين والعقلانيين والتجربيين وغيرهم، انبثقت فلسفة العلوم عن التيار العلمي الذي غزا الفكر الغربي عامة في العصر الحديث الذي قلب أوضاع أروبا عامة رأسا على عقب، وعلى إثر انفصال العلوم عن الفلسفة تباعا ابتداء من العلوم الدقيقة ثم العلوم التجريبية وبعدها محاولات العلوم الإنسانية المتكررة للاستقلال عن الفلسفة والتفلسف مثل علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الأخلاق وغيره، والسعي في مسعى العلوم التجريبية والاستفادة من التقدم الذي حققته العلوم الدقيقة والتجريبية وانعكاس ذلك على علاقة الإنسان بالطبيعة وبوسائل وأدوات السيطرة عليها وتسخيرها وتحويل موادها من صورة غير نافعة إلى صورة نافعة.
    قبل النهضة الغربية الحديثة وفي الوقت الذي كانت فيه الفلسفة أما للعلوم تحتويها وتحتضنها جميعا تمدها بالمفاهيم وبالمنهج وترسم لها الطريق والأهداف، والعلوم ككل دقيقة وتجريبية وإنسانية واجتماعية ومادية وروحية، وفي كل مراحل الفكر البشري التاريخية، لدى اليونان ولدى الرومان ولدى المسلمين، لم يكن هناك ما يعرف بفلسفة العلوم أو الابستيمولوجيا، لأن السيادة كانت للفلسفة وليس للعلم وللتفلسف والمنهج الفلسفي وليس للمنهج العلمي، وارتبطت في الماضي الفلسفة بفرع فلسفي بحت يهتم بالدراسة الفلسفية للمعرفة الإنسانية بمختلف فروعها وموضوعاتها ومناهجها وأهدافها فرع انبثق عن الفلسفة كما كانت أما للعلوم والمعارف جميعا، يعرف هذا الفرع بنظرية المعرفة وهي تختلف تماما عن فلسفة العلوم ويمكن تسميتها بفلسفة المعرفة عامة لأن الابستمولوجيا أو فلسفة العلوم تختص بالعلم لا غير فطابعها خاص لأن العلوم استقلت عن الفلسفة ونظرية المعرفة بطابعها العام لم تعد تتناسب مع الوضع الجديد للعلوم بعد استقلالها وللفلسفة بعد فقدانها لفروعها العلمية والعملية.
    نظرية المعرفة فرع من فروع الفلسفة في صورتها الكلاسيكية، وكانت تهتم بدراسة المعرفة لدى الإنسان دراسة فلسفية من حيث مصدرها وموضوعها ومنهجها ووسائلها وغايتها ومعيار صدقها ويقينها، تبحث في التساؤلات التالية: ماذا نعرف؟ ومن أين المعرفة؟ وكيف نعرف، وبماذا نعرف؟ ولماذا نعرف؟ وما معيار اليقين في المعرفة؟ تساولات يطرحا الفلاسفة في كل فروع المعرفة، ومن ذلك البحث تعددت النظريات الفلسفية، بين مثالية وعقلانية وتجريبية ومادية وتوفيقية وغيرها، لما استقلت العلوم عن الفلسفة وازدهرت نتائجها وحققت نتائج نظرية وعملية تقنية مادية للإنسان، لم تعد نظرية المعرفة ذات الطابع المعرفي والفكري العام تفي بالغرض الفلسفي والفكري والنقدي للعلوم ذات الطابع الخاص والمادي العملي بالدرجة الأولى.
    في ظل الوضع الجديد الذي عرفته العلوم والمتميز عن الفلسفة في صورتها الكلاسيكية بالاستقلال وبالازدهار وبقدرتها على تغيير حياة الإنسان اليومية في اتجاه الراحة والرفاه المادي والاجتماعي، وفي الوقت ذاته جلبت له العديد من المشكلات التي لا عهد له بها، فتعطلت نظرية المعرفة لعدم مسايرتها للركب العلمي والتكنولوجي الحديث، وصار من الضروري قيام فرع فلسفي جديد يهتم بدراسة العلوم دراسة فلسفية تحليلية نقدية، فقامت فلسفة العلوم والمعروفة في عصرنا بالابستمولوجيا لتتولى هذا الدور تضطلع بمهمة تحليل ونقد العلم.
    كثيرا ما تُعرّف فلسفة العلوم بما يلي:"فرع فلسفي يهتم بدراسة الأسس الفلسفية والافتراضات والمضامين الموجودة ضمن العلوم المختلفة، بما فيها العلوم الطبيعية مثل الفيزياء والرياضيات والبيولوجيا، والاجتماعية مثل علم النفس وعلم الاجتماع والعلوم السياسية. بهذا المفهوم تكون فلسفة العلوم وثيقة الصلة بالابستمولوجيا والانتولوجيا فهي تبحث عن أشياء مثل: طبيعة وصحة المقولات العلمية، طريقة إنتاج العلوم والنظريات العلمية، طرق التأكد والتوثيق من النتائج والنظريات العلمية، صياغة وطرق استعمال الطرق العلمية المختلفة أو ما يدعى بالمنهج العلمي، طرق الاستنتاج والاستدلال التي تستخدم في فروع العلم كافة، واخيرا تضمينات هذه المقولات والطرق والمناهج العلمية على المجتمع بأكمله وعلى المجتمع العلمي خاصة"*

