الهـــــــــــــــروب من الداخل

--------------------------------------------------------------------------------

..... قد تكون لدينا القدرة على الهروب من الاخرين عند حدوث اى مشكلة ما تصادفنا معهم ... وقد نستخدم المهارات العالية للهروب خصوصا عندما نكون غير قادرين على مواجهة مشكلتنا معهم وقد نهرب الى الكثير من الاتجاهات وقد نستعمل الطرق المتعدده للهروب وقد نكون قادرين على ايجاد الاعذار المناسبة للهروب وتحويل المشاكل على الاخرين والطعن فى مصداقيتهم ونبعد عنهم حتى لا نقع فى شرك المواجه التى دائما ما تحرجنا وتسبب لنا الالم ..

.... اما اذا كنت المشكلة فى مشاعرنا واحساسنا كيف يكون الهروب من الداخل

...... فالكثير من الناس يهربون من الداخل الى الخارج فعندما تصادفهم اى مشكله فى احساسهم او مشاعرهم يحاولون بالذهاب الى الاخرين حتى يساعدنهم بحل مشكلتهم ولكن بدون اى جدوى ولا اى نتائج ايجابيه وعلينا بان نسال انفسنا سؤال مهم جدا حتى يتسنى لنا الوقوف امام الواقع

..... الهروب الى الداخل
... ماذا بداخلنا من مشاعر واحساس يجعلنا نتهرب منه والى اين نهرب .... وماهو الشيء التى تجعل كل انسان يهرب الى الداخل ؟؟؟ هل هى المشاعر الحزينه او المشاعر السعيدة او الاحساس فى الوحدة او نسيان العالم من حولنا .. نعم قد نكون فى عالم كثرت فية التساؤلات وكثرت فيه الاوقات الضياع فعندما نقف مع انفسنا وقفه صادقه ليس لحسابها بل للتفكير فى احوالها وطريقة التعامل معها وكيفية التمسك فى مبادئها نجدها ارغمت على كل شيء واجبرت على كل ما تقوم به ... وذلك من خلال تعامل الاخرين لها وتقديم التنازلات للغير ... فهل انت تختار طريقة اسعد نفسك ام الاخرين هل انت تختار الوحدة ام الاخرين لتكون اسير لها وتجبرك على القيام باشياء ليست على هواك وليس فيها ابداع او تطور او روحانيه .....

ان هروبنا من مشاعرنا واحساسنا قد يكون المخرج الوحيد لنسيان الالم والماضي وان انشغالنا بالاخرين قد يساهم فى نسيان هذا الالم ... ان تحقيق السعادة الذاتيه تكمل عند الاتصال الاحساسى مع انفسنا وتلمس مشاعرنا بكل صدق ومحبه .. فخوفنا من السقوط فى الم الداخل قد يساهم بالبعد عن البحث والتحرى .. فالكثير منا لا يحاول بان يناقش الواقع حتى لا يخسر الحاضر والكثير منا لا يريد ان يفكر بالمستقبل حتى لا يرجع الى الماضي فكل شيء فينا متصل ونصبح بين الحيرة والالم وبين الصدق والاكتشاف ..
ان تلك الحيرة التى تعترك الصدور هى نتاج وواقعنا المر ... فالكثير منا يعرف ماذا يريد ولكن لا يستطيع ان يغيير الواقع لانه يعرف بان الام له فى المرصاد وهذا الشيء الذى لا نريده

........ ان الهروب من الداخل هو الهروب من الدنيا والحياة بكاملها .. فعلينا ان نتقبل مشاعرنا والاحساسنا حتى لا نخسر حياتنا ومستقبلنا ولا نعطى للاخرين الفرصه بان يسيطرو على اهدافنا

........... حتى تصبح مشاعرنا واحساسنا ملك لنا فعلينا ان نحترمها ونتقبلها كما هى
_________________
مـــــــــــــــع تحـــيات
يـــــــــوســــــــف الصالح
ابـــــــو صالح
asmr45