السلام عليكم
لملت مقالات عن الطب الشعبي بين مؤيد ومشكك
ارجو ان تطلعوا عليها
وربما كان لكل وجهة نظر



الطب الشعبي الفلسطيني

هيام كمال عبد الودود

--------------------------------------------------------------------------------

لكل الشعوب طبُّها الشعبي الذي يعتمد على الوصفات المجربة التي تثبت صحتها؛ حيث مارسها الآباء والأجداد وأجداد الأجداد، والشعب الفلسطيني ليس استثناء من هذه القاعدة فهو شعب عربي عريق ورث الحكمة في مجالات مختلفة ومن بينها الطب ومداواة الأمراض، ويقول فؤاد إبراهيم عباس في كتابه "العادات والتقاليد في موروث الشعب الفلسطيني" – مؤسسة العروبة للطباعة والنشر – الطبعة الأولى 1989م: "في فلسطين تطلق جمهرة الشعب على الأعشاب اسم دواء العرب، أو الوصفة العربية أو الوصفة البلدية والطاعنون في السن يعتبرون الأجيال المتصاعدة مع تصاعد تناول الأدوية الكيماوية والمضادات الحيوية، بأنهم أقصر عمرًا في المتوسط، منهم وأن الأجداد كانوا أطول عمرًا وأطيب صحة.

* ويتتبع أهم وصفات الطب الشعبي الفلسطيني للأمراض المختلفة، فمن الوصفات الخاصة بعلاج الأمراض الباطنية مداومة أكل الزبيب مع العسل لعلاج الإمساك، وشرب الزنجبيل مع العسل لتسهيل الهضم وتقوية شهوة البدن، وأكل الفجل على الريق لإزالة التخمة، وأكل البصل مشويًّا ضد الأنفلونزا، كما يؤخذ الحنظل كتحميلة للبواسير والتهاب القولون، ويوضع الكركم في الطعام مع الأرز كفاتح للشهية، والقرع إذا أخذ صباحا نيئًا يفيد في قتل الديدان وإسقاطها مع الغائط.

الوصفات العلاجية: الباطنية والجراحية

* وفيما يخص علاج الأمراض الصدرية فهم يأكلون الفجل لإزالة البلغم، ويستخدمون دهن اللوز في إزالة ورم الثدي، ويمصون قصب السكر لتنظيف الحلق والرئتين، ويستخدمون العسل مخلوطًا بصفار البيض على الريق للسعال وتحسين الحنجرة، ويستعملون مسحوق الشيح ودخان السكر المحروق لعلاج عسر التنفس بالاستنشاق منه، ويستخدمون دقيقة القمح مع السكر لتليين الصدر، كما يستعملون ألبان النساء وألبان النعاج؛ للتخفيف من نوبات مرض السل.

* وبالنسبة للجراح والجروح يستخدم الفلسطينيون بزر الكتان لعلاج القروح، ويضعون حبة القطين على لسعة الدبور، ويشربون زيت الزيتون على الريق لمنع فقر الدم، ويقولون: آخر الدواء الكي، ويكون الكي بحديدة محماة أو بحجر محمى، ويقولون: إن وضع الثوم مدقوقًا على الجروح مفيد، وإن تقطير الخل على الجروح يمنع النزيف، وعضة الكلب يكوى حولها بالنار وتضمد بثوم وملح مدقوقة دقًّا ومعجونة بالعسل، وفي حالة لدغ الأفاعي يربط أعلى مكان اللدغة بحبل قوي، ويضغط لمنع سريان السم في الجسم، ويضمد المكان بثوم وملح أو ثوم وعسل، ويشرب الملدوغ اللبن أو الخل أو السكر.

* ولعلاج الأمراض العصبية والروماتيزمية يلجأ الفلسطينيون إلى دفن الأطراف في الرمل الحار على شاطئ البحر أو عند ضفة النهر لعلاج الروماتيزم بما في ذلك روماتيزم المفاصل، ويزيلون الرطوبة باللنجة، وهي قطعة قماش من الصوف مبللة بالزيت والماء الساخن، ويستخدمون ما يسمى بالرقعة لإزالة آلام الظهر، وهي شاشة بيضاء عليها مزيج معجون من البيض وعجين الدقيق، أما طاسة الرجفة فهي لإزالة الخوف العصبي أو الهلع (الخضَّة)، وهي صحن نحاسي مقعر مكتوب على حافته بشكل دائري سورة يس، ومعلق على حافته من الأعلى قطع نحاسية صغيرة عليها حروف وأسماء الله الحسنى، وتحجب الطاسة عن الشمس حيث يوضع ماء بائت طول الليل ويشرب منها الخائف المخضوض ثلاث مرات.

