الطعن،الخنق،الحرق،الطخ، تعددت الاساليب وموت الضحية واحد؟؟
بقلم:عماد موسى
منذ آدم وحواء، أي من بدء النشأة والتكوين للجنس البشري وفقا للاساطير والروايات الدينية، التي وضعت حواء الانثى والانوثة في قفص الاتهام والتأثيم والتجريم؛ بتهمة الغواية والإغواء، بإغواء آدم ودفعه الى أكل التفاحة، وما أن أكل منها حتى أصبحت الأنوثة فاقدة للعفة والطهارة ،ووأصبحت محمولا ذكوريا للقذارة والنجاسة، فاقصتها الذكورة عن الاماكن المقدسة في مرحلة الطمث، والحيض، فاأوجدت الذكورة لغة خاصة تحمل مفرداتها معاني الادانة والتجريم والتحريم..من يوم واقعة الغواية الأولى، يوم خمش آدم من التفاحة ليتذوق طعمها ،من كان غير الله وآدم والشيطان، والوحيدة هي الأنثى حواء، وبالاغلبية تندحر الوحيدة، بحيث يتم نسج الحكاية فالتهمة للانثى سهلة، والتي تبرر القتل: تحت شعار الشرف العربي، هذا الشرف الذي أسكنوه في الجرح النازف بالدماء والراشح للافرازات من طمث وحيض وسوائل، والتي وفقا لذلك تفقد الانثى طهارتها وتقصى بعيدا .
ولما يرغب بها الذكر ليلقي في جرحها الغائر قذارته؛ يفك عنها حزام القذارة، فتصبح في ثوان أطهر من الطهارة، هذا هو الذكر المنتج للكلمات، وللجمل فكانت اللغة ذكورية بامتياز؛ التي توفر له سلطة الادانة، والحكم بالقتل، وينأى هو باللغة، والخطاب، متبرئا من كل جرائمه،مستندا إلى الفكرة الذكورة المهيمنة مرجعيا على الفكر العربي، وهي ارتباط الانثى بالخطيئة وبالاثم وبالنجاسة، ولما خلقت حواء وجبلت من عاطفة أقوى من تلك التي يحملها الذكر،حيث اقصيت مشاعر الغلظ والقسوة،واستودع الله في قلبها الرحمة والرأفة والمودة فمنذ ذاك اليوم، وهي تدفع ثمن غريزة الأمومة. فبقيت تسلب الحقوق وتتعرض للسبي والعنف وكل اشكال العبودية، والوأد والقتل بشتى الطرق، فإلى متى ستبقى الانثى قيد الوأد؟ والاتهام والتجريم والتأثيم؟ والى متى ستبقى حقلا مرجعيا لازمات الذكورة وهزائمها؟