منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20
  1. #1

    خواطر من وحي مارية.

    خواطر من وحي مارية. توطئة. لك الله يا أمي لك الله. لك الله يا أمي لك اله بعد أن ضيقت علي من طول الدنيا وعرضها. لك الله. لقد كنت أبجدية من أزمان بابل دون أن يكون لك قرطاس كتابة أو قلم. دون أن تدركي عصر التنور الفكري ودون أن يدركك العصر. ودون أن تميزي بين إسم مردوخ وإسم نوح. فلك الله يا أمي لك الله. لقد كنت تميزين بين الغث والسمين في مزرعة الكرفس وبين السامي والخسيس في مناجم الزبرجد. فلك الله يا أمي لك الله.
    يعقوب القاسمي.

  2. #2
    لك الله يا أماه لك الله.
    ولقد كان يأخذني الحياء من النظر إليك لكنك كنت تشخصين الى أعيني وكأنك تلبسين قرطي جنية.
    وكنت أشمر عن ساقي لأرى ما وراءك ووراء وادي الجن الذي تنحدرين منه دون أن أستطيع رؤية ما خلفك أو التحديق في واديك أو تشخيص شخوصه.
    ولم أسطع المسك بشئ أو السبر في آخر .
    وجل ما أستطعت مسكه أو سبره وجودك اللامتناهي وربما المرتبط على نحو غير مرئي بشجرة الخلد أو بمصباح في قنديل دري.
    ومهما يكن من أمر فإنه في أزمان يفاعتي لم يك في مقدوري سبر غور شئ أو الحكم على شئ. وأنى لي أن أصنع ذالك وأنا اليافع الذي لا يعلم عن مضغ فاه ولا يعلم هر عن بر ولم يؤتى جوامع الكلم ولا مجاميعه.
    كيف لي أن أصدر حكما على مخلوقة تخذلني في الشأن وتعليني في الكعب وتقزمني في المقام. مخلوقة هي بوصلتي وكذا واسطتي وسبيلي في تحسس زاوية وجودي في كون لا زاوية له .
    في وجود لا جد فيه ولا بجد. في وجود متحرك ترميه أخس الناس بألف لكعة.
    وجل ما طمعت منه منك موطأ قدم أثبت عليه لإقوى على نفاذ جدران سميكة أو بناء جدار ثابت في بناء ملكوت الله.
    فلك الله يا أماه لك الله.

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    2,207

    السلام عليكم

    مرور من هنا وتحية لك أستاذ يعقوب

    ونحن من المتابعين


  4. #4
    الأستاذ علي جاسم:
    لك الطوبى على وقوع مادتي وقوعا جميلا في نفسك وعلى ما جهدته من جهد في إعادة رص المادة. أعترف أن مهاراتي في الضرب على الحاسوب بدائية بعض الشئ. تحيتي.
    يعقوب القاسمي.

  5. #5
    لك الله يا أماه لك الله
    . المقالة الرابعة .
    وكنت أظن حينا أنك توارين جمال خلق أو ملكوت مستور ومتواري عن الأعين . بيد أنني جل ما كان بوسعي أن أطرفه من تلك الملكوت قرطاك قرطي مارية . ولقد كانت هذه الأذينة من جمال خلقين , جمال الملكوت الغيبي والملكوت المرئي , منظورا ومشهودا . وكانتا تغنيان عن مشاهدة ما عداهما أو حتى عن مشاهدة مارية بعينها أو ذاتها . فلك الله يا أماه لك الله. وربما لا أجانب الحقيقة ولا أجافيها إذا ذهبت الى القول أن دنياك كانت تطغى على أية دنيا أخرى وتقتل فضولنا في التطلع الى كل دنيا أخرى إلا هديا من ربي . فلقد كنا حقا على الفطرة ولا يخبي فينا بريق الأيمان ضياء مهما سطعت هذا الضياء وأعمت البصائر و توقدت أوارها. فضياء النورالفطري فينا ما كان يسهل إطفاءها بضياء من جمال المادة ضياء مصدرها الكهف الأفلاطوني . ولأجله كنت أعيش هذا الأنجرار القسري الى جمال عالمين أو قفار ويباب عالمين . جمال عالم النور و جمال عالم المادة . الجمال الذي يطرف به العين والجمال ااذي تشهد له الفطرة في جمام النفس و اللجين . ولم تشأ المقادير أن أميل ميلة واحدة إالى إحداهما على حساب الآخر . ولأجله كنت أرى الدنيا من حولي وكأنها شجرة ترف ويمامة تهتف وأسرع لأنال حظي من كليهما . ولأجله حافظت على الأخذ من جمال دنياين و حرصت على أن لا أغبن في الأخذ من كليهما ناجزا بناجز و نقدا بنقد . فلك الله يا أماه لك الله . أعود والعود أحمد. يعقوب القاسمي.