    http://boudji.extra-blog.net/

  2. #2
    عالم الفلسفة عالم خاص جدا جدا لايفهمه الا من دخله.
    لك شكري دوما.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    قضايا وآراء

    وضع الفلسفة في عالمنا العربي المعاصر

    د. بوبكر جيلالينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالفلسفة في العالم العربي المعاصر تمرّ بنكسة بالقياس إلى الفكر الفلسفي الإسلامي في العصر الوسيط وإلى فلسفة النهضة الأوربية الحديثة وإلى الفلسفة في عصورها الزاهية السابقة عامة، وتعيش أزمة حادّة معقدة خيوطها متشابكة، هي جزء ومظهر من مظاهر أزمة العالم العربي والإسلامي ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وحضاريا، لم تفلت الفلسفة كغيرها من مظاهر الثقافة من الضعف والانحطاط في واقعنا المعاصر، في مقابل ازدهار فكري وفلسفي وعلمي متواصل شهده ولازال يشهده واقع الأمم المتقدمة في الغرب الأوربي وفي أمريكا وغيرها.
    يرتبط ضعفنا في الحياة عامة بأسباب تاريخية أبرزها الاستعمار ومخلّفاته، وأخرى سياسية واجتماعية على رأسها غياب الحرية وما يلزمها وانعدام الإبداع وما يشترطه باعتبار الحرية والإبداع هما أساس كل تجديد وتحضر، ناهيك عن كون المجتمع العربي والإسلامي يحيا على التراث والماضي، وكل محاولات الإصلاح والتجديد الحديثة لم تخرج عن كونها تراثية محضة أو وافدة بحتة أو توفيقية تلفيقية بين ما هو تراثي وما هو وافد، ولم يظهر حتى الآن تفكير فلسفي تجسّد في قراءات ورؤى ومشاريع استطاعت أن تنهض بالفكر والفلسفة والثقافة في حياتنا، وأن تؤسس لحركة فلسفية تتصدى للتخلف وتكون وراء نهضتنا، فالفلسفة في الوطن العربي والإسلامي تئن تحت سلطان التراث وتحت وطأة التكرار والاجترار للموروث أو للوافد، كما تقوم هموم السياسة والواقع الاجتماعي وسلطة الاستبداد بتغييب أيّة بداية جادّة في سبيل فعل التفلسف وتفعيل دور الفلسفة.
    الفلسفة في ازدهارها عبر العصور قامت على إعمال العقل والتأمل في عناصر الوجود بحرية وفي إطار منافسة وتكافؤ الفرص بين الكائنات المتفلسفة، ووفق مسار ينطلق من الحيرة والشك والتساؤل ويقوم على المشكلة -بفتح الميم- والبرهنة، ويحتاج الأمر إلى جوّ من الهدوء والتروي يضمن لفعل التفلسف ولدور الفلسفة حضورا قويّا وتأثيرا فعّالا في عامة الناس وخاصتهم، هذا حال الفلسفة لدى اليونان القديم في الفكر السفسطائي وفلسفة سقراط ومن جاء بعده، وحالها لدى المسلمين في الفكر الأشعري وفلسفة الاعتزال، وحالها حديثا في الغرب الأوربي في فلسفة الحداثة التي أسست للثورة الفكرية والعلمية والصناعية أصل النهضة الأوربية، كل هذه التجارب الثقافية والفلسفية عبر العصور ولا الواقع الراهن المأزوم المهموم دفع إلى الاعتبار والاقتداء والتأسي لإخراج الفلسفة والتفلسف من عقمهما داخل المدرسة والجامعة وفي المجتمع ككل.
    مازال يتهيب الكثير ممن يُحسبون على النخبة في المجتمع العربي المعاصر من الفلسفة والتفلسف جهلا منهم، إمّا باسم الإلحاد والكفر بالإسلام والمروق عن قيّم المجتمع وتقاليده، وإمّا باسم الثرثرة ومضيعة الوقت، وإمّا باعتبار الجدل العقيم والسفسطة والنقاش البيزنطي، وإمّا بحجة الصعوبة والتعقيد،وغيرها من المبررات لدى الخاصة ولدى العامة الأمر أشد وأخطر، وللأسف الشديد من هؤلاء هم صناع مناهج التربية والتعليم والتكوين ببلداننا، وإدخال الفلسفة كمادة دراسية في التعليم الثانوي أو الجامعي من باب تقليد العالم المتقدم، لأنّ المغلوب ثقافيا وحضاريا ملزم إن لم يكن مولعا طوعا أو كرها بتقليد الغالب، والغالب لا يزال يفرض حضوره على المغلوب حتى يحوّله إلى نسخة منه إن وجد هشاشة في هويته ولم يجدها ذات قوّة ومنعة.
