السلام عليكم
تعد المهرجانات الثقافية عموما ظاهرة تنشيطية تحفيزية هامة لتحريك التيارات الثقافية وبلورتها وتقديم الجديد من الكوادر من خلالها وتكريم من قدم الكثير.ولكن:
هل كثرة المهرجانات دليل تطور وتحضر؟من يديرها؟مالغرض الحقيقي منها؟
وهل هي فعلا تكثر وتتنوع لدرجة يصعب عليك الإحاطة بها حقيقة؟,أم هي لاتلبي أدنى الحاجات الثقافية عموما,ولاتبحث عن جديد المواهب بجدية,أو تكريم من قدموا وقدموا؟,وهل حفزتنا على المطالعة والإنتاج والكتابة؟ام مازالت المحسوبية تغمهرا وتصيبنا بالخيبة؟.
يقول الدكتور محمد صابر عرب حول هذه الظاهرة وعبر مقال:
القراءة ظاهرة غير عربية!دبي الثقافية العدد 94 ص 101
الملاحظ في حياتنا العربية المعاصرة أننا نشيد المكتبات وتنبارى في نشر الكتب والاحتفاء بالمهرجانات الفنية المختلفة ,بينما أغفلنا شيوع هذه الثقافة أصلا, لكي تكون جزءا رئيسيا من نسيج حياتنا ابتداء من المدرسة
والجامعة , وصولا إلى جميع المؤسسات المعنية بتنمية المجتمع خصوصا لدى الاطفال والشباب الذين تتفتح مداركهم ومواهبهم وهواياتهم منذ فترة مبكرة في حياتهم,وينتظرون الحاضن الثقافي الشرعي لهم.
إن ظاهرة القراءة عندنا ليست جزءا من حياتنا ,وليست من أولويات المؤسسات المعنية بالتربية والتعليم ,أو حتى الأسرة العربية بخاصة الطبقة الوسطى التي هي الأساس لنهضات الشعوب ....
*******
وإذن:
ماذا نريد من القراءة وإلى أي ضفة نريد ان نصل فيها,لكن ماندركه جيدا ,أو اولى الخطوات الصحيحة تفعيل القراءة,فلا الفيس بوك وامثاله نشط بفاعلية تلك الخاصية لأننا نقرأ بسرعة وبطريقة لفافة الصعتر السريعة الهضم.
فكر وابحث عن طريقك بنفسك..هذا هو المهم في عصرنا...فلا مهرجان ولا حفل قادر على إرضاءك وتلبيت ادنى رغباتك لان حسابلته غير شعبية...
*****
ماذا يعني هذا؟
يعني هذا ان جميع الواسائل متاحة بطريقة ما ,وتبقى متابعة المنزل وتكريس الهدف هما اول الدرب للوصول لما نريد ونبغي ,ومن ثم نبحث عما يتلو هذا من مراحل.
فتقدمنا الفكري بات أفقيا غير عموديا ,وإن ظاهرة الانتشار الإعلامي جوفاء لاتقدم لنا انلماذج التي نريد عموما.
و لاتقدم ولاتؤخر في قضايانا المصيرية ,ولا تظهر من قطع المراحل مسبقا وقدم الهام إلا قليلا.
هي تهمل الزوايا الحمراء المهملة والتي قبعت في الظل طويلا واهملت حتى نفسها,وتظهر ما يكرس هدف الإعلام الغربي من إظهار للصورة المغلوطة فينا.
من لم يع مشكلته ويحلها ينفسه فلا ينتظرن احدا ليدق بابه يوما ما...
ومادامت ظاهرة القراءة لم تنتشر بقوة وبإيجابية ,ولم تصل لتصبح ظاهرة شعبية ترضي المفكر وتشجع المواهب الجديدة, فالسؤال هنا ماذا قدمت تلك المهرجانات؟وهل هي فعلا قليلة لدرجة أغمضت طرفها عن بقية كوادرنا الهامة؟وكيف الخروج من هذا العالم الملغوم؟.
لنصعد من جديد سلم النجاح بانفسنا وبجدنا وعملنا, ولنعيد حفظ الدروس فإننا لم نحفظها جيدا..لكننا بتنا نملك المجداف الذي يجب أن نصل به للضفة الأخرى,فلم لانحاول ؟, بنظرة بانورامية تخترق الحجب الإنسانية الماكرة..و
هذا هو الأروع في واقعنا المر.
الخميس 25-7-2013
17 رمضان 1434