  6. #6
    خواطر من وحي مارية .
    لك الله يا أماه لك الله .
    المقالة الخامسة .
    ولقد برأت مني ماء السماء وأنا أقف حيال شجرة مجدك . وأنت تفتقين وترتقين معاني النبل في وادي هذه الحياة المقفر والمجدب . في وادي أكذب من اليهير. بيد أنه لعلة ما أجهله ولباعث يخفى علي لم أك دائم العدو أو شديد الحرص على الإقتباس من أبجديتك أو الإصابة بعدواها . إنني كنت منغلقا على ثقافة العصر وعلى أبجدية الأصمعي . ولم أك شديد التأثر بتراث النسب أو كثير التلهف وراء كنوز تناقلتها الألسن شفاها كابرا عن كابر . تراث عائلة منقطع غصنه عن تراث السواد الأعظم من الناس أو العائلات . بيد أن حرصي كان شديدا على حصر مصدر أبجديتك و ضبط وادي وحيك ومسك خيط إلهامك . دون جدوى وجلما كنت تصرحين به هو أنك ورثتيه كابر عن كابر. وفي كل واد لك كنت أجد أثر ثعلبة أو أثر أباك في رفدك بمثل هذا الكنز التراثي العظيم وبقدر أقل قدرا أثر البقية الباقية من شجرتك العائلية . فلك الله يا أماه لك الله . إنك كنت في مقام يؤهلك أن تكون رائدة في مطمح ثقافي كبير أو معلم أدبي كبير بيد أنه جلت الهاجن عن الرفد . وقصرت عن الإضطلاع بدور ريادي كبير إذ أن أبجديتك لم تك من ذات أبجدية العصر . ليتك خرجت من واديك الضيق . ليتك لقمت كنزك العائلي بلقم أبجدية العصر. ليتني كرست نفسي وخصصتها للتزود من معين أدبك وفنك . وإن لوا و وإن ليتا عناء . ولا يغني عن الحدثان لوا وليتا . فلك الله يا أماه لك الله . يعقوب القاسمي.

  7. #7
    خواطر من وحي مارية .
    لك الله يا أماه لك الله .
    الخاطرة السادسة .
    وما مارية من هند. ولم تغنيك كل تبهرجك وكل زخرف قولك في جنب ثقافتنا . لم تك تساوي كل آدابك وطقوسك في أعيينا شيئا . رغم ترفعك و تكابرك علينا. رغم ما كنت تجهدين أليه في إبقاء تلك الطقوس حية وذكية في الصدور وعلى الألسن . وما كان بوسعك أن تغرينا في مناوصة الجرة . أو ورود حياض تركتك وتراثك العائلي. وكنت أرتاب في صدقها ونفعها لما كان فيها من تصنع وتكلف . و درج إخواني معي في عين مدارجي . ولإن تركتك الثقافية لم تعد تواءم روح العصر ولا هيفه . وكنا نظنها حكرا على إستقبال ضيوف من بني جلدتك من ذوي الحسب مثلك . وكنا نظن أن ما ورثتيه عن أكابرك خاص بك ولا دخل لنا فيه . وأصبح الشأن شوينا . وأنت تظنين النقيض على أن ما لك من الآداب والطقوس حل لك ولا يحل لنا . كنت تظنين أنه لا يحل لنا أن نغمس أصبع الشهادة في موروثك الطقوسي أو نتبر أيدينا فيها . ولا يحل لنا أن نحتك بجذيلها الحكاك .أو نقتبس مقولة أو قصاصة حديث منها . ووقفت تركتك وإرثك على طرفي نقيض من ثقافة عصرنا المدرسيه . ثقافة الجلوس على مسطبة المدرسة والوقوف إجلالا أمام المعلم . فلك الله يا أماه لك الله . يعقوب القاسمي .