    إنّ الشكلانية التي تميّز بها تعاطي نخبة وساسة وأعيان المجتمع العربي الراهن مع الفلسفة والتفلسف ليس من باب الاهتمام الصحيح الصريح بل على سبيل الإتباع والتقليد ودفع شبهة التخلف والانحطاط أمام الآخر المتقدم وفق فلسفة قامت على نور العقل وحكمته ومناهج العلم ونتائجه وعلى استبعاد كل ما يعارض العقل والعلم من رأي أو معتقد أو خرافة أو أسطورة أو شعوذة أو غيرها، هذه الصورية المفرطة واهتمامها المزيف بالفلسفة كشعارات وأرقام وأطر لا مضامين وممارسات زادت في ضعف الوعي الفلسفي بأهميتها وقيمتها في حياة الإنسان.
    وتحت نير ضربات التصورات المُهينة للفلسفة والعابثة بقيمتها تفاقم نفور الناس منها إلى درجة اعتبارها المادة الدراسية المُسقطة في الامتحانات الدراسية الفصلية والرسمية النهائية الفاصلة بين الأطوار مثل امتحان البكالوريا، وإلى درجة الدعوة إلى إلغائها من المناهج التعليمية واستبدالها بمادة تعليمية أخرى مثل مادة الحضارة الإسلامية أو غيرها فهو أمر أيسر على الطالب، هو ما أدّى إلى نفور الطلبة منها عند التوجيه في الاختصاصات، ولم يعد المعيار العلمي الذي يعتبر الفروق الفردية هو الفيصل في التوجيه بل أصبح شأن التوجيه تحكمه معايير الآراء الذاتية خاصة تلك التي تقف من الفلسفة موقف الرفض لجهل تارة ولعناد تارة أخرى وبحجة توجّه العالم المعاصر نحو العلوم الدقيقة والعلوم التجريبية والتكنولوجية، من غير اهتمام بإفرازات وتداعيات هذا التوجه التجريبي المادي التكنولوجي على الجانب الروحي والأخلاقي والإنساني وما فيه من عوار وما أحدثه من اختلال في بنية الإنسان وفي حياته عامة.
    وبتآمر أهل الحل والعقد في بلاد التخلف والفساد والاستبداد على المتفلسفة جهلا أو عمدا، لأنّ الفلسفة باعتبارها منهجا ونمطا متميزا من التفكير له خصوصياته العطاء والتألق في فضاء الإبداع بمختلف ميادينه، ولما كان التفلسف على هذا النحو من الأهمية في تغيير الأوضاع يتطلب قدرا معتبرا من الحرية، حرية الفكر وإبداء الرأي، والتعبير عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، والسعي إلى تغييرها باستمرار وفق متطلبات العصر وتحدياته والإمكانيات المتاحة، فالسلطة الحاكمة المستبدة لا يروق لها اهتمام بالفلسفة واحتراف التفلسف، فإلى جانب الفساد الاجتماعي والإرهاب البوليسي والاستبداد السياسي تمتهن القمع الفكري والفلسفي، وفي كل الحالات في النظام الطاغي الفاسد لا يجتمع الاستبداد مع التفكير الواعي الحر الناقد المبدع المجدد الذي يكون وراء كل تحوّل في الفكر والنظر أو في التطبيق والممارسة علميا وتكنولوجيا وسياسيا واقتصاديا وحضاريا، هذا التفكير هو روح الفلسفة وجوهر التفلسف.
    إنّ معاناة الناس من القمع وحرمانهم من الحرية ومآسي الفقر والمرض والجهل وانشغالهم بهموم الحياة التي أصبحت كثيرة ومعقدة مشكلة البطالة وأزمة السكن ومصاريف العلاج وغلاء المعيشة ومشاكل المدينة من ازدحام في الطرقات سيارات وحافلات وراجلين ، هذه الأسباب وغيرها جعلت الفلسفة كغيرها من المظاهر الثقافية الأخرى مثل العلم والتكنولوجيا والسياسة والدين والفن وغيره لا تنال نصيبها من الاهتمام وحقّها من العناية نظرا وعملا، لا في مؤسساتنا التعليمية ولا في حياتنا اليومية ولا في حياتنا الفكرية والثقافية عامة، فلا نوادي فلسفية نشطة، ولا ملتقيات أو مؤتمرات فلسفية تخرج بتوصيات تتحقق في الواقع، ولا مراكز وجمعيات فلسفية فاعلة، وإن وجدت بعض الجمعيات فهي تعمل على الشعارات ولا تتجاوزها فصارت الفلسفة حملا ثقيلا على طلبتنا وعبئا زائدا على مجتمعاتنا، وصارت مجتمعاتنا هي الأخرى عبئا على الفلسفة تشوّهها وتعبث بها، فلا يهتم بها إلا قليل من الباحثين والجامعيين في جوّ مشحون وصلته بكل أنماط التفكير البشري وله دوره وتأثيره في حياة