وتظل تعشقنا الشآم

حلم يطير إلى السماءْ
ويمدّ كفيهِ
ليغرف من نوافذها الشعاعْ
...فيلامس القمر المعلّق في جدائلها
ليرتشف السناءْ
حلم كبيرْ
لكنه قدر ستعترف النجوم بطهرهِ
حلم كبيرْ
والشعب أكبر لن يملّ من الصعودِ
أو النفيرْ
ستظل أصوات السنابل ترتفعْ
حباتها ستلامس القمر المضاءْ
وشعارها لا للحصادْ
ستظل تصرخ في الروابي والسهول وكل وادْ
هذي السنابل شامخاتٌ
ملؤها خبز تحضّره الشموسُ
لحفلة الحزن الأخيرْ
هي حفلة كتبت علينا مثلما كتِبَ الشّقاءْ
ليست غداءً أو عشاءْ
بل حفل إيقاظ الضّميرْ
حتى تصيرْ
لغة الحضارات العتيقه
عصفورة في غابة التاريخِ
تجمع قشّها
من وحي زنبقةٍ طليقه
حتى نصير كما الخليقه
روحاً يغرّدها الوطنْ
وتغرّد الشعر العتيق بلا هوانْ
كوناً يضيء بلا دخانْ
حرية كتبت على الوطن المسيج بالأمانْ
فالكل في زمن الجريمةِ
يشتكي من ضعفهِ
والكل هانْ
تباً لكِذْبات الزمانْ
يا سادة الدنيا أعيدوا للرخام حبورهُ
في تدمر الأنثى التي
كانت تحدق بالرمالِ
ولا تهاب عبورها
ولتذكروا ما خُطّ فوق قلاعنا في جُلّقٍ
يا سادتي كونوا بحقٍ
أو فلا
سنظل نعشق أرضنا
وتظل تعشقنا الشآمْ
فالغوطة العطشى تنادي نهرنا
والغمد ملّ من الحسامْ
رحلت فراشات البلادْ
والموت عاث بأرضنا
والفقر سادْ
فارموا ملاءات الحدادْ
الصقر من دمنا توضّأَ
ثمّ عادْ
والحلم طار إلى السماءْ
لن ترجع الأقفاص نحو عقولنا
لا .. لن يعود الجبن صوب قلاعنا
هبوا لتزهر في صحارينا الكرومْ
درب التحرر لن يضيّعَنا
وإن ضعنا
ستهدينا الحمائم والنجومْ
سنكون هامات الغيومْ
فالحق يعلو للسماء السابعه
والحلم حان قطافهُ
والشعر أمسى يانعا


محمد إقبال بلّو