* وفي الأمراض الجلدية ينصح الطب الشعبي الفلسطيني باستخدام الليمون مع الثوم لعلاج الصلع، والكبريت الأصفر لعلاج الجرب، ويضع الفلسطينيون الطحينة على الدمامل لتنفجر، ويستحمون في ماء البحر خصوصًا أثناء المواسم الشعبية الدينية لعلاج الجرب للآدميين والحيوانات خصوصًا الجمال، ويلبسون الثوب الأحمر اللون عند الجدري، ويخلطون الحناء مع الزيت لتخفيف القرع، ويقولون: إن التبخير بالكركم يخفف آلام الجدري، وإن اجتناب أكل اللحوم مع الطلي بالقطران يفيد في علاج البرص.

* وفي مجال أمراض الأنف والأذن والحنجرة يذكرون من فوائد السكر جلاء الصوت، ويستخدمون الزيت أو السمن لتحسين اللوزتين، وأن قطرات زيت الزيتون الساخن تفيد في التهاب الأنف، والإمساك على الأنف بشدة وفتح الفم أو دهن الأنف بالماورد يوقف تكرار العطس، ويستخدم الزنجبيل مخلوطًا مع العسل لإيقاف بحّة الصوت.

* ويلجأ البعض إلى مص قصب السكر أو استعمال مسحوق الملح والفحم ثم المزج بالعسل؛ لتنظيف الأسنان بعد فركها بالمعجون، ويرون أن أكل البلح أو بذور عباد الشمس مفيد في تقوية اللثة، ويمضغون الثوم لتفادي وجع الضرس.

* وفي أمراض المسالك البولية فمسحوق اللبان مع أي سائل يفيد في إذابة حصوة الكلى، والكمون يدر البول، والزعتر مفيد في حالة عسر البول، وأكل الحمص مع السكر يفيد في تفتيت الحصوة، وشرب العسل يدر البول أو يحبسه حسب حالة المريض.

*ويلجئون إلى الكحل لتخفيف قروح الرمد، ويقولون: إن حليب "أم البكر" يفيد لالتهاب العين واحمرارها، وكثيرًا ما يستخدمون الكحل لتقوية العصب البصري.

* ويلجئون أحيانًا إلى حصى اللبان مغليًّا لعلاج اضطرابات القلب، وتستخدم أوراق الكينا المغلية لعلاج حمى الملاريا، كما تؤكل بذور عباد الشمس لنفس الغرض، والشيح المغلي يفيد لتخفيف الحمى وجعل المريض يعرق.

* وفي حالة كسر الأضلاع يستعملون القدحة لإعادة العضو المكسور إلى حالته الطبيعية، والقدحة عبارة عن نوع من النبات يستعمل للكي.

* كما يستعملون بعض العطور والزيوت العطرية لعلاج الأمراض، فالريحان في حالة سلقه ينفع للقروح والنمش في الوجه، وإذا مزج العنبر بماء العسل يساعد في إعادة قوة الشباب إلى الكهل، ويستعمل اللبان "الدكر" لإصلاح القروح الناتجة عن الحرق ولتقوية الذهن، كما ينفع في علاج الحميات البلغمية، ويستعمل القرنفل لتقوية الدماغ وإجلاء البلغم، ويستعمل زيت القرنفل في طرد الغازات من المعدة، أما الزعتر فيخفف أوجاع الوركين، وإذا مضغ يسكن وجع الأسنان، وزيت النعناع ينفع في منع الغثيان وأوجاع المعدة ويفيد النقرس وعرق النساء والحكة والجرب.

الوصفات الوقائية

وفي مجال الوقاية من الأمراض يعتبرون شرب لبن الماعز من تحت الضرع تقوية للمرضى والأصحاء على السواء، ويستخدمون عسل النحل بأكله على الريق للمناعة ضد فقر الدم ومرض السكر، ويشرب زيت الزيتون على الريق لمنع فقر الدم كما أن كوبًا من الماء قبل الانتقال من مكان دافئ إلى مكان بارد ينفع للوقاية من أمراض البرد، ويستخدمون خرزة العين لرد الحسد عن المرأة، وقطعة "ما شاء الله" الذهبية لطرد الحسد عن الطفل، وكذلك الخرزة الزرقاء، وقليلاً ما يلجأ الجهلة إلى الحجاب لحفظ حامله أو إبطال عمل سحري كما يقولون.