الإنسان، يقوم على التأمل العقلاني الحر المتجدد الذي لا سبيل فيه للجمود والتعصب فهو لا شك يضر بالفكر المتحجر ويجرف كل ما من شأنه يقف أمام بالرفض والعزوف عن دعاة الفلسفة والتفلسف وفي حال انصرف فيه الإنسان إلى البحث عن لقمة العيش أو الانغماس في ملذّات الحياة المادية أو الاشتغال بتكنولوجيا شبكات التواصل الاجتماعي والبحث عن الحاجات لتحقيقها في أوقات قصير وبجهود قليلة وبمسافات قصيرة، في عصر تميّز بالبراغماتية المتوحشة وبالتطور العلمي والتقني الرهيب وبالرفاه المادي الهائل على حساب حاجات الحياة الروحية ومطالبها الأخلاقية.
    يحتاج وضع الفلسفة وحال التفلسف في مجتمعاتنا العربية الراهنة إلى الرثاء والبكاء، فالفلسفة إذ تحرم في مجتمع موقفه متناقض منها يعيش على أنماط من التفكير الفلسفي يتعامل معه سياسيا واقتصاديا وحضاريا وبمنتجات حضارة هي من صنيع فلسفة الحداثة والعصرنة يستهلكها بنهم وشراهة من غير بذل الوسع في الإسهام الحضاري لا المادي ولا الروحي ولا الاثنين معا تجمع بشري يستهلك منتجات حضارية اشتراها بالمال لأمم متقدمة لها فلسفتها في الحياة هي وراء حضارتها، ونجد الفلسفة تُشوّه في المؤسسات التعليمية ويُهدر وقتها في مجتمع آخر فيما لا يفيدها ولا يفيد الإنسان فردا أو جماعة بسبب الجهل والإهمال والتهاون واللاّمبالاة وعدم مسايرة الركب الثقافي والفكري، بين عالمنا المتخلف والعالم المتقدم مسير مقدار سنة ضوئية.
    ما ينطلي على الفلسفة من الانتكاس والتأزم ينطلي على جميع مظاهر الحياة في مجتمعاتنا العربية المعاصرة، وصارت الأزمة تتفاقم وتتعمق أكثر فأكثر مع مرور الوقت، أزمة وعي وشعور وإيمان وفكر وسلوك وخُلق، أزمة هوية وأزمة ثقافة وحضارة، تناقض بين القول والفعل، بين الخطاب والممارسة، خطاب التعالي في الدين والأخلاق وفساد واستبداد عمّ جميع قطاعات المجتمع من دون استثناء، فكيف للفلسفة أن تنهض في وعاء اجتماعي العلاقات فيه قائمة على أساس رأسي الأعلى أقوى وأفضل وصاحب الأمر والنهي والمُطاع والأدنى أضعف وأقل شأنا والسامع المطيع، لا مكان للضعفاء، قانون الغاب، القويّ يأكل الضعيف، السمك الصغير له الحق في أن يسبح أما السمك الكبير فله الحق في أن يأكل.
    ما زاد الوضع اختلالا تمسك فئة في كل مجتمع من المجتمعات العربية بالبقاء في السلطة بمختلف الأساليب الشرعية وغير الشرعية، ولقيت التأييد الكامل من جهات خارجية قوية ترى في بقائها صونا لمصالحها من غير اهتمام بمصالح الشعوب وحقوقها الأساسية، الأمر الذي انتهي بحراك شعبي ثوري عربي على أنظمة الحكم فيها وعلى الأوضاع الفاسدة على الرغم من توفر هذه المجتمعات على طاقة بشرية هائلة وعلى ثروات طبيعية كبيرة تُحسد عليها وتزداد أطماع القوى الدولية الكبرى فيها، وهو ما عرّض أغلب أرض البلاد العربية إلى الاحتلال ومازالت الشعوب العربية وأنظمتها وقياداتها ترزح تحت وطأة الاستعمار السياسي والاقتصادي والفكري والثقافي واللّغوي وبعضها لازالت تحت الاحتلال العسكري الأوربي أو الأمريكي أو الصهيوني الماسوني.
    مازال الإنسان في العالم العربي المعاصر يبحث عن مكان له في الوجود، واحتار بين حاله المغلوب الضعيف المكسور الشعور والهمّة على الرغم ممّا له من ثروة هائلة في البشر والطبيعة والتراث وحال الآخر القويّ الغالب المزدهر المتطور باستمرار على الرغم من كونه لا يملك الثروات المتنوعة والكثيرة التي تملكها العوالم المتخلفة، فالفرق بين الاثنين في منطق التفكير وفي منطق التدبير وفي فلسفة العلم والعمل في حياة الفرد والجماعة والأمة والإنسانية جمعاء، فلسفة رؤيتها واضحة ومنهجها دقيق ومضبوط وأهدافها تجتمع على خدمة الإنسان، الرجل والمرأة على السواء من غير تمييز، الأسرة والفئة والزمرة والجماعة، لا مكان للطائفية والعرقية والمذهبية، حيثما كان الإنسان ووجد فثمة الهدف والمصلحة، وكل ما يخدم الإنسان ويرعى حقوقه الأساسية والكمالية فثمة المصلحة، فكان نتيجة ذلك النبوغ والعطاء والتألق.
