قُبلة زِفاف
ازدحم الطريق المؤدي إلى الكنيسة القديمة في إحدى ضواحي لندن الشهيرة ، حيث تجمّع حشد كبير من الناس أمام باب الكنيسة في محاولة للدخول لحضور مراسم حفل زفاف يتمّ بالداخل ، إلا أن حُرّاس الأمن لم يسمحوا لهم بالدخول ، حيث أن الزحام بالداخل كان على أشدّه.
و في الداخل تصاعدت أنغام الموسيقى المُرافقة للترانيم التي تُتلى ابتهالاً من أجل مُباركة هذا الزواج ، و تعاقبت ومضات آلات التصوير من كل صوب رغبة في تخليد تِلك اللحظة. تناثرت ابتسامات عديدة في أرجاء القاعة الضخمة بعضها ابتسامات مُجاملة و أخرى بلا معنى.!!!
توقّفت الموسيقى بعد إنتهاء تلاوة الترانيم ، و تقدّم الأسقف من الزوجين وسط سكون المدعوّين ، تردد قليلاً قبل أن يشرع بالبدء في طقوسه. نقّل بصره بين الزوجين قليلاً ثم بدأ في إلقاء كلمته المٌقتضبة ، تحدّث عن قُدسية الميثاق ، و عن الحُب و الإخلاص ، و رضا الرب... طلب من الزوجين التعهّد ... تعاهدا بالعيش معاً على السرّاء و الضرّاء ، و في الفقر و الثراء ، و في الصحة و المرض ، بالحُب و الحنان ، لا يُفرّق بينهما إلا الموت.
تبادل الزوجان الوعود ، ساد صمت عميق المكان في إنتظار لحظة مُباركة الأسقف ، الذي تسمّرت عيناه في الأرض لفترة ، قبل أن يطلق مُباركته أخيراً ...
انطلقت صيحات الفرح و التهليل من المدعوّين ، و تبادل الزوجان الأحضان ، أعقب ذلك قُبلة طويلة انتزعت آهات الحضور.
انسحب الأسقف من القاعة سريعاً إلى غُرفته ، قبل أن يخر أرضاً و هو يبكي بشدة ، مارس طقوسه و هو يدعو الله أن يغفر له أنه أول من بارك زواج رجلين.!!!!
أحمد فؤاد