السلطة: عجز ام تواطؤ
السلطة: عجز ام تواطؤ/ مصطفى ابراهيم
22/3/2014
عملية اغتيال شهداء جنين تأتي في سياق الجرائم الاسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وما تقوم عليه العقيدة الامنية الصهيونية بكي الوعي الفلسطيني، و قتل كل من يفكر من الفلسطينيين أو يحاول مقاومة الاحتلال والقيام بعمليات فدائية.القوات الاسرائيلية التي حاصرت شهداء جنين الثلاثة لم تأتي لاعتقالهم، بل لقتلهم كونهم قنبلة متفجرة كما تدعي، وكان يجب التخلص منهم كما حدث نهاية الشهر الماضي باغتيال الشهيد معتز وشحة في بيرزيت، وهذا ما اكده وزير الامن الاسرائيلي موشي يعلون ان الشهداء الثلاثة كانوا يخططون للقيام بعملية كبيرة في الضفة الغربية.شخصيا لست من اولئك الذين يحاولوا ربط ما تقوم به اسرائيل من جرائم مستمرة بحق الفلسطينيين بان هناك اهداف ورسائل تريد إيصالها للشعب الفلسطيني و للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، وانها مؤامرة لإفشال المفاوضات والضغط على السلطة.بهذا نكون و كأننا نبرأ اسرائيل من كونها دولة الاحتلال وغير ملتزمة بالاتفاقات والتفاهمات مع السلطة، وترتكب جرائمها بحق الفلسطينيين في أي زمان و مكان حسب مصلحتها ورؤيتها الامنية، فالحكومة الإسرائيلية الحالية يمينية متطرفة حالها كحال الحكومات التي تعاقبت على الاستمرار في الاحتلال، وهي امتداد لها في التمسك بالرؤية الصهيونية، و لم تعترف و تقر بحقوق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم و إقامة دولتهم المستقلة.اسرائيل منذ عدة سنوات وعلى اثر عملية السور الواقي في العام 2002، اتخذت قراراً بالقيام بحماية امنها من دون الاعتماد على الاجهزة الامنية الفلسطينية، وهي مستمرة بارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين وتراقب وترصد حركة الشارع الفلسطيني وما يفكر به الفلسطينيين، وتقوم بالاعتقالات في الضفة الغربية بشكل يومي.ومع ذلك هي على اتصال دائم مع الاجهزة الامنية الفلسطينية والتنسيق والتعاون الامني مع الاجهزة الامنية الاسرائيلية لم يتوقف على الاطلاق، ومن لا تريد اسرائيل اعتقالهم من الفلسطينيين تقوم بتصفيتهم امام مرأى وسمع الاجهزة الامنية الفلسطينية التي تقوم باعتقال من تفشل اسرائيل في اعتقالهم أو لا يشكلون خطراً كبيراً عليها.الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية لم تكتفي بالصراخ والاستنكار لما تقوم به الاجهزة الامنية من اعتقال العشرات من النشطاء الذين يقاومون الاحتلال، او يفكرون بالقيام بأي عمل فدائي ضد الاحتلال وتقوم بملاحقتهم بدل من توفير الحماية لهم، انما وجهت الاتهامات للأجهزة الامنية الفلسطينية بالتواطؤ مع الاجهزة الامنية الاسرائيلية وتسهيل مهمتها بملاحقة من يقاوم الاحتلال.وعلى الرغم من كل ذلك فالسلطة لم تتخذ خطوات عملية حقيقية لوقف التنسيق الامني او تجميده او التصدي لقوات الجيش الاسرائيلي التي تتوغل يوميا في المدن الفلسطينية وتنفذ الاعتقالات والاغتيالات، وفي الوقت الذي تحذر فيه وسائل الاعلام الاسرائيلية من حال الغليان في الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية.استشهاد ثلاثة من الشبان في جنين كما تدعي بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية يثبت وجود جيل جديد من الشهداء من مختلف الفصائل بما فيها فتح وحماس والجهاد الاسلامي في المخيمات، هم على اتم الاستعداد لمحاربة السلطة الفلسطينية من جهة و اسرائيل من الجهة الاخرى بسبب حالة اليأس من الواقع السياسي والاقتصادي في الاراضي الفلسطينية بشكل عام ومخيمات اللاجئين بشكل خاص.وبرغم هذه التحذيرات الصادرة عن وسائل الاعلام الاسرائيلية وبعض القادة الامنيين الحاليين و السابقين لم نسمع من السلطة أي رد فعل ولم تتخذ الخطوات الحقيقية لوقف هذا العبث واستسهال الدم الفلسطيني، وكأنه عجز أو تواطؤ، وان ما يجري في الضفة الغربية من جرائم واستيطان وتهويد القدس وتقطيع اوصال المدن والقرى بالحواجز وإذلال الناس على الحواجز، لا يعني السلطة ولا يحركها للتصدي له، و ترك الناس وحدهم في مواجهة جرائم الاحتلال اليومية بل تمنعهم من مقاومة الاحتلال.و عندما يكون لوسائل الاعلام الإسرائيلية القدرة على تقديم تقدير موقف وتحليل قائم على معلومات الاجهزة الامنية الاسرائيلية، وان سبب اقدام الشباب الفلسطينيين على الشهادة ومقاومة الاحتلال هو اليأس والفوضى في المخيمات، فهذا يعود الى عجز القيادة الفلسطينية عن فهم ما يجري من غليان وثورة داخلية خاصة في صفوف الشباب، وعدم تسليمهم بالأمر الواقع واستمرار جرائم الاحتلال.