    على الرغم من الاختلال الذي تشهده الحياة في البلاد المتقدمة التي تعتبر الفلسفة وتبني حياتها السياسية والثقافية والاجتماعية عامة عليها، فإنّها لم تصل إلى مستوى الاختلال في العالم العربي المعاصر، وعلى الرغم من انقلاب ثقافة العالم المتقدم وممارساته على فلسفة الحداثة ودلالاتها في توجهها نحو العولمة وانقلاب العولمة الثقافية والاقتصادية والسياسية على أصحابها لم يبلغ مستوى الخلل في فكر وثقافة واقتصاد واجتماع الأمم المتقدم ما آل إليه الوضع في البلاد العربية من تدهور وانحلال وتفسخ، ففلسفة الحداثة عملت على توطين القيّم الإنسانية في الثقافة الأوربية والعالمية فكرا وممارسة وسلوكا، وعلى إعمال العقل وإطلاقه من سائر القيود التاريخية والسياسية والدينية والثقافية البائدة الفاسدة، فأسس ذلك للعقلانية والتنوير، وعلى انتهاج المنهج العلمي بشقّيه العقلي الرياضي والحسي التجريبي فأسس ذلك للروح العلمية بجميع مقوماتها، وفصل كل ما هو مقدس ديني أو أخلاقي عمّا هو دنيوي سياسي، حتى لا يتكرر الماضي ويقف المقدس أمام اللاّمقدس يمنعه من الحركة والتجديد والتطور، فكان نتيجة هذه الفلسفة ومن دون تراث علمي أو فلسفي أو ديني ثورة علمية وصناعية قلبت الحياة رأسا على عقب في تطور وسائل وأساليب العمل في مختلف جوانب الحياة ومن دون استثناء.
    أما إنكار دور الفلسفة والحط من شأنها وتهميشها بقصد أو بغير قصد مثلها مثل الكثير من المظاهر الثقافية في عالمنا العربي المعاصر هو الذي انتهى بنا إلى ما نحن عليه من مرض حطّم كل أمل في الشفاء والاستنهاض، فلم نستغل قيّم ودلالات تراثنا العتيد والزاخر بالمواطن المشرّفة والموقف المشرقة، ولم نستثمر قيّم ومعاني الحداثة وفلسفتها كما عرفها الغرب مع اعتبار قيّمنا التاريخية والحضارية، ولا نحن استطعنا أن نجمع توفيقا لا تلفيقا بين تراثنا ونحن أمة تراثية تاريخية التراث لدينا عصب الحياة في الحاضر والمستقبل وبين قيّم الحداثة والعصرنة، فلا عشنا ماضينا في حاضرنا ولا عشنا حاضرنا ولا نملك رؤية تجاه المستقبل فالحاضر سقيم مظلم والماضي غائب مفقود وإن حضر فهو عليل والمستقبل مجهول.
    الفلسفة كمادة تعليمية في البلاد العربية الراهنة وكفكر نخبوي تشكو ألاما حادّة وأمراضا فتّاكة وخطيرة ومزمنة لا تسمح لها البتّة بأداء رسالتها وتحمّلها المسؤولية ولتلعب الدور المنوط بها الذي لعبته عبر التاريخ أو في العصر الحديث، لكونها أسّست للحضارة والنبوغ والإبداع والعبقرية، فإذا كان الطبيب معلولا لا يجد الناس من يفحصهم طبيا، فغياب الحرية، حرية الفكر والرأي والتعبير، وانصراف العامة والخاصة عن الفلسفة لأسباب عديدة، والتعاطي معها باهتمام مزيّف وصورية مفرطة، وغياب فضاءات فلسفية حقيقية مراكز وجمعيات ونوادي وغيرها، وغياب مشاريع فلسفية ولا حتى مواقف فلسفية مؤسسة، فكل ما في الأمر توجد قراءات وأراء اجترارية وفق مفاهيم ومناهج من الموروث أو الوافد القديم أو الجديد والمعاصر إذا استثنينا بعض المشاريع الفكرية التي تميّزت بالجدّة والأصالة والجرأة، لكن لا وزن لها في الواقع الاجتماعي والسياسي، فهي حبيسة الصفحات التي كُتبت عليها لوجود قطيعة بين الفلسفة وسياسة الدولة، فمتى تصحّ الفلسفة بعد سقمها الذي طال وتُفطر بعد صومها الذي كبّل وقتل.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    محاضر في جامعة الشلف الجزائر
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    419
    عالم الفلسفة عالم خاص جدا جدا لايفهمه الا من دخله.
    لك شكري دوما.