  8. #8
    خواطر من وحي مارية .
    المقالة الثامنة .
    وكم من مرة حمي وطيس الجدل والسجال بيني وبينك كيما أريك أصالة الرأي وزينة الثوب . بيد أنك كنت تخرجين دوما ظافرة منتصرة ولا ترضين أن تعلو كلمتي فوق كلمتك مهما ألقت وسطعت كلمتي . ربما كنت أخرج من طوري بعض الشئ لأثبت لك عن قصب في السبق وقدرة على النطق . ومن خرج من طوره بجنبك نال سخط الإله وسخطك . وكنت على إثره تزجريني زجرة قد تكون خفيفة وقد تكون عنيفة وأنت قائلة سوف لا يكون لك في الأرض مقعدا ولا في السماء مصعدا . فلك الله يا أماه لك الله . وكنت تزجرينني في أكثر من مقام وفي ثنايا أكثر من مقال . ولم تك تخلو كل ذالك من مسحة الطرفة . وكنت أركب عرعري من أجل أن أباهيك في صناعة اللفظ والقول الجميل بيد أن طريقي إلى الظفر لم يك دوما طريق هرشي . لا بطنه ولا قفاه . وأحيانا كان ينتكب بي الطريق . فلا أستطيع الوقوف من رابضتي . ونحن نخوض جدلا بيزنطينيا لا طائل من وراءه . وكنت أكبو حينا وأصيب آخر. لكن لم يك من دأبك أن تعترفي لي بباع . وكنت آنما أسعى الى نفض غبار الخمول عن كلمتي وشحذها تضربين لي أحب أمثالك إلى نفسك خلف نطق خلفا . أو سكت ألفا وقال خلفا . فلك الله يا أماه لك الله . وما وجه الخلف في كلامي سوى أنك لم تك ترين من جمال القول إلا في مكنون ما ورثتيه وحفظتيه عن ظهر قلب لتصبح ذالك يافطة مكنون تراثي سوق الجنة سوقه . يعقوب القاسمي .

  9. #9
    أهلا بك أستاذ يعقوب القاسمى
    وبخواطرك الجميلة
    كلمات رائعة بحق
    وإن كان لى استفسار بسيط على الخاطرة الأولى التى قراتها لليوم
    فى قولك فقد كانت تميز بين الغث والسمين فى مزرعة الكرفس
    هل أنت تقصده بالفعل هكذا أم كنت تقصد الثمين بمعنى الغالى ؟
    ودى وتقديرى
    أنا ويا الزمــن نـــــــاوي
    أكون الجــرح ومــــداوى
    أشيل الصعب فوق راسي
    وتبقى شغلــتى حــــــاوي

  10. #10
    خواطر من وحي مارية .
    لك الله يا أماه لك الله .
    المقالة التاسعة .
    ولم أك أخوض معك في سجال في كل وادي تنزليه ولا في كل شعبة تسلكيه . فكنت لا أجرأ على رفع عقيرة صوتي وأنت نازلة وادي بني ثعلبة حيث تسردين لنا ألوان الحديث عن مآثر ومفاخر جدودي سادة القوم ووجوهه . لم أك أملك ساعتئذ إلا التسليم لما تسرديه والقبول ملء السمع وملء الطاعة لما تحكيه . وأنى لي أن أخرج عن صلب ما تقوليه وأنت تغوصين في أحاديث عن فتكات أهليك وطرائقهم في سوم الأقوام الخسف والذل والهوان . كنت حينا أظن أن أحاديثك حديث خرافة بيد أنه عندما كنت أعمل فكري في حال القوم كنت أقبل بما تقوليه على مضض لكن دون أن رفع لواء المعارضة . وما كنت أود أن تزيدين لي من حديث أكثر من حبي في الإستزادة من أنباء وأخبار جدي من طرفك . فلقد رحل جدي هذا عن دنيانا وهو لم يبلغ خريف العمر أسوة بالكثير من كرام القوم أو العائلة الذين ماتوا حتف أنوفهم وهم لم يبلغوا أربعينات العمر. ولقد كنت تسردين لنا مآثر جدي هذا في دماثة الخلق وسعة الأفق . كنت تخبرين عن نبله وآبالته . عن وقوع القوم تحت سطوة إسلوبه وسحر بيانه . عن قدرته في التعامل مع أقوام كنعم الصدقة . عن إستئسار الغير عبر لباقة الكلام . وكنت ما أعجب من شئ قدرعجبي من شقرة جدي . وما كان يكفكف من عجبي شيئا إلا رؤية خالاتي و خؤولتي و بني خؤولتي بيضا شقرا وكأنهم حمر النعم أو كرائم الإبل. أعود والعود أحمد . يعقوب القاسمي.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. يا غير مسجلمغامرات مارية
    بواسطة jikarkorshid في المنتدى - فرسان أدب الأطفال
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-05-2020, 05:18 AM
  2. خواطر للجادين فقط...
    بواسطة ميساء حلواني في المنتدى جميل الخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-12-2017, 07:18 AM
  3. أ/ُّ ابراهيم مارية رضي الله عنها
    بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-13-2015, 01:57 PM
  4. خواطر 10
    بواسطة د.أنس تللو في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 07-28-2014, 08:16 PM
  5. خواطر حول م/ع
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-11-2009, 01:01 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •