قهر
هذا الصباحُ يجيئني
من سدةِ الغيمِ الغريقِ
وقد كتمتُ النعيَ إذ
صادفتني.
ومررتُ فوقيَ أنشدُ
الَبدْءَ الجديد.
أيُ المساءاتِ الهزيلةُ ايقظت
في ليلها صخبَ الحياةِ
وضلني
اتلمسُ الجسدَ الشهيد.
مااخترتُ أصفادي ولا
فجرَ البداية
بل صرختُ وزغردت
كل الوجوهِ
تجرني
فمددتُ صوتيَ داعيا أرجوُ القمر.
آب الصدى أركن-ترجل عن أمانيك الطويلةِ
واحرثِ الوقتَ الذي يمضي إليكَ
فتحتُ شباكي ليكنسني المطر.
كفّاي ترتعشانَ
ماهذا الذي فيّ انفطر.
ماعدتُ أدوي في فضاء البوحِ
ها صوتي انكسر.
ومررت فوقيَ أنشدُ الغيمَ
الجديد.
في صفحةِ الروحِ البريئة علقت
آثامنا لوناً رماديَ الرؤى
وتجمهرتْ حول الطفولةِ
تخنقُ الصوتَ الرقيقَ
هي الحياةُ مساكبٌ
وخريفَ عمرٍ ينفثُ التاريخَ أوجاعاً
فينبتُ في حدائقنا الصديد.
هذا الترابُ الكهلُ يطوي العابرينَ
ويشتهي العشبَ النديَّ
إذاً هو الكونُ الضئيلُ ملاعبٌ
لو ترفعوا هذا الصباحَ لليله
لو تُسْقطوا هذا المساءَ بصبحه
لو تتركوني في المدى
قوسا على أوتارِ أغنيتي
ليكتملَ النشيد.
يا يوميَ المُلقى على قلقِ الثواني
إنني فجٌ
فلا تسرف وإن الكرمَ لم
تنضج عناقيده......
إن كنتَ قد أضرمتَ في وجهي تباريحا
فلي قلبٌ يرفرفُ معلنا صوتي
وظل النبضِ لاتخفىَ تجاعيده.....
هذا الصباحُ يجيئني ويبللُ الأحلامَ
طفلا ضاحكا
فمررت قربيَ أنشدُ الفرحَ الوليد.
فلما القنوطُ وقد نما
في الروحِ عشبٌ يملأ
القلبَ الصدى
لابد في الغيبِ القريبِ وسائدٌ
أغفو بسوسنها
وعند الله في ظني المزيد.