    تُناقش ماهية الفلسفة عادة في ثلاثة مستويات، مستوى لغوي ليس موضع اختلاف لما يستند إليه من دقّة لغوية وبيان كرونولوجي محدد، ومستوى عامي هو محل تعدد واختلاف باختلاف الناس في أرائهم واتجاهاتهم الفكرية والدينية والثقافية، ومستوى علمي لاعتبار سلطة العلم في توجيه الحياة المعاصرة والتحكم فيها وهو مستوى يهتم بالجانب المحسوس من الحياة ويقدم التجربة على النظر العقلي ويستهدف صياغة القوانين العلمية التي تتحكم في الطبيعة والإنسان الفرد والمجتمع والأمة، ويتجاهل الجانب الجانب الوجداني والميتافيزيقي والأخلاقي والديني الذي يدخل في تركيب الوجود البشري وكثيرا ما يقود تفكيره وحياته عامة.

    أتجاوز الاختلاف بين مستويات ماهية الفلسفة وحقيقة التفلسف، وأناقش مفهوم الفلسفة في إطارين رئيسيين النسق والسياق. فمن جهة النسق تمثل الفلسفة عددا من الأبنية الفكرية والثقافية تتباين في درجة طرح المشكلات ومعالجتها على مستوى النظر والعمل معا.

    أما من جهة السياق فهي ترتبط بتاريخ البشرية برمته كواقع معيشي وكفعل يسجل الفعل البشري وغيره في الزمان والمكان للذكرى والعبرة، وعندها فالفلسفة أنماط وأشكال ثقافية متباينة يصنعها الإنسان، وفي الحالين النسق والسياق أو النص والتاريخ فإن الفلسفة لا تعدو كونها أنماط شتى ومستويات عدة من التفكير حول الإنسان والثقافة والتاريخ، يمارسها الإنسان كل في مستواه.

    فالفلسفة بالمعنى العامي طرق وأساليب ونظم معرفيه وفكرية لدى الناس جميعا، تختلف باختلاف النشأة والتكوين، كثيرا ما يغلب عليها طابع الذاتية والعفوية والسذاجة وتخلو من العمق والدقة واليقين والإبداع.

