حزن والم حياتها مع استمرار اعتقال نجلها المحكوم 13 عاما والدة الاسير شادي جرار : للعام العاشر ما زال الاحتلال يحرمني ابني ونصلي لله ليكون عيدنا عيدين بتحرره جنين – تقرير علي سمودي للعام العاشر على التوالي تستقبل الوالدة فلك جرار "ام رشدي " شهر رمضان المبارك محرومة من نجلها الاسير شادي محمد رشدي جرار 32 عام من جنين الذي تواصل ادارة السجون الاسرائيلية فرض العقوبات بحقه مما يفاقم معاناتها وهي تتنقل من سجن لاخر لزيارته دون ان تتوقف عن الدعاء والصلاة لحريته وعودته لمنزله واسرته التي حرم الاحتلال غالبيتها من زيارته بذريعة المنع الامني . حيا ة العقوبات الوالدة التي اصابها مرض القلب جراء الاحزان التي اجتاحت حياتها عقب اعتقال نجلها ، تقول " في شهر رمضان تكبر احزاني وهمومي لان ابني المحكوم بالسجن 13 عاما بتهمة العضوية في قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ما زال مغيبا عنا ، يعيش حياة العقوبات والظلم والتعسف التي تمارسها ادارة السجون بحقه منذ اعتقاله ، ورغم اجتماع اشقاءه والاهل حولي فانني لا اتوقف عن البكاء فصورة شادي لا تفارقني في السنوات التي سبقت اعتقاله وكل لحظة اصلي لله ان يجمع شملنا به في منزلنا الذي تسكنه الاحزان ، فقد اعتقل الاحتلال افراحنا ولم يبقى سوى الالم الذي لن يتوقف حتى اراه في احضاني ويشاركني رمضان وكل المناسبات ". تضحية ام ام رشدي المربية الفاضلة التي ربت وخرجت الاجيال خلال سني عملها كمدرسة في مدارس جنين ، والام الوفية التي كرست حياتها لرعاية نجلها شادي واشقاءه الخمسة بعدما توفي زوجها عام 1990 ، فضحت بكل شيء لتوفر لاطفالها حياة كريمة فكبروا برعايتها والتحقوا بالجامعات لذلك ترتبط بعلاقة وطيدة معهم وخاصة اسيرها ، وتقول " داهم المرض زوجي ورفيق دربي وتوفي وترك لي اطفالي فمنحتهم حياتي ورسمت بهم ومعهم وعليهم احلامي وامالي ، لم ابخل عليهم بشيء وكنت الاب والام والاخ والصديق والعائلة حتى مكنني ووفقني الله لاراهم متفوقين في مدارسهم وجامعاتهم ، ولكن الاحتلال كان لنا بالمرصاد باعتقال شادي واسلام فتحولت حياتنا لجحيم ونحن نتنقل على بوابات السجون واصعب لحظات العمر تكون في شهر رمضان والاعياد التي امضيها بالبكاء والحسرة فلا شيء اصعب على قلب الام من تغييب ابناءها عنها وحرمانها منهم ". حديث الذكريات ورغم المها تفخر ام رشدي اليوم ، بتضحيات وبطولات ابنها شادي الذي ادى واجبه وعبر عن حبه لوطنه وانتماءه لقضيته رغم الم القيد وعذابات السجن ، لذلك فانها في شهر رمضان لا تشعر بالراحة الا عندما تستذكر ايامه وحياته التي تعبر عن شوقها الكبير له ، وتقول " شادي هو الثاني في اسرتنا المكونة من 5 انفار ، وخلال دراسته بدا نشاطه الوطني والاجتماعي بعدما التحق في صفوف اتحاد الطلبة الثانويين ، فكان يمضي وقت في طلب العلم ودراسة القضية والتعمق فيها فحقق امنيته بالنجاح في الثانوية العامة الفرع العلمي والانتقال لجامعة القدس في ابو ديس تخصص فيزياء ليواصل تادية رسالته الوطنية والطلابية فاصبح عضوا فاعلا وناشطا في جبهة العمل الطلابي التقدمية يشارك في الاعتصامات والمهرجانات الوطنية والمواجهات مع الاحتلال حيث كان التحق بصفوف الجبهة الشعبية بشكل سري ". المطاردة والاعتقال مع اندلاع انتفاضة الاقصى ، شق شادي طريقه نحو المقاومة وبصمته المعهود كان يلتحق في الجناح العسكري للجبهة في منطقة القدس ، ويقول شقيقه" كان شادي يمتلك ايمان راسخ بالقضية واستعداد كبير للتضحية ودوما يتقدم الصفوف في مقاومة الاحتلال ولم نعلم بنشاطه العسكري حتى داهمت قوات الاحتلال منزلنا وبدات بالبحث عنه والتهديد بتصفيته ، ورغم مطاردته حرص على دراسته نهارا ، وفي ساعات الليل كان ينضم لرفاقه في عملياتهم التي اثارت غضب الاحتلال الذي استمر في مطاردته بينما كان شادي في السنة الدراسية الرابعه من تخصصه ". ويضيف " في كمين لقوات الاحتلال تمكنت من اعتقال شادي بعدما حوصر في احد المنازل في بلدة ابو ديس في 16-4-2001 ، وعلى مدار شهرين لم نتمكن من معرفة أي معلومة عنه بسبب عزله بينما كان يتعر ض لتحقيق عسكري قاسي ، وبعد عذاب طويل متنقلا بين الزنازين والعزل والسجون حوكم بالسجن الفعلي لمدة 13 عاما بتهمة القيام بنشاطات عسكرية ضد الاحتلال في جنين،والقاء قنبلة يدوية في القدس ، والعضوية في خلايا عسكرية تابعه للجبهة ". رفض شادي ابداء الندم في المحكمة ، واعلن رفضه للقرار وللمحكمة التي اعتبرها غير قانونية واكد حقه المشروع ككل فلسطيني في مقاومة الاحتلال لذلك تقول والدته " تعرض للعزل والعقاب ، وفي احدى المرات حاولوا ارغامه على الخروج للزيارة مقيدا بالسلاسل فرض مما ضاعف الغضب والحقد عليه وعوقب بعزل طويل ". اعتقال اسلام بعد عام من اعتقال شادي ، وبينما كانت والدته تتجرع مرارة العقوبات القاسية انضم نجلها اسلام 30 عاما اليه في سجنه ، ويقول المحرر اسلام "داهمت قوات الاحتلال منزلنا في عام 2002 ، واعتقلت وحوكمت لمدة 8 شهور وافرج عني بعد قضائها ، ولكن بعد 5 اشهر تم اعتقالي مجددا في عام 2003 لمدة 30 شهر وامضيت منها 15 شهرا بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية " واضاف " اكثر ما كان يؤلمني معاناة والدتي وهي تتنقل بين السجون لزيارتنا فالادارة رفضت في الاعتقالين جمعي مع شادي ، وقدمنا عشرات الطلبات ولكن دون جدوى منعوني حتى من زيارته ، وفي المرتين لم اشاهده ولم نجتمع وحتى عندما انهيت محكوميتي منعوني من وداعه ". وتقول الوالدة " في تلك الفترة ارتبطت حياتي بالسجن ورغم اعتزازي بصمود ابنائي وبطولاتهم لكنني كنت احزن بسبب تفريق شملهم حتى وهم معتقلين ، كانت احيانا تاتي الزيارة في وقت واحد فلا اتمكن سوى من زيارة احدهم فاحزن لان احد ابنائي حرم من زيارتي التي ينتظرها لحظه بلحظة ، وكانت اشد اللحظات في شهر رمضان والعيد عندما استقبله محرومة من ابنائي ". الزيارات والعقوبات رحلة عذاب شادي لم تتوقف بسبب اصراره على تادية واجبه في الاسر ، فقد التحق برفاقه ويواصل تاديه دوره التنظيمي والنضالي ، وبسبب مواقفه عوقب بالنقل من سجن لاخر ، لكن العقاب الاشد سياسة المنع الامني التي طالت اشقاءه ، المحرر اسلام قال "منذ 3 سنوات لم ازوره اضف اليها الفترة التي سبقت خلال اعتقالي فهم يمارسون سياسة المنع الامني التي طالت اختي رشا لذلك فان المنا كبير في شهر رمضان الذي يغيب فيه اخي عنا ويمنعنا الاحتلال حتى من زيارته ". وما زالت ام رشدي تقاوم مرض القلب الذي القى بظلاله على حياتها ، وفي كل الزيارات تخفي المها وتتمرد على مضاعفاته لتبقى معنويات ابنها عالية ، وتقول " حياتي تبدا وتنتهي بزيارة شادي وحتى لو كنت في ذروة المرض والالم لا يمكن ان اتاخر عنه لحظة وفي هذه الايام المباركة وابواب السماء تتفتح في شهر رمضان لدعوات المؤمنين دعائي لله ان يتم علينا فرحتنا باجتماع شملنا مع شادي وكل الاسرى وهم محررين ليكون عيدنا القادم عيدين ". Ali Samoudi
General Manager - Almjd Press
Journalist - Alquds Newspaper
Al-Jazeera correspondent
Reuters cameraman
Tel:04-2505446 \0599305241
Jenin-Palestine
ملف مرفق 1280
ملف مرفق 1281