    أما الفلسفة بالمعنى الخاص ولدى المختصين والمشتغلين بها فهي نمط متميّز من التفكير لا هو ديني ولا هو علمي ولا هو عامي بل يتميّز بالدرجة الأولى بدقة المشكلة - بفتح الميم- وسلامة الصورنة وكفايتها، وقوّة البرهنة، تبحث في السؤالين الرئيسيين: لماذا، وكيف؟ ويمثل سؤال الماهية منطلق التفكير الفلسفي وأرضية التفلسف لا هدفا رئيسيا.

    فالفلسفة تكون وتقوم حين يمارس الإنسان التفكير، عندما يتحرك العقل باعتباره خاصية إنسانية، ولا يحيا بنو البشر إنسانيتهم خارج فضاء التفكير وفعل العقل، وبالتالي لا يحيا الناس خارج الفلسفة، فقط كل واحد من الناس يحيا التفكير الفلسفي في مستواه، يمارس التفلسف حسب إمكانياته الخاصة، يمارس التفلسف في صلة التفكير بالعقل وبالواقع وبالتاريخ، وصلة كل ذلك بدرجة الدقة والعمق والموضوعية والإبداع في ضبط المفاهيم ودقة التصورات ومعقوليتها وطرح القضايا وتحديد الإشكاليات الرئيسة والمشكلات الفرعية ومدى إحكامها وضبطها، وبناء الاستدلالات وإقامة الحجج وبيانها للإقناع.

    في سياق الفلسفة ونسق التفلسف تلازم الفلسفة الإنسان وحياته عامة من غير استثناء جانب من جوانبها، مادامت تلازم التفكير البشري فعل العقل الإنساني والواقع الإنساني المعيشي المباشر في أي عصر وفي كل مصر، فهي ليست خاصة بفئة ما أو بعصر ما أو بأمّة ما أو بمرحلة ما من مراحل التاريخ، فحيث وُجد الإنسان وفكّر وقدّر وتأمّل وتدبّر ذلكم هو عين الفلسفة وروح التفلسف فهي شكل من أشكال الوعي الثقافي مثل العلم والدين والسياسة وغيرها، كما تشكل بذور أي وعي في الحياة الثقافية والحضارية، في الأدب مثلا قيل:"إذا كان الأدب فنّا وجمالا وتذوقا فإنّ الفلسفة بذور هذا الفن وهذا الجمال وهذا التذوق، وإذا كان الأدب نظرية وعلما ونقدا فإنّ الفلسفة ماء وسماد تربة هذه النظرية وهذا العلم وهذا النقد...".
    http://boudji.extra-blog.net/

  5. #5
    شكرا للتوضيح دكتور وأراها تدخل مناح معرفية عديدة في الأدب والعلوم الاجتماعية الخ...
    مع التقدير دوما.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6
    الفلسفة شيء جميل جدا وهي عالم مثير يدعو للاطلاع بل ومن الضروري لكل مسلم ومسلمة
    أن يكون لديه مخزون فلسفي ولو قليل يستطيع من خلاله مواجهة الغرب وفهم أفكارهم
    ومواجهتهم من خلال مبادئ فلسفتنا اﻹسلامية
    فهي تغني الفكر وتنمي قدرات العقل والتفكير
    وأرجو لفت الانتباه إلى أنني لست من المعجبين بأفكارها بل إنني من المعجبين بمنهجها وضرورة تعلمه
    لأن من يريد أن يحتل أمة فليحتل فكرها
    وإن الغرب لم يحتلونا إلا ﻷنهم احتلوا فكرنا ولم يسيطروا علينا إلا بعد أنا سيطروا على عقولنا وغزونا ثقافيا
    **هلا صحونا من غفلتنا وانتبهنا إلى الخطر المحدق بنا
    **نحتاج إلى عقول مثقفة واعية لنستطيع الدفاع عن أمتنا ولنستطيع احتلال الغرب بنفس الطريقة
    التي احتلونا بها
    وشكرا

  7. #7
    محاضر في جامعة الشلف الجزائر
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    419
    أختي ريم اليافي السلام عليكم

    همّ أمتنا وخطورة أزمتها وواقع حالها في عالمنا العربي والإسلامي الممحون في ما هو مسلّط عليها من الداخل والخارج من عار جامد وخطر شديد وشرّ مدمّر على البشر والشجر وحتى الحجر، تمزّق جغرافي وتشرذم طائفي اثني وانقسام سياسي وتشتّت ديني ومذهبي واقتتال جهوي عروشي وتناحر عشائري وتخلّف وانحطاط ثقافي وفكري وفساد اقتصادي واجتماعي، والحل الوحيد هو العودة إلى القيّم الأخلاقية العليا وتحريك العقل والإرادة والفعل في اتجاهها وبالتأكيد يحصل الإقلاع في اتجاه تجاوز الأزمة وصناعة المجد...
    http://boudji.extra-blog.net/

  8. #8
    نعم الفلسفة هي نبع الحياة وعصب المفكرين وهواء المتجتهدين...
    http://www.omferas.com/vb/showthread...525#post206525
    المتميزون حقا ...
    - هم أفراد بدؤوا بمشاريعهم من الصفر .
    - انطلقوا بأفكار جديدة .
    - نجحوا في ظروف صعبة .
    - نجحوا في وقت قياسي .
    - صاغوا اسلوبا مبتكرا وخطوا طريقا مستحدثا في النهوض باي مشروع .
    - تركوا أثرا واضحا على حياة الكثير من الناس .
    هم مبدعون مبتكرون بهم تنهض الهمم وتبنى الامم ....كن أنت وتميز ... ضع بصمتك في رسالتك.

  9. #9
    أهلا بالأستاذة زيناء ويا هلا وحوار هام ومفيد.
    اقتباس من نصوص الدكتور جيلالي:
    بين الفلسفة وإرادة الاختيار
    مهمة الفلسفة تحريك العقل وإعماله باستمرار وبدون توقف في اتجاه الفكر النقدي الحرّ القائم على الشك البنّاء والتحليل العميق والاستدلال والمحاجة، كما تدفع الفلسفة الإرادة إلى الاختيار بين بدائل شتى في ضوء الفكر النقدي الحر الاستدلالي، ولا يجوز مصادرة إرادة الإنسان - فرد أو جماعة - واغتصاب اختياره تحت أي مبرر أو أي ظرف من الظروف. واغتصاب الإرادة والتعدّي على خيارها هو تعدّي على الفطرة - وهي حق طبيعي بشري- واعتقال للعقل وللإرادة وتعليق لواجب الفلسفة. فالموقف مهما كانت مبرراته الذي يعطّل إرادة أمة ما ويلغي اختيارها ويمنع تقرير مصيرها بنفسها ويؤيد استعمال الوسائل المشروعة وغيرها ومنها القوّة المتعسفة لفرض إرادة غير إرادة الأمة موقف باطل خاطئ فاشل وفاشي يجب التصدي له بكل الوسائل، ولنا في التاريخ والواقع الذكرى والعبرة .
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #10
    جزاك الله خيرا أستاذة ريما على نقل هذا النص وأود التعقيب على قضية الإرادة التي
    تفضلتم بذكرها
    إن إرادة الإنسان لا تغتصب من قبل الأشخاص أو الأمم فقط من الناحية المادية ...
    بل وإن الأشياء والجمادات وحتى الآلات يمكنها أن تسلب الإنسان حريته وإرادته إذا ما أعطاها السلطة المطلقة عليه
    وبذلك يصبح عبدا لها
    ونجد في هذا المعنى قوله تعالى في كتابه العزيز :"أفرءيت من اتخذ إلهه هواه وأضله لله على علم وختم على سمعه وقلبه
    وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد لله أفلا تذكرون "
    أرءيت كيف أن اﻹنسان هو نفسه يعرض إرادته للضياع إذا اتبع هواه واتبع شهواته فإذا أراد أن يتخلى عنها فلا يستطيع لأنه أصبح عبدا لها
    وأصبح لديه اعتقاد جازم بأن ما يفعله صحيح ومن ثم يفاجأ في أنها قادته إلى طريق الضلال
    ومن الأمثلة التي يمكن أن يتخذها الإنسان إلها :
    *الموضة
    *الإنرنت ومواقع التواصل الاجماعي
    *التلفاز
    *السهرات المحرمة
    *التدخين
    والأمثلة كثيرة لا يسعني ذكرها كلها
    **فلنسأل أنفسنا هل هناك إلها غيرلله في حياتنا لأنها قضية خطيرة وشائكة فهذه الأمثلة الآنفة الذكر تندرج تحت
    مراتب الشرك الخفي التي تودي بالإنسان إلى الشرك اﻷكبر والعياذ بالله**
    فعلينا الانتباه

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. فلسفة العلم: مقدمة معاصرة - أليكس روزنبرج
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-24-2015, 05:12 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-30-2013, 01:38 PM
  3. بين فلسفة العلم ونظرية المعرفة / بوبكر جيلالي
    بواسطة بوبكر جيلالي في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-21-2013, 03:07 PM
  4. فلسفة العلم – فيليب فرانك
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-21-2013, 02:21 PM
  5. قطر ونظرية الاستثمار بالخارج
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-17-2012, 01:28 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •